منتدى درة الغواص

مرحبا بك عزيزنا الزائر فى منتدى درة الغواص
نتمنى لك الاستفادة من وجودك فى المنتدى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى درة الغواص

مرحبا بك عزيزنا الزائر فى منتدى درة الغواص
نتمنى لك الاستفادة من وجودك فى المنتدى

منتدى درة الغواص

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

للكتاب الإسلامي وعلوم اللغة العربية والشرعية


  • إرسال موضوع جديد
  • إرسال مساهمة في موضوع

الاربعون النوويه

mr.aladdin
mr.aladdin
الإدارة
الإدارة

تاريخ التسجيل : 08/10/2011
عدد المساهمات : 6509
العمر : 64
دعاءالاربعون النوويه - صفحة 5 Uo_ouo10

الاربعون النوويه - صفحة 5 Empty رد: الاربعون النوويه

مُساهمة من طرف mr.aladdin الإثنين 19 ديسمبر 2011, 10:19 pm

رقم الحديث : 41

عن أبي محمَّدٍ عَبدِ الله بنِ عَمرو بْنِ الْعاص رَضي اللهُ عنهما قال:
قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: 'لا يُؤمِنُ أحَدُكُمْ حتَّى يكُونَ
هَواهُ تَبَعاً لِمَا جِئْتُ به'.


حديثٌ صَحِيح، رُوِّيناهُ في 'كتاب الْحُجَّةِ' بإسْنادٍ صحيحٍ.



مفردات الحديث:

'لا يؤمن': لا يكمل إيمانه، أو لا يصح.

'هواه': ما تحبه نفسه ويميل إليه قلبه ويرغبه طبعه.

'تبعاً': تابعاً له بحيث يصبح اتِّباعه كالطبع له.

'لما جئت به': ما أرسلني الله تعالى به من الشريعة الكاملة.

المعنى العام:

المسلم إنسان متكامل: المسلم إنسان تتكامل فيه جوانب الشخصية المثالية، فلا
تعارض بين قوله وفعله، ولا تناقض بين سلوكه وفكره، بل هو إنسان يتوافق فيه
القلب واللسان مع سائر أعضائه، كما يتناسق لديه العقل والفكر والعاطفة،
وتتوازن عنده الروح والجسد، ينطق لسانه بما يعتقد، وتنعكس عقيدته على
جوارحه، فتُقَوِّم سلوكَه وتُسَدِّد تصرفاته، فلا تتملكه الشهوة، ولا تطغيه
بدعة، ولا تهوي به متعة، منطلقه في جميع شؤونه وأحواله شرعُ الله تعالى
الحكيم، وهذا ما يقرره رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما ينصب لنا
العلامة الفارقة للمسلم المؤمن فيقول: 'لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً
لما جئت به'.

حقيقة الهوى وأنواعه: قد يطلق الهوى ويراد به الميل إلى الحقِّ خاصة،
ومحبته والانقياد إليه. ومنه ما جاء في قول عائشة رضي الله عنها: ما أرى
ربك إلا يسارع في هواك.

وقد يطلق ويراد به الميل والمحبة مطلقاً، فيشمل الميل إلى الحق وغيره، وهذا المعنى هو المراد في الحديث.

وقد يطلق ويراد به مجرد إشباع شهوات النفس وتحقيق رغباتها، وهذا المعنى هو
المراد عند إطلاق كلمة الهوى، وهو الأكثر في الاستعمال، وهو المعنى الذي
تضافرت نصوص الشرع على ذمه والتحذير منه والتنفير عنه، إذ الغالب فيه أن
يكون ميلاً إلى خلاف الحق، وتحقيق مشتهيات الطبع دون مقتضيات الشرع، فيكون
سبيل الضلال والشقاء. قال الله تعالى مخاطباً داود عليه السلام: {وَلا
تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [ص: 26].

اتباع الهوى منشأ المعاصي والبدع والإعراض عن الحق: فمن استرسل في شهواته،
وأعطى نفسه هواها، جرته إلى المعاصي والآثام، وأوقعته في مخالفة شرع الله
عز وجل، وفي الحقيقة: ما انحرف المنحرفون، وما ابتدع المبتدعون، وما أعرض
الكافرون الفاسقون والمارقون، عن المنهج القويم والحق المبين، لعدم وضوح
الحق أو عدم اقتناعهم به _ كما يزعمون _ فالحق واضح أبلج، والباطل ملتبس
لجلج، وإنما بدافع الهوى المُتَّبَع، قال تعالى: {فَإِنْ لَمْ
يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ
أَضَلُّ مِمَّنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنْ اللَّهِ} [القصص:
50].

