من طرف الدرس الثاني: الفصاحة في الكلام المركب
قلنا في الدرس الماضي أن الفصاحة صفة تُطلق على الكلمة المفردة فنقول (هذه كلمة فصيحة)
واليوم سنتعرف إلى صفة الفصاحة في الكلام المركب ،ولكي يكون الكلام فصيحا يجب أن يخلو من العيوب التالية :
(1) ضعف التأليف : وعدم التزام القواعد اللغوية فيه، ومثال ذلك نصب الفعل المضارع بلا ناصب نحو:
انظرا قبل تلوماني إلى .... طللٍ بين النقا والمنحنى
ومنه كذلك : ضرب غلامُه زيداً
هنا يريد القائل أن يقول أن زيدضربه غلامه
ولكنه أخطأ في ترتيب الكلمات فجعل الضمير في ( غلامه ) يعود علىمتأخر وهو المفعول به ( زيداً)
ورجوع الضمير إلى المفعول به ـ المتأخر لفظاً ـممتنع عند أهل اللغة .
(2) تنافر الكلمات :
لكثرة الحروف المتشابهة فيها وتكرارها في التركيب الواحد، ومن ذلك قول أبي نواس:
كريمُ متى امدحه امدحه والورى... معي وإذا ما لمته لمته وحدي
فإن في قول أمدحه ثقلاً ما ، لما بين الحاء والهاء من تنافر
وقد علق أبو العلاء المعري على هذا البيت قائلا: هذا والله شعر مدبَّر
ومنه كذلك قول الجاحظ :
وقبر حرب بمكان قفر ... وليس قرب قبر حرب قبر
(3) التعقيد :
أن يكون معنى الكلام غير واضح، وعدم وضوح المعنى يرجع إلى سببين :
أ ـ التعقيد اللفظي :
وهو أن تكون الألفاظ مرتبة لا على وفق ترتيب المعاني فيفسد نظام الكلام
وتأليفه بسبب ما يحصل فيه من تقديم وتأخير ومنه قول الفرزدق :
وما مثله في الناس إلا مملَّكٌ ....أبوأمه حيٌ أبوه يقاربه
كان حقه أن يقول : وما مثله في الناس حي يقاربه إلا مملك أبو أمه أبوه
(مملَّك : اسم خال الممدوح)
فهذا البيت في غاية التعقيد
وهذا الفردق يمدح الوليد بن عبد الملك :
إلى ملكٍ أمه من محالربٍ... أبوه ولا كانت كليب تصاهر
محارب وكليب قبيلتان
يريد: إلى ملك أبوه ليست أمه من محارب فقدم وأخر حتى اختلط المعنى
فالكلام الخالي من التعقيد اللفظي هو ما سلم نظمه من الخلل ، فلم يكن فيه ما يخالف الأصل من تقديم أو تأخيرأو إضمار أو غير ذلك إلا وقد وُجِدَ مايدلُّ عليه
ب ـ التعقيد المعنوي : فيضع المعنى في موضع لا يفهم القارئ مقصوده منه بشكل صحيح
أوأن القارئ يكون لديه عدة احتمالات للمعنى ولا يستطيع أن يُرجِّح أياً منها يقصدالكاتب .
أو خفاء دلالة الكلام على المعنى المراد حيث لا يفهم معناه إلا بعد عناء وتفكير طويل ومن ذلك قول العباس بن الأحنف:
سأطلب بعد الدار عنكم لتقربوا .... وتسكب عيناي الدموعَ لتجمدا
كنّى بسكب الدموع عما يوجبه الفراق من الحزن ، لأن من شأن البكاءأن يكون كناية عنه ، ثم أخطأ حين طرد ذلك في نقيضه ، فأراد أن يكنّي دوام التلاقي من السرور بالجمود
لظنه أن الجمود هو هو خلو العين من البكاء مطلقاً من غيراعتبار شيء آخر ولكنه أخطأ لأن الجمود هو خلو العين من البكاء في حال إرادة البكاءمنها ( أي أن يكون موقف يستدعي البكاء فلا يستطيع البكاء
فالجمود في الحقيقة لا يكون كناية عن المسرة بل هو كناية عن البخل .
كما في قول أحد الشعراء ـ وقد أجاد في وضع كلمة ( الجمود ) في مكانهاالصحيح
ألا إن عيناً لم تجُد يومَ واسطٍ….. عليك بجاري دمعها لجمودُ
(4) تعاقب الأدوات ومجيء بعضها إِثْرَ بعض مما يجعل الكلام ثقيلا، ومثال ذلك قول أبي تمام :
كأنه في اجتماع الروح فيه له... في كل جارحة من جسمه روح
فمجيء (في) بعد له أورثت في البيت ثقلا جعل اللسان يتعثر عند النطق بهما.
