منتدى درة الغواص

مرحبا بك عزيزنا الزائر فى منتدى درة الغواص
نتمنى لك الاستفادة من وجودك فى المنتدى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى درة الغواص

مرحبا بك عزيزنا الزائر فى منتدى درة الغواص
نتمنى لك الاستفادة من وجودك فى المنتدى

منتدى درة الغواص

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

للكتاب الإسلامي وعلوم اللغة العربية والشرعية


  • إرسال موضوع جديد
  • إرسال مساهمة في موضوع

الإمام مالك

mr.aladdin
mr.aladdin
الإدارة
الإدارة

تاريخ التسجيل : 08/10/2011
عدد المساهمات : 6509
العمر : 64
دعاءالإمام مالك Uo_ouo10

الإمام مالك Empty الإمام مالك

مُساهمة من طرف mr.aladdin الأحد 09 أكتوبر 2011, 5:49 pm


الإمام مالك

الإمام مالك (93 هـ/715 م - 179 هـ/796 م) إمام دار الهجرة و أحد الأئمة الأربعة
المشهورين ، ومن بين أهم أئمة الحديث النبوي الشريف .
نسبه
هو 'أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن حارث' وهو ذو إصبح بن
عوف بن مالك بن شداد بن زرعة وهو حمير الأصغر و 'عمرو بن الحارث ذي أصبح
الحميري' من ملوك اليمن, الحميري ثم الأصبحي, المدني, حليف بني تيم من
قريش, فهم حلفاء عثمان أخي طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين. التاريخ
الكبير 7/310والمعارف لابن قتيبة ص 499/497
وامه هي العالية وقيل الغالية بنت الشريك الازدية
وجده اللأول 'أباعامر بن عمرو ' " صحابي شهد المغازي كلها مع النبي خلا بدر " القشيري.
ومالك جد الإمام من كبار التابعين وروى عن عمر وطلحة وعائشة وأبي هريرة وحسان بن
ثابت وكان من أفاضل الناس وأحد الأربعة الذين حملوا عثمان بن عفان ومات
سنة اثنتي وعشر ومائة. ولد للإمام أربعة أبناء وبنت هي أم البهاء وكانت ممن
يحفظون علمه.
مولده ونشأته
ولد الإمام مالك في ربيع الأول سنة ثلاث
وتسعين من الهجرة/712م بذي المروة وكان أخوه النضر يبيع البز فكان مالك معه
بزازا ثم طلب العلم وكان ينزل أولا بالعقيق ثم نزل المدينة المنورة.
لقد نشأ مالك في بيت اشتغل بعلم والحديث.وكان أكثر هم عناية عمه نافع المكنى
بأبي سهيل, ولذا عد من شيوخ ابن شهاب وفي أعمام مالم وجده أسرة من الأسر
المشهورة بالعلم وكان أخوه النضر مشتغلا بالعلم ملازما للعلماء حتى أن مالك
كان يكنى بأخي النضر لشهرة أخيه دونه بدأ الإمام مالك يطلب العلم صغيرا
تحت تأثير البيئة التي نشأ فيها وتبعا لتوجيه أمه له ، فقد حكي أنه كان
يريد أن يتعلم الغناء فوجهته أمه إلى طلب العلم . حفظ القرآن ثم اتجه لحفظ
الحديث وكان لابد من كل طالب علم من ملازمة عالم من بين العلماء وقد جالس
مالك ناشئا صغيرا ثم انقطع لابن هرمز سبع سنين لم يخلطه بغيره ثم اتجه مالك
إلى نافع مولى ابن عمر فجالسه وأخذ عنه علما كثيرا وقد اشتهر أن أصح
الأحاديث: " مالك عن نافع عن ابن عمر".كما اخذ مالك عن ابن شهاب الزهري
ولولعه بالعلم نقض سقف بيته ليبيعه ويطلب به العلم وملازمة كبار العلماء.
يقول الإمام مالك : حينما بلغت سن التعليم جاءت عمتي وقالت :إذهب فاكتب
(تريد الحديث ) .
انطلق يلتمس العلم وحرص على جمعه وتفرغ له ولازم
العديد من كبار العلماء ، لعل أشدهم أثراً في تكوين عقليته العلمية التي
عرف بها هو أبو بكر بن عبد الله بن يزيد المعروف بابن هرمز المتوفى سنة 148
هـ ،فقد روي عن مالك أنه قال:{{ كنت آتي ابن هرمز من بكرة فما أخرج من
بيته حتى الليل . }}
وكذلك يعد مالك أكثر وأشهر الفقهاء والمحدثين الذين لازموا نافع مولى ابن عمر و راويتٌه
يقضي
معه اليوم كله من الصباح إلى المساء سبع سنوات أو ثماني ، وكان ابن هرمز
يجله ويخصه بما لا يخص به غيره لكثرة ملازمته له ولما ربط بينهما من حب
وتآلف ووداد .
وأخذ لإمام مالك عن الإمام ابن شهاب الزهري وهو أول من
دون الحديث ومن أشهر شيوخ المدينة المنورة وقد روى عنه الإمام مالك في
موطئه 132 حديثا بعضها مرسل .
كما أخذ عن الإمام جعفر الصادق من آل
البيت وأخرج له في موطئه 9 أحاديث منها 5 متصلة مسندة أصلها حديث واحد طويل
هو حديث جابر في الحج والأربعة منقطعة .
وكذلك روى عن هشام بن عروة بن
الزبير ، محمد بن المنكدر ، يحي بن سعيد القطان الأنصاري ، سعيد بن أبي
سعيد المقبري، وربيعة بن عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي وعبد الله بن
المبارك والإمام الشافعي وغيرهم ، من أقرانه الأوزاعي والثوري والليث وخلق.
وروى عنه عبد الرحمن بن مهدي والقعني. وقد بلغ عدد شيوخه على ما قيل 300
من التابعين و 600 من أتباع التابعين .
جلوسه للفتيا
لما أصبح له باع
جلس للفتيا بعد استشار كبار العلماء في المسجد النبوي الذي كان يعج
بالتابعين وتابعي التابعين من أمثال الزهري وابن شهاب وربيعة الرأي قيل وهو
ابن سبع عشر سنة....
تحريه في العلم والفتيا
يروى عن النبي - صلعهم -
من حديث أبي هريرة انه قال: "ليضربن الناس أكباد الإبل في طلب العلم, فلا
يجدون عالما اعلم من عالم المدينة" وقال غير واحد بأنه مالك بن أنس. ذكر
لمالك لما انه ذكرت أمامه الموطآت, وان غير واحد من العلماء قد صنع موطا
كموطئه, قال دعوهم , فلن يبقى غلا ما أريد به وجه الله" ولهذا كان يتحرى