الهوى المتبع إله يُعْبَد من دون الله عز وجل: إن العبادة هي الانقياد
والخضوع، فمن انقاد لهواه وخضع لشهواته فقد أصبح عبداً لها. وإن الهوى
والشهوات لا تزال بالإنسان حتى تتمكن منه وتسيطر عليه، فلا يصدر في
تصرفاتهإلا عنها، ولا يأتمر إلا بأمرها، وإن خالف فكره وعقله، وناقض معرفته
وعلمه. وهكذا تجد عَبَدَة الهوى يغمضون أعينهم عن رؤية الحق، ويصمون
آذانهم عن سماعه، فلا يعرفون استقامة ولا يهتدون سبيلاً. قال ابن عباس رضي
الله عنه : الهوى إله يعبد في الأرض، ثم تلا: {أَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ
إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الفرقان: 43]. وقال عليه الصلاة والسلام: 'ما تحت ظل
السماء إله يعبد أعظم عند الله تعالى من هوى متبع'. أعظم: أي أكثر إثماً
لأنه أوسع شراً.

والإنسان بما مُنِح من القوة العاقلة وما أعطي من الاختيار والقدرة
بمَلْكِه أن يخالف هواه ويسيطر على نوازع الشر ويكبتها، ويجاهد نفسه
ويحملها على السمو في درجات الخير والتقوى فيبوئها المرتبة اللائقة بها من
التكريم والتفضيل، فإن هو فعل ذلك كان سلوكه عنوان قوته العقلية وبشريته
المثالية وإنسانيته المتكاملة، وإن هو انهزم أمام نوازع الشر واستسلم لهواه
وانحدر في دركات الرذيلة فقد انحط بإنسانيته، وأَسَفَّ بكرامته، فكان _ذا
عنوان حماقته وضعفه، قال الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا *
وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 9 - 10]. وقال عليه الصلاة والسلام:
'المجاهدُ من جاهدَ نفسه، والعاجزُ من أتبعَ نفسَه هواها، وتمنَّى على الله
الأماني'.

وأما مجاهدة النفس والتمرد على الهوى فهي نتيجة المعرفة الحقة بالله عز
وجل، واستشعار عظمته وإدراك نعمته. ولا يزال العبد يجاهد نفسه حتى ينسلخ
كلياً من عبودية الهوى إلى العبودية الخالصة لله عز وجل، ويكتمل فيه
الإيمان، ويثبت لديه اليقين، ويكون من الفائزين بسعادة الدارين، قال الله
تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ
الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 40 - 41].

محبة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم: حتى يتحقق لدى المسلم أصل
الإيمان، ويسير في طريق بلوغ كماله، لابد من أن يحب ما أحبه الله تعالى،
محبة تحمله على الإتيان بما وجب عليه منه وما ندب إلى فعله، وأن يكره ما
كرهه الله تعالى، كراهة تحمله على الكف عما حرم عليه منه وما ندب إلى تركه،
وهذه المحبة لما أحبه الله تعالى والكراهة لما كرهه، لا تتحققان إلا إذا
أحب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم حباً يفوق حبه لكل شيء، بحيث
يضحي في سبيلهما بكل شيء، ويقدمهما على كل شيء.

وروى البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: 'لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وولده وأهله والناس أجمعين'.

عنوان المحبة الموافقة والاتباع: المحبة الصحيحة تقتضي متابعة المحب لمن
أحب، وموافقته فيما يحب ويكره، قولاً وفعلاً واعتقاداً، قال الله تعالى:
{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ
اللَّهُ..} [آل عمران: 31]. فمن ترك شيئاً مما يحبه الله عز وجل ورسوله صلى
الله عليه وسلم، وفعل شيئاً يكرهانه، مع قدرته على فعل المحبوب وترك
المكروه، كان في إيمانه خلل ونقص، عليه أن يسعى لإصلاحه وتداركه، وكانت
محبته دعوى تحتاج إلى بينة.

حلاوة الإيمان: للإيمان أثر في النفوس، وطعم في القلوب، أطيب لدى المؤمنين
من الماء العذب البارد على الظمأ، وأحلى من طعم العسل بعد طول مرارة
المذاق. وهذه المحبة وذاك الطيب، لا يشعر بهما ولا يجد لذتهما إلا من
استكمل إيمانه، وصدقت محبته لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وأثمرت
في جوانب نفسه، فأصبح لا يحب إلا لله، ولا يبغض إلا لله، ولا يعطي إلا لله،
ولا يمنع إلا لله. روى البخاري ومسلم: عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: 'ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله
ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن
يرجع إلى الكفر _ بعد أن أنقذه الله منه _ كما يكره أن يلقى في النار'.
حلاوة الإيمان: معناها اللذة في الطاعة.

الاحتكام إلى شرع الله عز وجل والرضا بحكمه: من لوازم الإيمان أن يحتكم
المسلم إلى شرع الله عز وجل في خصوماته وقضاياه، ولا يعدل عنه إلى سواه.

النموذج المثالي: لقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم النموذج
المثالي في صدق محبتهم لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وحبهم ما
يرضيهما وبغضهم ما يسخطهما، وتقديم محبتهما على كل شيء، وتكييف أهوائهم
تبعاً لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى بذلوا في سبيل ذلك
نفوسهم وأرواحهم وأموالهم، وقاتلوا عليه آباءهم، وهجروا أزواجهم وعشيرتهم
وأوطانهم، لأنهم كانوا أعرف بحقه وأدرك لفضله صلى الله عليه وسلم.

ما يستفاد من الحديث

أنه يجب على المسلم أن يعرض عمله على الكتاب والسنة، ويسعى لأن يكون موافقاً لهما.

من صَدَّق شرع الله تعالى بقلبه وأقر بلسانه وخالف بفعله فهو فاسق، ومن
وافق بفعله وخالف في اعتقاده وفكره فهو منافق، ومن لبس لكل موقف لَبُوسه
فهو زنديق مارق.

من لوازم الإيمان نصرة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والدفاع عن شريعته.



bsmala2
zekr1 tasgel0 zekr1:do3a:
zekr3zekr2 zekr3
اللهم صل على محمد 0A31 
mr.aladdin
mr.aladdin
الإدارة
الإدارة

تاريخ التسجيل : 08/10/2011
عدد المساهمات : 6509
العمر : 64
دعاءالاربعون النوويه - صفحة 5 Uo_ouo10

الاربعون النوويه - صفحة 5 Empty رد: الاربعون النوويه

مُساهمة من طرف mr.aladdin الإثنين 19 ديسمبر 2011, 10:21 pm

الحديث : 42

عن أنسٍ رضي اللهُ عنه قال : سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
يقول:'قال اللهُ تعالى: يا ابنَ آدَمَ، إنَّكَ ما دَعَوْتَني ورجَوْتَني
غَفَرْتُ لَكَ على ما كانَ مِنْكَ ولا أُبالي . يا ابنَ آدَمَ، لَوْ بلغت
ذنوبُك عَنَان السماء، ثم استغفرتني غَفَرْتُ لكَ. يا ابن آدَمَ، إنَّك لَو
أَتَيْتَني بقُرَاب اْلأَرْضِ خَطَايا، ثُمَّ لَقِيَتني لا تُشْرِكُ بي
شَيْئاً، لأتَيْتُكَ بقُرَابِها مَغْفِرَةً'. رواه الترمذي، وقال حديث حسن
صحيح.




مفردات الحديث:

'ما دعوتني': ما دمت تسألني مغفرة ذنوبك وغيرها.

و 'ما': زمانية ظرفية أي مدة دوام دعائك.

'رجوتني': خفت من عقوبتي ورجوت مغفرتي، وطمعت في رحمتي، وخشيت من عظمتي.

'على ما كان منك' : مع ما وقع منك من الذنوب الكثيرة، الصغيرة والكبيرة.

و 'لا أبالي': أي لا تعظم كثرتها عَلَيَّ.

'بلغت': وصلت من كثرة كميتها، أو من عظمة كيفيتها.

'عنان': هو السحاب، وقيل ما انتهى إليه البصر منها.

'استغفرتني': طلبت مني المغفرة.

'قراب الأرض': ملؤها، أو ما يقارب ملأها.

'لقيتني': أي مت ولقيتني يوم القيامة.

'لا تشرك بي شيئاً': اعتقاداً ولا عملاً، أي تعتقد أنه لا شريك لي في ملكي ولا ولد لي ولا والد، ولا تعمل عملاً تبتغي به غيري.

'مغفرة': هي إزالة العقاب وإيصال الثواب.

المعنى العام:

هذا الحديث أرجى حديث في السنة، لما فيه من بيان كثرة مغفرته تعالى، لئلا
ييأس المذنبون منها بكثرة الخطايا، ولكن لا ينبغي لأحد أن يغتر به فينهمك
في المعاصي : فربما استولت عليه، وحالت بينه وبين مغفرة الله عز وجل. وإليك
بيان ما فيه:

أسباب المغفرة:

الدعاء مع رجاء الإجابة: الدعاء مأمور به وموعود عليه بالإجابة، قال تعالى:
{وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]، عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال : 'إن الدعاء هو العبادة. رواه الترمذي.

أخرج الطبراني مرفوعاً: 'من أعطي الدعاء أعطي الإجابة، لأن الله تعالى
يقول: ادعوني أستجب لكم'. وفي حديث آخر: 'ما كان الله ليفتح على عبد باب
الدعاء ويغلق عنه باب الإجابة'.

شرائط الإجابة وموانعها وآدابها: الدعاء سبب مقتض للإجابة عند استكمال
شرائطه وانتفاء موانعه، وقد تتخلف الإجابة لانتفاء بعض شروطه أو آدابه، أو
وجود بعض موانعه:

الحضور والرجاء: ومن أعظم شرائطه حضور القلب مع رجاء الإجابة من الله تعالى.

أخرج الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: 'ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، وإن الله تعالى لا يقبل دعاء من
قلب غافل لاهٍ'.

العزم في المسألة والدعاء: أي أن يدعو العبد بصدق وحزم وإبرام، ولا يكون
تردد في قلبه أو قوله، فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول
الداعي أو المستغفر في دعائه واستغفاره: 'اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم
ارحمني إن شئت، ولكن ليعزم في الدعاء، فإن الله صانعٌ ما شاء لا مُكْرِه
له'. رواه مسلم.

الإلحاح في الدعاء: إن الله تعالى يحب من عبده أن يعلن عبوديته له وحاجته
إليه حتى يستجيب له ويلبي سؤله، فما دام العبد يلح في الدعاء، ويطمع في
الإجابة، من غير قطع الرجاء، فهو قريب من الإجابة، ومن قرع الباب يوشك أن
يُفْتَح له.

الاستعجال وترك الدعاء: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم العبد أن يستعجل
ويترك الدعاء لاستبطاء الإجابة، وجعل ذلك من موانع الإجابة، حتى لا يقطع
العبد رجاءه من إجابة دعائه ولو طالت المدة، فإنه سبحانه يحب الملحين في
الدعاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'يستجاب لأحدكم ما لم يعجل
فيقول: قد دعوت ربي فلم يُسْتَجَب لي' متفق عليه.

الرزق الحلال: إن من أهم أسباب استجابة الدعاء أن يكون رزق الإنسان حلالاً،
ومن طريق مشروع، ومن موانع الاستجابة أن لا يبالي الإنسان برزقه: أمن حلال
أو حرام. ثبت عنه عليه الصلاة والسلام: 'الرجل يمد يديه إلى السماء، يقول:
يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى
يستجاب لذلك' رواه مسلم. وقال: 'يا سعد، أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة'.
رواه الطبراني في 'الصغير'.

صرف طلب العبد إلى ما فيه خيره: من رحمة الله تعالى بعبده أن العبد قد
يدعوه بحاجة من حوائج الدنيا، فإما أن يستجيب له أو يعوضه خيراً منها : بأن
يصرف عنه بذلك سوءاً، أو يدخرها له في الآخرة، أو يغفر له بها ذنباً. روى
أحمد والترمذي، من حديث جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: 'ما من أحد
يدعو بدعاء إلا آتاه الله ما سأل، أو كف عنه من السوء مثله، ما لم يدع
بإثم أو قطيعة رحم' . وفي المسند عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: 'ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم أو قطيعة رحم إلا
أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في
الآخرة، وإما أن يكشف عنه من السوء مثلها'. قالوا: إذاً نكثر ؟ قال: 'الله
أكثر'. وعند الطبراني: 'أو يغفر له بها ذنباً قد سلف' بدل قوله: 'أو يكشف
عنه عن السوء مثلها'.