كثرة التكرار وتتابع الإضافات الذي يجعل الكلام ثقيلا ومثال كثرة الإضافات قول ابن بابك:
حمامة حرعى حومة الجندل اسجعي ... فأنت بمرأى من سعاد ومسمع *
*جرعى: تأنيث الأجرع، وهي الرملة لا تُنبت شيئا
والجندل: الحجارة
السجع: هديل الحمام
قلنا في الدرس الماضي أن الفصاحة صفة تُطلق على الكلمة المفردة فنقول (هذه كلمة فصيحة)
واليوم سنتعرف إلى صفة الفصاحة في الكلام المركب ،ولكي يكون الكلام فصيحا يجب أن يخلو من العيوب التالية :
(1) ضعف التأليف : وعدم التزام القواعد اللغوية فيه، ومثال ذلك نصب الفعل المضارع بلا ناصب نحو:
انظرا قبل تلوماني إلى .... طللٍ بين النقا والمنحنى
ومنه كذلك : ضرب غلامُه زيداً
هنا يريد القائل أن يقول أن زيدضربه غلامه
ولكنه أخطأ في ترتيب الكلمات فجعل الضمير في ( غلامه ) يعود علىمتأخر وهو المفعول به ( زيداً)
ورجوع الضمير إلى المفعول به ـ المتأخر لفظاً ـممتنع عند أهل اللغة .
(2) تنافر الكلمات :
لكثرة الحروف المتشابهة فيها وتكرارها في التركيب الواحد، ومن ذلك قول أبي نواس:
كريمُ متى امدحه امدحه والورى... معي وإذا ما لمته لمته وحدي
فإن في قول أمدحه ثقلاً ما ، لما بين الحاء والهاء من تنافر
وقد علق أبو العلاء المعري على هذا البيت قائلا: هذا والله شعر مدبَّر
ومنه كذلك قول الجاحظ :
وقبر حرب بمكان قفر ... وليس قرب قبر حرب قبر
(3) التعقيد :
أن يكون معنى الكلام غير واضح، وعدم وضوح المعنى يرجع إلى سببين :
أ ـ التعقيد اللفظي :
وهو أن تكون الألفاظ مرتبة لا على وفق ترتيب المعاني فيفسد نظام الكلام
وتأليفه بسبب ما يحصل فيه من تقديم وتأخير ومنه قول الفرزدق :
وما مثله في الناس إلا مملَّكٌ ....أبوأمه حيٌ أبوه يقاربه
كان حقه أن يقول : وما مثله في الناس حي يقاربه إلا مملك أبو أمه أبوه
(مملَّك : اسم خال الممدوح)
فهذا البيت في غاية التعقيد
وهذا الفردق يمدح الوليد بن عبد الملك :
إلى ملكٍ أمه من محالربٍ... أبوه ولا كانت كليب تصاهر
محارب وكليب قبيلتان
يريد: إلى ملك أبوه ليست أمه من محارب فقدم وأخر حتى اختلط المعنى
فالكلام الخالي من التعقيد اللفظي هو ما سلم نظمه من الخلل ، فلم يكن فيه ما يخالف الأصل من تقديم أو تأخيرأو إضمار أو غير ذلك إلا وقد وُجِدَ مايدلُّ عليه
ب ـ التعقيد المعنوي : فيضع المعنى في موضع لا يفهم القارئ مقصوده منه بشكل صحيح
أوأن القارئ يكون لديه عدة احتمالات للمعنى ولا يستطيع أن يُرجِّح أياً منها يقصدالكاتب .
أو خفاء دلالة الكلام على المعنى المراد حيث لا يفهم معناه إلا بعد عناء وتفكير طويل ومن ذلك قول العباس بن الأحنف:
سأطلب بعد الدار عنكم لتقربوا .... وتسكب عيناي الدموعَ لتجمدا
كنّى بسكب الدموع عما يوجبه الفراق من الحزن ، لأن من شأن البكاءأن يكون كناية عنه ، ثم أخطأ حين طرد ذلك في نقيضه ، فأراد أن يكنّي دوام التلاقي من السرور بالجمود
لظنه أن الجمود هو هو خلو العين من البكاء مطلقاً من غيراعتبار شيء آخر ولكنه أخطأ لأن الجمود هو خلو العين من البكاء في حال إرادة البكاءمنها ( أي أن يكون موقف يستدعي البكاء فلا يستطيع البكاء
فالجمود في الحقيقة لا يكون كناية عن المسرة بل هو كناية عن البخل .
كما في قول أحد الشعراء ـ وقد أجاد في وضع كلمة ( الجمود ) في مكانهاالصحيح
ألا إن عيناً لم تجُد يومَ واسطٍ….. عليك بجاري دمعها لجمودُ
(4) تعاقب الأدوات ومجيء بعضها إِثْرَ بعض مما يجعل الكلام ثقيلا، ومثال ذلك قول أبي تمام :
كأنه في اجتماع الروح فيه له... في كل جارحة من جسمه روح
فمجيء (في) بعد له أورثت في البيت ثقلا جعل اللسان يتعثر عند النطق بهما.
كثرة التكرار وتتابع الإضافات الذي يجعل الكلام ثقيلا ومثال كثرة الإضافات قول ابن بابك:
حمامة حرعى حومة الجندل اسجعي ... فأنت بمرأى من سعاد ومسمع *
*جرعى: تأنيث الأجرع، وهي الرملة لا تُنبت شيئا
والجندل: الحجارة
السجع: هديل الحمام
» الجامع في أحكام صفة الصلاة للدبيان 4 كتاب الكتروني رائع
» حديث قل آمنت بالله ثم استقم وقفات وتأملات كتاب الكتروني رائع
» الجامع في أحكام صفة الصلاة للدبيان 3 كتاب الكتروني رائع
» الجامع في أحكام صفة الصلاة للدبيان الجزء الأول
» لمسات بيانية الجديد 13 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع
» لمسات بيانية الجديد 12 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع
» لمسات بيانية الجديد 11 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع
» لمسات بيانية الجديد 10 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع
» لمسات بيانية الجديد 9 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع