مقدمة - المبادئ العشرة لعلم النحو
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أنلا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .
{ يأيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } سورة آل عمران 102
{ يأيُّهاالنَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءًوَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } سورة النساء 1
{يأيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا ،يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } سورة الأحزاب
70 ، 71
أمّا بعد :
فإن المسلمين بالعربية ؛ إذ هي لسان دينهم ، ولسان نبيهم صلى الله عليه وسلم ، وعماد مجدهم ، فبها يشرُفون ومن أجلها يُقرَّبون ، وباستعمالها يرتقون ،، وما أعلم أمّةً حازت الشرف بلغتها كما حازته أمة العرب ، فيكفيها أن خيرَ الكتب وآخرَها ومعجزة الله للبشر جميعًا قد نزل بها ، ويكفي العربَ فخرًا أن النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم عربي إلا أنّه أفصح النّاس .
وكلما كانت العربية في اللسان والضمير كان العرب مرفوعة رءوسهم ، مسموعة كلمتهم ،
ومن أجل هذا كانت العناية بهذه اللغة الشريفة ، وبكل ما ينير الدرب لتبقى لغة شامخة تدور مع المسلمين حيث داروا ، وترحل معهم حيث رحلوا .
نعم ،،ما كان العرب الأوائل يحتاجون لِما يقيمُهم على الجادَّة في لغتهم ؛ لأنهمكانوا يتنفسون لغة ، ويتقوَّتُونها ، فلما بعُد العهد وطال الأمد واعوجَّتالألسنة ، احتاج المسلمون إلى ما يقوّم ألسنتَهم ، ويردُّ أفواههم الضالة إلى رُشدها ، ويمنع اللحن في كتاب ربهم جلَّ وعلا ،، فكانت علومُ العربية ،، وكان منها قانُونها ودستورها ،، ولحمتها وسداها ،، نعم كان النحو ،، ذلكم العلم الذي تنضبط به المُعْوَجَّات ، وتستقيم به ما في اللسان من انحرافات ، وتُستخرج به كنُوز الأحاديث والآيات .
جاء ذلك العلم لينظم الجميعَ في عقد حباتُه من كلم منضود ، ثم جاءت على إثره علوم العربية تجميلا وتفصيلا وبيانًا ،، فكان رأسَها وكانت تابعتَه .
فحظي هذا العلم الفريد بالتصنيف والتأليف والتحقيق ؛ لدرء التحريف ، ثم لفهم الكتاب والسنة .
ولمّا رأى علماؤنا السابقون أن النّاس تتفاوت درجاتهم في الطلب ، وتتباين منازلهمبحسب كل واحد وما يرغب ، وضعوا لكل واحد ما ينفعه ، فوضعوا للمبتدئ بغيته ،وللمتوسط غايته ، وللمنتهي ما تصل إليه همته . بحيث لا يقصر عن الطلب أحد كبيرًا أو صغيرًا ،، فلكل درجة ، وما الأعلى بأرفع عند الله والناس إلا بتقواه وبمقصد ما يطلب ، فقد يسبقُ المبتدئُ بحسن نيته ووضوح غايته المنتهيَ على تقصيره في النية وسوء الطويَّة !!
وقد وجدنا فيما وضع من متون النحو متنًا ييسر للطالب قصدَه ، ويدني منه وِرده ،فأحببنا – على قلة بضاعتنا وغور مائنا - أن نبتدئ بعرضه ،، وتيسير ما منه خَفِيَ ،، وتوضيح غامضه .
فكان أن شرعنا في شرح مقدمة ابن آجروم رحمه الله ، لما تحويه من سلاسة الأسلوب ،ويسر اللفظ ، ودقة البنيان ، وحسن الترتيب ، وجودة السبك مع تحقيق الفائدةللطالب المبتدئ والمتوسط المستزيد ، ولا تنفك عن إفادة المنتهي ،، فما عالم إلا وحاجته للبداية تتساوى مع حاجته للنهاية ولكل عين يبصر بها .وما قيامنا بهذا الأمر عن استحقاق تعليم أو تقدم قدر وإنما شاء الله عز وجل أن يكون أمامَ الناس أفقرُهم علمًا وأقلهم منه نصيبًا ، وأبعدهم عن حظوظ العلم قدرًا . فما نحن إلا كما قال القائل :
أَسِيرُ خلف ركاب القوم ذا عَرجٍ **مــــــــؤمِّلا جبر ما لاقيتُ من عِـوج
فإن لـــحقت بهم من بعد ما سبقوا **فكم لِرب السَّما في الناس منفرج !
وإن ظللت بـقفر الأرض منقطعًا ** فما علــى أعرج في ذاك من حـرج
وقبل الشروع نعرض مقدمتين ، الأولى : في ذكر المبادئ العشرة التي يتعين على طالبأي فن أن يلم بها قبل بدئه ، والثانية : التعريف بصاحب المتن رحمه الله تعالى .
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أنلا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .
{ يأيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } سورة آل عمران 102
{ يأيُّهاالنَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءًوَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } سورة النساء 1
{يأيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا ،يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } سورة الأحزاب
70 ، 71
أمّا بعد :
فإن المسلمين بالعربية ؛ إذ هي لسان دينهم ، ولسان نبيهم صلى الله عليه وسلم ، وعماد مجدهم ، فبها يشرُفون ومن أجلها يُقرَّبون ، وباستعمالها يرتقون ،، وما أعلم أمّةً حازت الشرف بلغتها كما حازته أمة العرب ، فيكفيها أن خيرَ الكتب وآخرَها ومعجزة الله للبشر جميعًا قد نزل بها ، ويكفي العربَ فخرًا أن النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم عربي إلا أنّه أفصح النّاس .