تحريا عظيما في الفتوى عند التحمل وعند الاداء فكان يسأل في العدد الكثير
من المسائل ولا يجيب إلا في القليل وكان يفكر في المستالة سنين فما يتفق
فيها رأي.وكثيرا ما كان يتبع فتواه بالآية الكريمة إن نظن إلا ظنا وما نحن
بمستيقنين (الجاثية 31). وكان لا يحدث إلا عن ثقة وكان إذا شك في الحديث
طرحه.
توقيره للعلم ولحديث النبي -صلى الله عليه وسلم -:
كان من توقيره للعلم لا يحدث إلا على طهارة ولا يحدث أو يكتب حديثا واقفا وكان لا يفضل على المدينة بقعة سواها.
شهادة أهل العلم له بالإمامة وثناؤهم عليه
ابن هرمز: "ادعيه, فإنه عالم النّاس".
ابن شهاب :"أنت من أوعية العلم".
قيل لأبي الأسود من للرأي بعد ربيعة بالمدينة؟ قال: الغلام الاصبحي (مالك).
سفيان
بن عيينة: "ما نحن عند مالك؟ إنما نحن نتبع آثار مالك". وقال" ما أرى
المدينة إلا ستخرب بعد مالك". وقال "مالك سيد أهل المدينة". وقال "مالك سيد
المسلمين".
الشافعي: "إذا جاء الخبر فمالك النجم".وقال :" مالك بن انس
معلمي(أستاذي) وما أحد امنُّ علي من مالك, وعنه اخذنا العلم وإنما أنا غلام
من غلمان مالك".
وقال : مالك وسفيان قرينان ومالك النجم الثاقب الذي لا يلحق.
الأوزاعي :رأيت رجلا عالما(يقصد مالك).
أبو يوسف: "ما رأيت أعلم من ثلاث مالك وأبي ليلى وأبي حنيفة".
الليث: علم مالك تقي, علم مالك نقي, مالك أمان لمن اخذ عنه من الأنام".
ابن المبارك: "لو قيل لي اختر للأمة إماما, لاخترت مالكا".
ابن
المهدي : "مالك افقه من الحكم وحماد" وقال: أئمة الحديث الذين يقتدي بهم
أربعة سفيان بالكوفة, ومالك بالحجاز, والاوزاعي بالشام, وحماد بن يزيد
بالبصرة". وقال : مابقي على وجه الأرض اامن على حديث رسول الله من مالك".
يحي ابن سعيد: " مالك أمير المؤمنين في الحديث".وقال: " مالك هو أعلى أصحاب
الزهري, وأوثقهم واثبت الناس في كل شيء".وقال "مالك نجم الحديث المتوقف عن
الضعفاء, الناقل عن أولاد المهاجرين والأنصار".
النسائي: امناء الله
على وحيه, شعبة, ومالك, ويحي بن سعيد القطان, ما أحد عندي أفضل بعد
التابعين من مالك ولا اجل منه ولا أحد اا من على الحديث منه".
احمد بن حنبل:" مالك أحسن حديثا عن الزهري من ابن عيينة, ومالك اثبت الناس في الزهري".
مواهبه وصفاته
حبا الله مالكا بمواهب شتى حتى أصبح الإمام الذي لا يفتى معه أحدا منها:
الحفظ:عرف عن الإمام مالك بأنه قوي الحافظة كان يحفظ أكثر من 40 حديثا في مجلس واحد.
الصبر والجلد.
الإخلاص
في طلب العلم قربة خالصة لله عز وجل.وجيد التحري في رواية الحديث مدققا في
ذلك كل التدقيق ، لا ينقل إلا عن الإثبات ولا يغتر بمظهر الراوي أو هيئته
.قال الإمام مالك :{{ لقد أدركت في هذا المسجد (مسجد المدينة المنورة)
سبعين ممن يقول : قال فلان قال رسول الله فما أخذت عنهم شيئا، وأن أحدهم لو
أؤتمن على بيت مال لكان أمينا عليه إلا ظنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن )
قوة الفراسة والنفاذ غلى بواطن الأمور وإلى نفوس الأشخاص.
وإن
لم يرحل الإمام مالك في طلب الحديث مع أن الرحلة في ذلك الوقت كانت
ضرورية. إلا انه استعاد عن هذا لكون المدينة كانت مركزا للعلم ومنارة له
بحيث لا يكتمل علم احدهم دون القدوم غليها والأخذ من منبعها الصافي من
أحفاد الصحابة ومسكنهم فكانت المدينة كلها منابع علم من حيها وميتها ويابعا
وأخضرها سمائها وأرضها تكاد تنطق بالعلم الوفير وهذا ما جعل الإمام مالك
يرى بان عمل أهل المدينة حجة .
شيوخه
اخذ عن خلق كثير وهم في الموطأ وكان أهمهم :
ابن هرمز
أبو زناد
نافع
ربيعة محسن
ابن شهاب
الأنصاري
يحي ابن سعيد
سعيد المقبري
عامر ابن عبد الله بن زبير.
ابن المنكدر
عبد الله ابن دينار
تلاميذه
كان
أكثر الأئمة الذين ظهروا في عصر الإمام مالك تلامذة له ، وقد كان تلاميذه
من شتى بقاع الأرض لا يعدون ولا يحصون والذي ساعده على ذلك أنه كان مقيماً
بالمدينة المنورة وكان الحجاج يذهبون لزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه
وسلم فيجلسون نحوه يتعلمون منه العلم ، فمنهم من كان يطول به المقام عند
الإمام مالك ومنهم من كان يقصر به المقام . والذي جعل أيضاً تلاميذ الإمام
مالك كثيري أن الإمام مالكاً كان معمراً فلقد أطال الله في عمره حيث عاش
تسعين عاماً .وأحصى الذهبي ما يزيد عم ألف وأربعمائة"تلميذ
عبد الرحمن بن القاسم
عبد الله بن وهب
أشهب بن عبد العزيز القيسي
أسد بن الفرات
عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون
ومن تلاميذه مالك أيضا: ابن أبي اياس أبو الحسن الخرساني.
ابن الوليد أبو يحمد الحميري
ابن خداش أبو الهيثم المهلبي.
أبو عبد الله اللخمي.
سعيد ابن شعبة أبو عثمان الخرساني.
سليمان بن جارود أبو داوود الطياليسي.
ابن ذكوان أبو عبد الله الترميذي.
بن حماد أبو يحي النرسي.
بن جبلة عبدان المروزي.
عبد الله بن نافع الزبيري.
بن عمرو القيسي أبو عامر العقدي.
وكيع بن جراح أبو سفيان الرؤاسي.
وفاته
بعد
حياة عريضة حافلة توفي (رحمه الله) في ربيع الأول سنة 179 هـ/795م عن عمر
يناهز ثلاثة و ثمانين سنة ، حيث صلى عليه أمير المدينة عبد الله بن محمد بن
إبراهيم العباسي و شيع جنازته و اشترك في حمل نعشه و دفن في البقيع .

الإمام مالك 62992349rg3
mr.aladdin
mr.aladdin
الإدارة
الإدارة

تاريخ التسجيل : 08/10/2011
عدد المساهمات : 6509
العمر : 64
دعاءالإمام مالك Uo_ouo10

الإمام مالك Empty الإمام مالك

مُساهمة من طرف mr.aladdin الإثنين 19 ديسمبر 2011, 5:01 am

الإمام مالك



إمام دار الهجرة

يروى في فضله ومناقبه الكثير ولكن أهمها ما روي [عن أبي هريرة يبلغ به
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال ليضربن الناس أكباد الإبل في طلب العلم فلا
يجدون عالما أعلم من عالم المدينة]

إنه الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة، وصاحب أحد المذاهب الفقهية
الأربعة في الإسلام وهو المذهب المالكي، وصاحب كتب الصحاح في السنة النبوية
وهو كتاب الموطأ. يقول الإمام الشافعي: إذا ذكر العلماء فمالك النجم.


--------------------------------------------------------------------------------

نسبه ومولده

هو شيخ الإسلام حجة الأمة إمام دار الهجرة أبو عبد الله مالك ابن أنس بن
مالك بن أبى عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث
وهو ذو أصبح بن عوف بن مالك بن زيد بن شداد بن زرعة وهو حمير الأصغر
الحميري ثم الأصبحي المدني حليف بني تيم من قريش فهم حلفاء عثمان أخي طلحة
بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة.

وأمه هي عالية بنت شريك الأزدية وأعمامه هم أبو سهل نافع وأويس والربيع والنضر أولاد أبي عامر.

ولد مالك على الأصح في سنة 93هـ عام موت أنس خادم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونشأ في صون ورفاهية وتجمل


--------------------------------------------------------------------------------

طلبه للعلم

طلب الإمام مالك العلم وهو حدث لم يتجاوز بضع عشرة سنة من عمره وتأهل
للفتيا وجلس للإفادة وله إحدى وعشرون سنة وقصده طلبة العلم وحدث عنه جماعة
وهو بعد شاب طري.


--------------------------------------------------------------------------------

ثناء العلماء عليه

عن ابن عيينة قال مالك عالم أهل الحجاز وهو حجة زمانه.

وقال الشافعي: إذا ذكر العلماء فمالك النجم.

وعن ابن عيينة أيضا قال كان مالك لا يبلغ من الحديث إلا صحيحا ولا يحدث إلا
عن ثقة ما أرى المدينة إلا ستخرب بعد موته يعني من العلم.

ـ روي عن وهيب وكان من أبصر الناس بالحديث والرجال أنه قدم المدينة قال فلم
أرى أحدا إلا تعرف وتنكر إلا مالكا ويحيى بن سعيد الأنصاري.


--------------------------------------------------------------------------------

إمام دار الهجرة

روي عن أبي موسى الأشعري قال [قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخرج ناس
من المشرق والمغرب في طلب العلم فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة]
ويروى عن ابن عيينة قال كنت أقول هو سعيد بن المسيب حتى قلت كان في زمانه
سليمان بن يسار وسالم بن عبد الله وغيرهما ثم أصبحت اليوم أقول إنه مالك لم
يبق له نظير بالمدينة.

قال القاضي عياض هذا هو الصحيح عن سفيان رواه عنه ابن مهدي وابن معين وذؤيب
بن عمامه وابن المديني والزبير بن بكار وإسحاق بن أبي إسرائيل كلهم سمع
سفيان يفسره بمالك أو يقول وأظنه أو أحسبه أو أراه أو كانوا يرونه.

وذكر أبو المغيرة المخزومي أن معناه ما دام المسلمون يطلبون العلم لا يجدون
أعلم من عالم بالمدينة فيكون على هذا سعيد بن المسيب ثم بعده من هو من
شيوخ مالك ثم مالك ثم من قام بعده بعلمه وكان أعلم أصحابه.

ولم يكن بالمدينة عالم من بعد التابعين يشبه مالكا في العلم والفقه
والجلالة والحفظ فقد كان بها بعد الصحابة مثل سعيد بن المسيب والفقهاء
السبعة والقاسم وسالم وعكرمة ونافع وطبقتهم ثم زيد بن أسلم وابن شهاب وأبي
الزناد ويحيى بن سعيد وصفوان بن سليم وربيعة بن أبي عبد الرحمن وطبقتهم
فلما تفانوا اشتهر ذكر مالك بها وابن أبي ذئب وعبد العزيز بن الماجشون
وسليمان بن بلال وفليح بن سليمان وأقرانهم فكان مالك هو المقدم فيهم على
الإطلاق والذي تضرب إليه آباط الإبل من الآفاق رحمه الله تعالى.

قال أبو عبد الله الحاكم ما ضربت أكباد الإبل من النواحي إلى أحد من علماء
المدينة دون مالك واعترفوا له وروت الأئمة عنه ممن كان أقدم منه سنا كالليث
عالم أهل مصر والمغرب والأوزاعي عالم أهل الشام ومفتيهم والثوري وهو
المقدم بالكوفة وشعبة عالم أهل البصرة إلى أن قال وحمل عنه قبلهم يحيى بن
سعيد الأنصاري حين ولاه أبو جعفر قضاء القضاة فسأل مالكا أن يكتب له مائة
حديث حين خرج إلى العراق ومن قبل كان ابن جريج حمل عنه.


--------------------------------------------------------------------------------

قصة الموطأ

يروي أبو مصعب فيقول: سمعت مالكا يقول دخلت على أبي جعفر أمير المؤمنين وقد
نزل على فرش له وإذا على بساطه دابتان ما تروثان ولا تبولان وجاء صبي يخرج
ثم يرجع فقال لي أتدري من هذا قلت لا قال هذا ابني وإنما يفزع من هيبتك ثم
ساءلني عن أشياء منها حلال ومنها حرام ثم قال لي أنت والله أعقل الناس
وأعلم الناس قلت لا والله يا أمير المؤمنين قال بلى ولكنك تكتم ثم قال
والله لئن بقيت لأكتبن قولك كما تكتب المصاحف ولأبعثن به إلى الآفاق
فلأحملهنم عليه.فقال مالك: لا تفعل يا أمير المؤمنين، فإن أصحاب رسول
تفرقوا في الأمصار وإن تفعل تكن فتنة!!


--------------------------------------------------------------------------------

مواقف من حياته


روي أن مالكا كان يقول ما أجبت في الفتوى حتى سألت من هو أعلم مني هل تراني
موضعا لذلك سألت ربيعة وسألت يحيى بن سعيد فأمراني بذلك فقلت فلو نهوك قال
كنت أنتهي لا ينبغي للرجل أن يبذل نفسه حتى يسأل من هو أعلم منه

وقال خلف: دخلت عليه فقلت ما ترى فإذا رؤيا بعثها بعض إخوانه يقول: رأيت
النبي (صلى الله عليه وسلم) في المنام في مسجد قد اجتمع الناس عليه فقال
لهم إني قد خبأت تحت منبري طيبا أو علما وأمرت مالكا أن يفرقه على الناس
فانصرف الناس وهم يقولون إذا ينفذ مالك ما أمره به رسول الله (صلى الله
عليه وسلم) ثم بكى فقمت عنه.

وروي أن المهدي قدم المدينة فبعث إلى مالك بألفي دينار أو قال بثلاثة آلاف
دينار ثم أتاه الربيع بعد ذلك فقال إن أمير المؤمنين يحب أن تعادله إلى
مدينة السلام فقال قال النبي (صلى الله عليه وسلم) المدينة خير لهم ولو
كانوا يعلمون والمال عندي على حاله.

وقدم المهدي المدينة مرة أخرى فبعث إلى مالك فأتاه فقال لهارون وموسى اسمعا
منه فبعث إليه فلم يجبهما فأعلما المهدي فكلمة فقال يا أمير المؤمنين
العلم يؤتى أهله فقال صدق مالك صيرا إليه فلما صارا إليه قال له مؤدبهما
اقرأ علينا فقال إن أهل المدينة يقرؤون على العالم كما يقرأ الصبيان على
المعلم فإذا أخطئوا أفتاهم فرجعوا إلى المهدي فبعث إلى مالك فكلمه فقال
سمعت ابن شهاب يقول جمعنا هذا العلم في الروضة من رجال وهم يا أمير
المؤمنين سعيد بن المسيب وأبو سلمة وعروة والقاسم وسالم وخارجه بن زيد
وسليمان بن يسار ونافع وعبد الرحمن بن هرمز ومن بعدهم أبو الزناد وربيعه
ويحيى بن سعيد وابن شهاب كل هؤلاء يقرأ عليهم ولا يقرؤون فقال في هؤلاء
قدوة صيروا إليه فاقرؤوا عليه ففعلوا.

يروي يحيى ابن خلف الطرسوسي وكان من ثقات المسلمين قال كنت عند مالك فدخل
عليه رجل فقال يا أبا عبد الله ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق فقال مالك
زنديق اقتلوه فقال يا أبا عبد الله إنما أحكي كلاما سمعته قال إنما سمعته
منك وعظم هذا القول.

وعن قتيبه قال كنا إذا دخلنا على مالك خرج إلينا مزينا مكحلا مطيبا قد لبس
من أحسن ثيابه وتصدر الحلقة ودعا بالمراوح فأعطى لكل منا مروحة.

وعن محمد بن عمر قال كان مالك يأتي المسجد فيشهد الصلوات والجمعة والجنائز
ويعود المرضى ويجلس في المسجد فيجتمع إليه أصحابه ثم ترك الجلوس فكان يصلي
وينصرف وترك شهود الجنائز ثم ترك ذلك كله والجمعة واحتمل الناس ذلك كله
وكانوا أرغب ما كانوا فيه وربما كلم في ذلك فيقول ليس كل أحد يقدر أن يتكلم
بعذره.

وكان يجلس في منزله على ضجاع له ونمارق مطروحة في منزله يمنة ويسرة لمن
يأتيه من قريش والأنصار والناس، وكان مجلسه مجلس وقار وحلم قال وكان رجلا
مهيبا نبيلا ليس في مجلسه شيء من المراء واللغط ولا رفع صوت وكان الغرباء
يسألونه عن الحديث فلا يجيب إلا في الحديث بعد الحديث وربما أذن لبعضهم
يقرأ عليه وكان له كاتب قد نسخ كتبه يقال له حبيب يقرأ للجماعة ولا ينظر
أحد في كتابه ولا يستفهم هيبة لمالك وإجلالا له وكان حبيب إذا قرأ فأخطأ
فتح عليه مالك وكان ذلك قليلا قال ابن وهب سمعت مالكا يقول ما أكثر أحد قط
فأفلح.

وقيل لمالك لم لا تأخذ عن عمرو بن دينار قال: أتيته فوجدته يأخذون عنه
قياما فأجللت حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن آخذه قائما.

ويروى عن ابن وهب قال: سمعت مالكا يقول لرجل سأله عن القدر نعم قال الله تعالى {ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها}(السجدة:12)

وقال جعفر بن عبد الله قال كنا عند مالك فجاءه رجل فقال يا أبا عبد الله
[الرحمن على العرش استوى ' كيف استوى فما وجد مالك من شيء ما وجد من مسألته
فنظر إلى الأرض وجعل ينكت بعود في يده حتى علاه الرضاء ثم رفع رأسه ورمى
بالعود وقال الكيف منه غير معقول والاستواء منه غير مجهول والإيمان به واجب
والسؤال عنه بدعة وأظنك صاحب بدعة وأمر به فأخرج]

وفي رواية أخرى قال: الرحمن على العرش استوى، كما وصف نفسه ولا يقال له كيف وكيف عنه مرفوع وأنت رجل سوء صاحب بدعة أخرجوه.


--------------------------------------------------------------------------------

من كلماته

العلم ينقص ولا يزيد ولم يزل العلم ينقص بعد الأنبياء والكتب.

والله ما دخلت على ملك من هؤلاء الملوك حتى أصل إليه إلا نزع الله هيبته من صدري.

أعلم أنه فساد عظيم أن يتكلم الإنسان بكل ما يسمع.

ما تعلمت العلم إلا لنفسي وما تعلمت ليحتاج الناس إلي وكذلك كان الناس.

ليس هذا الجدل من الدين بشيء.

لا يؤخذ العلم عن أربعة سفيه يعلن السفه وإن كان أروى الناس وصاحب بدعة
يدعو إلى هواه ومن يكذب في حديث الناس وإن كنت لا أتهمه في الحديث وصالح
عابد فاضل إذا كان لا يحفظ ما يحدث به.


--------------------------------------------------------------------------------

صفة الإمام مالك

عن عيسى بن عمر قال ما رأيت قط بياضا ولا حمرة أحسن من وجه مالك ولا أشد
بياض ثوب من مالك، ونقل غير واحد أنه كان طوالا جسيما عظيم الهامة أشقر
أبيض الرأس واللحية عظيم اللحية أصلع وكان لا يحفي شاربه ويراه مثله.

وقيل كان أزرق العين، محمد بن الضحاك الحزامي كان مالك نقي الثوب رقيقه
يكثر اختلاف اللبوس، و قال أشهب كان مالك إذا اعتم جعل منها تحت ذقنه ويسدل
طرفها بين كتفيه.


--------------------------------------------------------------------------------

إمام في الحديث

كان الإمام مالك من أئمة الحديث في المدينة، يقول يحيى القطان ما في القوم
أصح حديثا من مالك كان إماما في الحديث، قال الشافعي قال محمد بن الحسن
أقمت عند مالك ثلاث سنين وكسرا وسمعت من لفظه أكثر من سبعمائة حديث فكان
محمد إذا حدث عن مالك امتلأ منزله وإذا حدث عن غيره من الكوفيين لم يجئه
إلا اليسير.

قال ابن مهدي أئمة الناس في زمانهم أربعة الثوري ومالك والأوزاعي وحماد بن زيد وقال ما رأيت أحدا أعقل من مالك.


--------------------------------------------------------------------------------

محنة الإمام مالك

تعرض الإمام مالك لمحنة وبلاء بسبب حسد ووشاية بينه وبين والي المدينة جعفر
بن سليمان ويروى أنه ضرب بالسياط حتى أثر ذلك على يده فيقول إبراهيم بن
حماد أنه كان ينظر إلى مالك إذا أقيم من مجلسه حمل يده بالأخرى، ويقول
الواقدي لما ولي جعفر بن سليمان المدينة سعوا بمالك إليه وكثروا عليه عنده
وقالوا لا يرى أيمان بيعتكم هذه بشيء وهو يأخذ بحديث رواه عن ثابت بن
الأحنف في طلاق المكره أنه لا يجوز عنده قال فغضب جعفر فدعا بمالك فاحتج
عليه بما رفع إليه عنه فأمر بتجريده وضربه بالسياط وجبذت يده حتى انخلعت من
كتفه وارتكب منه أمر عظيم فواالله ما زال مالك بعد في رفعة وعلو، وهذه
ثمرة المحنة المحمودة أنها ترفع العبد عند المؤمنين وبكل حال فهي بما كسبت
أيدينا ويعفو الله عن كثير ومن يرد الله به خيرا يصيب منه وقال النبي (صلى
الله عليه وسلم) كل قضاء المؤمن خير له وقال الله تعالى {ولنبلونكم حتى
نعلم المجاهدين منكم والصابرين} (محمد:31) وأنزل الله تعالى في وقعه أحد
قوله {أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أني هذا قل هو من عند
أنفسكم}(آل عمران:165) وقال {وما أصابكم من مصيبة فبما كسب أيديكم ويعفو عن
كثير} (الشورى:30)

فالمؤمن إذا امتحن صبر واتعظ واستغفر ولم يتشاغل بذم من انتقم منه فالله
حكم مقسط ثم يحمد الله على سلامة دينه ويعلم أن عقوبة الدنيا أهون وخير له.



--------------------------------------------------------------------------------

تراث الإمام مالك


عني العلماء بتحقيق وتأليف الكتب حول تراث الإمام مالك، وما زال العلماء قديما وحديثا لهم أتم اعتناء برواية الموطأ ومعرفته وتحصيله


--------------------------------------------------------------------------------

وفاة الإمام مالك

قال القعنبي سمعتهم يقولون عمر مالك تسعا وثمانين سنة مات سنة تسع وسبعين
ومئة وقال إسماعيل بن أبي أويس مرض مالك فسألت بعض أهلنا عما قال عند الموت
قالوا تشهد ثم قال {لله الأمر من قبل ومن بعد} (الروم:4)، وتوفي صبيحة
أربع عشرة من ربيع الأول سنة تسع وسبعين ومائة فصلى عليه الأمير عبد الله
بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي.








الليث بن سعد



الإمام الحافظ

من أشهر الفقهاء في زمانه فاق في علمه وفقهه إمام المدينة الإمام مالك غير
أن تلامذته لم يقوموا بتدوين علمه وفقهه ونشره في الآفاق مثلما فعل تلامذة
الإمام مالك، وكان الإمام الشافعي يقول: الليث أفقه من مالك إلا أن أصحابه
لم يقوموا به.إنه الإمام الليث بن سعد ابن عبد الرحمن الإمام الحافظ شيخ
الإسلام وعالم الديار المصرية ولد بقرقشندة وهي قرية من أسفل أعمال مصر في
سنة أربع وتسعين للهجرة.


--------------------------------------------------------------------------------

طلبه للعلم

تلقى الليث العلم على عدد من كبار علماء عصره، فسمع من عطاء بن أبي رباح
وابن أبى مليكة ونافعا العمري وسعيد بن أبي سعيد المقبري وابن شهاب الزهري
وأبا الزبير المكي وغيرهم كثير.

وفي عدة روايات يصف الليث رحلاته في طلب العلم: قال ابن بكير سمعت الليث
يقول سمعت بمكة سنة ثلاث عشرة ومائة من الزهري وأنا ابن عشرين سنة.

قال يحيى بن بكير أخبرني من سمع الليث يقول كتبت من علم ابن شهاب علما
كثيرا وطلبت ركوب البريد إليه إلى الرصافة فخفت أن لا يكون ذلك لله فتركته
ودخلت على نافع فسألني فقلت أنا مصري فقال ممن قلت من قيس قال ابن كم قلت
ابن عشرين سنة قال أما لحيتك فلحية ابن أربعين قال أبو صالح خرجت مع الليث
إلى العراق سنة إحدى وستين ومائة خرجنا في شعبان وشهدنا الأضحى ببغداد قال
وقال لي الليث ونحن ببغداد سل عن منزل هشيم الواسطي فقل له أخوك ليث المصري
يقرئك السلام ويسألك أن تبعث إليه شيئا من كتبك فلقيت هشيما فدفع إلي شيئا
فكتبنا منه وسمعتها مع الليث.


--------------------------------------------------------------------------------

مكانته العلمية

يقول الحافظ أبو نعيم: كان الليث رحمه الله فقيه مصر ومحدثها ومحتشمها
ورئيسها ومن يفتخر بوجوده الإقليم بحيث إن متولي مصر وقاضيها وناظرها من
تحت أوامره ويرجعون إلى رأيه ومشورته ولقد أراده المنصور على أن ينوب له
على الإقليم فاستعفى من ذلك.

ولليث أحاديث كثيرة في كتب الصحاح، ومن الأحاديث التي رويت عن الليث ما
رواه الترمذي قال حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس
بن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) [قال يكون بين يدي الساعة فتن
كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح
كافرا يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا]

قال أبو صالح كان الليث يقرأ بالعراق من فوق على أصحاب الحديث والكتاب بيدي فإذا فرغ رميت به إليهم فنسخوه.

قال ابن سعد كان الليث قد استقل بالفتوى في زمانه.

روى عبد الملك بن شعيب عن أبيه قال قيل لليث أمتع الله بك إنا نسمع منك
الحديث ليس في كتبك فقال أو كل ما في صدري في كتبي لو كتبت ما في صدري ما
وسعه هذا المركب.

وقال عبد الله بن أحمد سمعت أبي يقول أصح الناس حديثا عن سعيد المقبري
الليث بن سعد يفصل ما روي عن أبي هريرة وما روي عن أبيه عن أبي هريرة هو
ثبت في حديثه جدا.