من آداب الدعاء: تحري الأوقات الفاضلة. _ تقديم الوضوء والصلاة . _ التوبة.
_ استقبال القبلة ورفع الأيدي. _ افتتاحه بالحمد والثناء والصلاة على
النبي صلى الله عليه وسلم. _جعل الصلاة في وسطه وختمه بها وبآمين. _لا يخص
نفسه بالدعاء بل يعم. _يحسن الظن بالله ويرجو منه الإجابة. _ الاعتراف
بالذنب. _ خفض الصوت.

الاستغفار مهما عظمت الذنوب: إن ذنوب العبد مهما عظمت فإن عفو الله تعالى
ومغفرته أوسع منها وأعظم، فهي صغيرة في جنب عفو الله تعالى ومغفرته. أخرج
الحاكم، عن جابر رضي الله عنه: 'أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وهو يقول: واذنوباه، مرتين أو ثلاثاً، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
قل: اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي، ورحمتك أرجى عندي من عملي، فقالها، ثم قال
به: عد، فعاد، ثم قال له: عد، فعاد، فقال له : قم، قد غفر الله لك'.

الاستغفار وعدم والإصرار: في الصحيحين: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن
النبي صلى الله عليه وسلم: 'إن عبداً أذنب فقال: رب أذنبت ذنباً فاغفر لي،
قال الله تعالى: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي، ثم
مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنباً آخر ... فذكر مثل الأول مرتين أخرين'. وفي
رواية لمسلم أنه قال في الثالثة: 'قد غفرت لعبدي، فليعمل ما شاء'. والمعنى:
ما دام على هذا الحال، كلما أذنب استغفر. والظاهر: أن مراده الاستغفار
المقرون بعدم الإصرار، فالاستغفار التام الموجب للمغفرة هو ما قارن عدم
الإصرار.

وأما الاستغفار باللسان مع إصرار القلب على الذنب، فهو دعاء مجرد، إن شاء
الله أجابه وإن شاء رده، وقد يرجى له الإجابة، ولا سيما إذا خرج عن قلب
منكسر بالذنوب، أو صادف ساعة من ساعات الإجابة، كالأسحار وعقب الأذان
والصلوات المفروضة ونحو ذلك. وقد يكون الإصرار مانعاً من الإجابة، ففي
المسند من حديث عبد الله مرفوعاً : 'ويل للذين يصرون على ما فعلوا وهم
يعلمون'.

توبة الكذابين: من قال: أستغفر الله وأتوب إليه، وهو مصر بقلبه على
المعصية، فهو كاذب في قوله، آثم في فعله لأنه غير تائب، فلا يجوز له أن
يخبر عن نفسه بأنه تائب وهو غير تائب، والأشبه بحاله أن يقول : اللهم إني
أستغفرك فتب علي.

الإكثار من الاستغفار: في البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: 'والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من
سبعين مرة'.

سيد الاستغفار: يستحب أن يزيد في الاستغفار على قوله: أستغفر الله وأتوب
إليه، توبة من لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً، ولا موتاً ولا حياة ولا
نشوراً.

روى البخاري عن شداد بن أوس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: 'سيد الاستغفار أن يقول العبد : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني
وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك
بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت'.

الاستغفار لما جهله من الذنوب: من كثرت ذنوبه وسيئاته وغفل عن كثير منها،
حتى فاقت العدد والإحصاء، فليستغفر الله عز وجل مما علمه الله تعالى من
ذنبه، روى شداد بن أوس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: 'أسألك
من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم، إنك أنت علام
الغيوب'.

من ثمرات الاستغفار: في سنن أبي داود عن ابن عباس رضي الله عنه، عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: 'من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم
فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب'.