وكلما كانت العربية في اللسان والضمير كان العرب مرفوعة رءوسهم ، مسموعة كلمتهم ،
ومن أجل هذا كانت العناية بهذه اللغة الشريفة ، وبكل ما ينير الدرب لتبقى لغة شامخة تدور مع المسلمين حيث داروا ، وترحل معهم حيث رحلوا .
نعم ،،ما كان العرب الأوائل يحتاجون لِما يقيمُهم على الجادَّة في لغتهم ؛ لأنهمكانوا يتنفسون لغة ، ويتقوَّتُونها ، فلما بعُد العهد وطال الأمد واعوجَّتالألسنة ، احتاج المسلمون إلى ما يقوّم ألسنتَهم ، ويردُّ أفواههم الضالة إلى رُشدها ، ويمنع اللحن في كتاب ربهم جلَّ وعلا ،، فكانت علومُ العربية ،، وكان منها قانُونها ودستورها ،، ولحمتها وسداها ،، نعم كان النحو ،، ذلكم العلم الذي تنضبط به المُعْوَجَّات ، وتستقيم به ما في اللسان من انحرافات ، وتُستخرج به كنُوز الأحاديث والآيات .
جاء ذلك العلم لينظم الجميعَ في عقد حباتُه من كلم منضود ، ثم جاءت على إثره علوم العربية تجميلا وتفصيلا وبيانًا ،، فكان رأسَها وكانت تابعتَه .
فحظي هذا العلم الفريد بالتصنيف والتأليف والتحقيق ؛ لدرء التحريف ، ثم لفهم الكتاب والسنة .
ولمّا رأى علماؤنا السابقون أن النّاس تتفاوت درجاتهم في الطلب ، وتتباين منازلهمبحسب كل واحد وما يرغب ، وضعوا لكل واحد ما ينفعه ، فوضعوا للمبتدئ بغيته ،وللمتوسط غايته ، وللمنتهي ما تصل إليه همته . بحيث لا يقصر عن الطلب أحد كبيرًا أو صغيرًا ،، فلكل درجة ، وما الأعلى بأرفع عند الله والناس إلا بتقواه وبمقصد ما يطلب ، فقد يسبقُ المبتدئُ بحسن نيته ووضوح غايته المنتهيَ على تقصيره في النية وسوء الطويَّة !!
وقد وجدنا فيما وضع من متون النحو متنًا ييسر للطالب قصدَه ، ويدني منه وِرده ،فأحببنا – على قلة بضاعتنا وغور مائنا - أن نبتدئ بعرضه ،، وتيسير ما منه خَفِيَ ،، وتوضيح غامضه .
فكان أن شرعنا في شرح مقدمة ابن آجروم رحمه الله ، لما تحويه من سلاسة الأسلوب ،ويسر اللفظ ، ودقة البنيان ، وحسن الترتيب ، وجودة السبك مع تحقيق الفائدةللطالب المبتدئ والمتوسط المستزيد ، ولا تنفك عن إفادة المنتهي ،، فما عالم إلا وحاجته للبداية تتساوى مع حاجته للنهاية ولكل عين يبصر بها .وما قيامنا بهذا الأمر عن استحقاق تعليم أو تقدم قدر وإنما شاء الله عز وجل أن يكون أمامَ الناس أفقرُهم علمًا وأقلهم منه نصيبًا ، وأبعدهم عن حظوظ العلم قدرًا . فما نحن إلا كما قال القائل :
أَسِيرُ خلف ركاب القوم ذا عَرجٍ **مــــــــؤمِّلا جبر ما لاقيتُ من عِـوج
فإن لـــحقت بهم من بعد ما سبقوا **فكم لِرب السَّما في الناس منفرج !
وإن ظللت بـقفر الأرض منقطعًا ** فما علــى أعرج في ذاك من حـرج
وقبل الشروع نعرض مقدمتين ، الأولى : في ذكر المبادئ العشرة التي يتعين على طالبأي فن أن يلم بها قبل بدئه ، والثانية : التعريف بصاحب المتن رحمه الله تعالى .
الإثنين 25 مارس 2024, 11:31 am من طرف عادل محمد عبده
» لمسات بيانية الجديد 10 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع
الخميس 21 مارس 2024, 11:41 am من طرف عادل محمد عبده
» لمسات بيانية الجديد 9 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع
الأحد 17 مارس 2024, 11:32 am من طرف عادل محمد عبده
» لمسات بيانية الجديد 8 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع
الأربعاء 13 مارس 2024, 4:29 pm من طرف عادل محمد عبده
» آداب العشرة وذكر الصحبة والأخوة كتاب الكتروني رائع
الجمعة 09 فبراير 2024, 5:02 pm من طرف عادل محمد عبده
» سلامة الصدر كتاب الكتروني رائع
الجمعة 26 يناير 2024, 4:22 pm من طرف عادل محمد عبده
» المعربات قسمان قسم يعرب بالحركات، وقسم يعرب بالحروف , شرح مبسط مع الأمثلة وتحميل pdf
الثلاثاء 16 يناير 2024, 9:10 am من طرف زائر
» اليهود والحركات السرية كتاب الكتروني رائع
السبت 13 يناير 2024, 4:45 pm من طرف عادل محمد عبده
» اليهود في أمريكا تاريخهم ودورهم في تأييد الكيان الصهيوني ومنظماتهم
الأحد 31 ديسمبر 2023, 8:01 pm من طرف عادل محمد عبده
» قبائح اليهود وخصالهم لعنوا بسببها وضربت عليهم الذلة والمسكنة
الإثنين 18 ديسمبر 2023, 7:04 pm من طرف عادل محمد عبده