ومما يروى عنه أيضا عن الليث بن سعد عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت
أبي بكر قالت لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما مسندا ظهره إلى الكعبة
يقول يا معشر قريش والله ما فيكم أحد على دين إبراهيم غيري وكان يحيى
الموؤدة يقول الرجل إذا أراد أن يقتل أبنته مه لا تقتلها أنا أكفيك مؤنتها
فيأخذها فإذا ترعرعت قال لأبيها إن شئت دفعتها إليك وإن شئت كفيتك مؤنتها

ولليث أسانيد إلى أبي هريرة ومنها: عن الليث عن سعيد المقبري عن أبيه عن
أبي هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) [قال إن في الجنة شجرة يسير
الراكب في ظلها مائة سنة]


--------------------------------------------------------------------------------

مناقبه وفضائله

قال ابن بكير: كان الليث فقيه البدن عربي اللسان يحسن القرآن والنحو ويحفظ الحديث والشعر حسن المذاكرة.

روي عن شرحبيل بن جميل قال أدركت الناس أيام هشام الخليفة وكان الليث بن
سعد حدث السن وكان بمصر عبيد الله بن أبي جعفر وجعفر بن ربيعة والحارث بن
يزيد ويزيد بن أبي حبيب وابن هبيرة وإنهم يعرفون لليث فضله وورعه وحسن
إسلامه عن حداثة سنة ثم قال ابن بكير لم أر مثل الليث، وروى عبد الملك بن
يحيى بن بكير عن أبيه قال ما رأيت أحدا أكمل من الليث.

***

قال عثمان بن صالح: كان أهل مصر ينتقصون عثمان حتى نشأ فيهم الليث فحدثهم
بفضائله فكفوا وكان أهل حمص ينتقصون عليا حتى نشأ فيهم إسماعيل بن عياش
فحدثهم بفضائل علي فكفوا عن ذلك، وروي عن حرملة يقول كان الليث بن سعد يصل
مالكا بمائة دينار في السنة فكتب مالك إليه علي دين فبعث إليه بخمس مائة
دينار فسمعت ابن وهب يقول كتب مالك إلى الليث إني أريد أن أدخل بنتي على
زوجها فأحب أن تبعث لي بشيء من عصفر فبعث إليه بثلاثين حملا عصفرا فباع منه
بخمس مائة دينار وبقي عنده فضله، قال أبو داود قال قتيبة كان الليث يستغل
عشرين ألف دينار في كل سنة وقال ما وجبت علي زكاة قط وأعطى الليث ابن لهيعة
ألف دينار وأعطى مالكا ألف دينار وأعطى منصور بن عمار الواعظ ألف دينار
وجارية تساوى ثلاث مائة دينار.

قال صالح بن أحمد الهمذاني: قدم منصور بن عمار على الليث فوصله بألف دينار
واحترقت دار ابن لهيعة فوصله بألف دينار ووصل مالكا بألف دينار وكساني قميص
سندس فهو عندي.

وروي عن محمد بن رمح يقول كان دخل الليث بن سعد في كل سنة ثمانين ألف دينار ما أوجب الله عليه زكاة درهم قط،

***

وروي عن أشهب بن عبد العزيز يقول كان الليث له كل يوم أربعة مجالس يجلس
فيها أما أولها فيجلس للسلطان في نوائبه وحوائجه وكان الليث يغشاه السلطان
فإذا أنكر من القاضي أمرا أو من السلطان كتب إلى أمير المؤمنين فيأتيه
العزل ويجلس لأصحاب الحديث وكان يقول نجحوا أصحاب الحوانيت فإن قلوبهم
معلقة بأسواقهم ويجلس للمسائل يغشاه الناس فيسألونه ويجلس لحوائج الناس لا
يسأله أحد فيرده كبرت حاجته أو صغرت وكان يطعم الناس في الشتاء الهرائس
بعسل النحل وسمن البقر وفي الصيف سويق اللوز في السكر

***

وروي عن يعقوب ابن داود وزير المهدي قال:قال أمير المؤمنين لما قدم الليث
العراق الزم هذا الشيخ فقد ثبت عندي أنه لم يبق أحد أعلم بما حمل منه.

وكان الليث بن سعد يقول بلغت الثمانين وما نازعت صاحب هوى قط، ويعلق الحافظ
أبو نعيم على قوله فيقول: كانت الأهواء والبدع خاملة في زمن الليث ومالك
والأوزاعي والسنن ظاهرة عزيزة فأما في زمن أحمد بن حنبل وإسحاق وأبي عبيد
فظهرت البدعة وامتحن أئمة الأثر ورفع أهل الأهواء رؤوسهم بدخول الدولة معهم
فاحتاج العلماء إلى مجادلتهم بالكتاب والسنة ثم كثر ذلك واحتج عليهم
العلماء أيضا بالمعقول فطال الجدال واشتد النزاع وتولدت الشبة نسأل الله
العافية.

***

قال بكر بن مضر قدم علينا كتاب مروان بن محمد إلى حوثرة والى مصر إني قد
بعثت إليكم أعرابيا بدويا فصيحا من حاله ومن حاله فأجمعوا له رجلا يسدده في
القضاء ويصوبه في المنطق فأجمع رأي الناس على الليث بن سعد وفي الناس
معلماه يزيد بن أبي حبيب وعمرو بن الحارث، قال أحمد بن صالح أعضلت الرشيد
مسألة فجمع لها فقهاء الأرض حتى أشخص الليث فأخرجه منها.


--------------------------------------------------------------------------------

مواقف من حياته

قال الحسن بن يوسف بن مليح سمعت أبا الحسن الخادم قال كنت غلاما لزبيدة
(زوجة الرشيد) وأتي بالليث بن سعد تستفتيه فكنت واقفا على رأس ستي زبيدة
خلف الستارة فسأله الرشيد فقال له حلفت إن لي جنتين فاستحلفه الليث ثلاثا
إنك تخاف الله فحلف له فقال: قال الله: {ولمن خاف مقام ربه جنتان}
(الرحمن:16) فأقطعه الرشيد قطائع كثيرة بمصر.

***

وروي عن الليث قال: قال لي أبو جعفر المنصور تلي لي مصر قلت لا يا أمير
المؤمنين إني أضعف عن ذلك إني رجل من الموالي فقال ما بك ضعف معي ولكن ضعفت
نيتك في العمل لي.