الخوف والرجاء: ولا بد لتحقيق الرجاء من الخوف، فيجب على الشخص أن يجمع
بينهما ليسلم، ولا يقتصر على أحدهما دون الآخر، لأنه ربما يفضي الرجاء إلى
المكر والخوف إلى القنوط، وكل منهما مذموم.

والمختار عند المالكية تغليب الخوف إن كان صحيحاً والرجاء إن كان مريضاً،
والراجح عند الشافعية استواؤهما في حق الصحيح : بأن ينظر تارة إلى عيوب
نفسه فيخاف، وتارة ينظر إلى كرم الله تعالى فيرجو. وأما المريض : فيكون
رجاؤه أغلب من خوفه، لقوله صلى الله عليه وسلم: 'لا يموتن أحدكم إلا وهو
يُحسن الظن بالله تعالى'.

وقال الإمام الشافعي رضي الله عنه في مرض موته:

ولما قَسَا قَلبي وضاقتْ مذاهبي جعلتُ الرَّجَا مني لعفوِك سُلَّمَا

تَعاظَمنَي ذنبي فلمَّا قرنتُــه بعفوِكَ ربِّي كانَ عفوك أعظمَا

ولعل هذه هي الحكمة في ختم هذه الأحاديث المختارة بهذا الحديث وزيادته على الأربعين.

التوحيد أساس المغفرة: من أسباب المغفرة التوحيد، وهو السبب الأعظم، فمن
فقده فقد المغفرة، ومن جاء به فقد أتى بأعظم أسباب المغفرة، قال الله
تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا
دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء : 116]. وإن الذنوب لتتصاغر أمام نور
توحيد الله عز وجل، فمن جاء مع التوحيد بقراب الأرض خطايا لقيه الله عز
وجل بقرابها مغفرة، على أنه موكول إلى مشيئة الله تعالى وفضله: فإن شاء غفر
له، وإن شاء أخذه بذنوبه.

النجاة من النار : إذا كمل توحيد العبد وإخلاصه لله فيه، وقام بشروطه كلها،
بقلبه ولسانه وجوارحه، أو بقلبه ولسانه عند الموت، أوجب ذلك مغفرة ما سلف
من الذنوب كلها ومنعه من دخول النار بالكلية. قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ
بن جبل رضي الله عنه: 'أتدري ما حق الله على العباد ؟ قال: الله ورسوله
أعلم، قال: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً. أتدري ما حقهم عليه ؟ قال: الله
ورسوله أعلم، قال: أن لا يعذبهم' رواه البخاري وغيره. وفي المسند وغيره:
عن أم هانئ رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: 'لا إله إلا
الله لا تترك ذنباً ولا يسبقها عمل'.

التوحيد الخالص : من تحقق بكلمة التوحيد قلبه أخرجت منه كل ما سوى الله
تعالى، محبة وتعظيماً، وإجلالاً ومهابة، وخشية ورجاء وتوكلاً، وحينئذ تحرق
ذنوبه وخطاياه كلها ولو كانت مثل زبد البحر، وربما قلبتها حسنات وأحرق نور
محبته لربه كل الأغيار من قلبه: 'لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب
إليه من سواهما' رواه البخاري وغيره. ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم
من محبة الله عز وجل.



bsmala2
zekr1 tasgel0 zekr1:do3a:
zekr3zekr2 zekr3
اللهم صل على محمد 0A31 
انور ابو البصل
انور ابو البصل
حبيب جديد
حبيب جديد

تاريخ التسجيل : 29/01/2012
عدد المساهمات : 22
العمر : 63
دعاءالاربعون النوويه - صفحة 5 Uo_ouo10

الاربعون النوويه - صفحة 5 Empty رد: الاربعون النوويه

مُساهمة من طرف انور ابو البصل الإثنين 13 فبراير 2012, 11:06 am


اسأل الله أن يرفع قدركم ويغفر ذنبكم
ويفرج همكم وينفس كربكم ويبدل عسركم يسرا
ويرزقكم كل ما تصفوا إليه نفوسكم ألطيبه
وينور دربكم بالإيمان ويشرح صدركم بالقران
ويحفظكم من وساوس الشيطان
ويجعل الفردوس مستقركم
اللهم آمين
اخوكم في الله انور صالح ابو البصل
  • إرسال موضوع جديد
  • إرسال مساهمة في موضوع

الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 25 نوفمبر 2024, 8:34 pm