***

قال وجاءت امرأة إلى الليث فقالت يا أبا الحارث إن ابنا لي عليلاً واشتهى
عسلا فقال يا غلام أعطها مرطا من عسل والمرط عشرون ومائة رطل.

***

وعن الحارث بن مسكين قال اشترى قوم من الليث ثمرة فاستغلوها فاستقالوا
فأقالهم ثم دعا بخريطة فيها أكياس فأمر لهم بخمسين دينارا فقال له ابنه
الحارث في ذلك فقال اللهم غفرا إنهم قد كانوا أملوا فيها أملا فأحببت أن
أعوضهم من أملهم بهذا.

***

وروي عن الليث قال لما ودعت أبا جعفر المنصور ببيت المقدس قال أعجبني ما
رأيت من شدة عقلك والحمد لله الذي جعل في رعيتي مثلك قال شعيب كان أبي يقول
لا تخبروا بهذا ما دمت حيا.

***

قال يحيى بن بكير: قال الليث: قال لي المنصور تلي مصر؛ فاستعفيت قال أما
إذا أبيت فدلني على رجل أقلده مصر قلت عثمان ابن الحكم الجذامي رجل له صلاح
وله عشيرة. قال: فبلغ عثمان ذلك فعاهد الله ألا يكلم الليث.

***

وروي عن سعيد الآدم قال مررت بالليث بن سعد فتنحنح فرجعت إليه فقال لي يا
سعيد خذ هذا القنداق فاكتب لي فيه من يلزم المسجد ممن لا بضاعة له ولا غلة.
فقلت: جزاك الله خيرا يا أبا الحارث. وأخذت منه القنداق ثم صرت إلى المنزل
فلما صليت أوقدت السراج وكتبت بسم الله الرحمن الرحيم ثم قلت فلان بن فلان
ثم بدرتني نفسي. فقلت: فلان بن فلان. قال فبينا أنا على ذلك إذا أتاني آت
فقال هالله يا سعيد تأتي إلى قوم عاملوا الله سرا فتكشفهم لآدمي ما الليث
وما شعيب أليس مرجعهم إلى الله الذي عاملوه. فقمت ولم أكتب شيئا، فلما
أصبحت أتيت الليث فتهلل وجهه فناولته القنداق فنشره فما رأى فيه غير بسم
الله الرحمن الرحيم فقال: ما الخبر فأخبرته بصدق عما كان فصاح صيحة فاجتمع
عليه الناس من الحلق فسألوه فقال ليس إلا خير ثم أقبل علي فقال يا سعيد
تبينتها وحرمتها صدقت ما الليث وما شعيب أليس مرجعهم إلى الله.

***

عن أبي صالح كاتب الليث قال كنا على باب مالك فامتنع عن الحديث فقلت ما
يشبه هذا صاحبنا فسمعها مالك فأدخلنا وقال من صاحبكم قلت الليث قال تشبهونا
برجل كتبت إليه في قليل عصفر نصبغ به ثياب صبياننا فأنفذ منه ما بعنا
فضلته بألف دينار.


--------------------------------------------------------------------------------

ثناء العلماء عليه

كان الإمام الشافعي يقول: الليث أفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به.

وقال ابن وهب: لولا مالك والليث لضل الناس.

وقال عبد الله بن صالح: صحبت الليث عشرين سنة لا يتغدى ولا يتعشى إلا مع الناس وكان لا يأكل إلا بلحم إلا أن يمرض.

وقال أحمد بن سعد الزهري: سمعت أحمد بن حنبل يقول الليث ثقة ثبت، وقال أيضا: الليث كثير العلم صحيح الحديث

وقال عثمان الدارمي: سمعت يحيى بن معين يقول الليث أحب إلي من يحيى بن أيوب ويحيى ثقة قلت فكيف حديثه عن نافع فقال صالح ثقة.

وعن أحمد بن صالح وذكر الليث فقال: إمام قد أوجب الله علينا حقه لم يكن بالبلد بعد عمرو بن الحارث مثله.

قال ابن سعد: استقل الليث بالفتوى وكان ثقة كثير الحديث سريا من الرجال سخيا له ضيافة

وقال العجلي والنسائي: الليث ثقة.

وقال ابن خراش: صدوق صحيح الحديث.

وروي عن يحيى بن معين قال: هذه رسالة مالك إلى الليث حدثنا بها عبد الله بن
صالح يقول فيها وأنت في إمامتك وفضلك ومنزلتك من أهل بلدك وحاجة من قبلك
إليك واعتمادهم على ما جاءهم منك.

وقال يحيى بن بكير: الليث أفقه من مالك ولكن الحظوة لمالك رحمه الله.

قال علي بن المديني الليث ثبت.

قال العلاء بن كثير الليث بن سعد سيدنا وإمامنا وعالمنا.


--------------------------------------------------------------------------------

وفاته

قال يحيى بن بكير وسعيد بن أبي مريم مات الليث للنصف من شعبان سنة خمس وسبعين ومائة قال يحيى يوم الجمعة وصلى عليه موسى بن عيسى.

قال خالد بن عبد السلام الصدفي شهدت جنازة الليث بن سعد مع والدي فما رأيت
جنازة قط أعظم منها رأيت الناس كلهم عليهم الحزن وهم يعزي بعضهم بعضا
ويبكون فقلت يا أبت كأن كل واحد من الناس صاحب هذه الجنازة فقال بابني لا
ترى مثله أبدا.



bsmala2
zekr1 tasgel0 zekr1:do3a:
zekr3zekr2 zekr3
اللهم صل على محمد 0A31 
  • إرسال موضوع جديد
  • إرسال مساهمة في موضوع

الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 26 نوفمبر 2024, 3:55 am