أبوهريره رضي الله عنه
وهذه ترجمته رضي الله عنه من سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي
126 أبو هريرة (رضي الله عنه ) الإمام الفقيه المجتهد الحافظ صاحب رسول
الله صلى الله عليه وسلم أبو هريرة الدوسي اليماني سيد الحفاظ الأثبات
اختلف في اسمه على أقوال جمة أرجحها عبد الرحمن بن صخر وقيل ابن غنم وقيل
كان اسمه عبد شمس وعبد الله وقيل سكين وقيل عامر وقيل برير وقيل عبد بن غنم
وقيل عمرو وقيل سعيد وكذا في اسم أبيه أقوال قال هشام بن الكلبي هو عمير
بن عامر بن ذي الشرى ين طريف بن عيان بن أبي صعب بن هنية بن سعد بن ثعلبة
بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن
الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الإزد وهذا بعينه قاله خليفة
بن خياط في نسبه لكنه قال عتاب في عيان وقال منبه في هنية
579 ويقال كان في الجاهلية اسمه عبد شمس أبو الأسود فسماه رسول الله صلى
الله عليه وسلم عبد الله وكناه أبا هريرة والمشهور عنه أنه كني بأولاد هرة
برية قال وجدتها فأخذتها في كمي فكنيت بذلك قال الطبراني وأمه رضي الله
عنها هي ميمونة بنت صبيح
حمل عن النبي صلى الله عليه وسلم علما كثيرا طيبا مباركا فيه لم يلحق في
كثرته وعن أبي وأبي بكر وعمر وأسامة وعائشة والفضل وبصرة بن أبي بصرة وكعب
الحبر حدث عنه خلق كثير من الصحابة والتابعين فقيل بلغ عدد أصحابه ثمان مئة
فاقتصر صاحب التهذيب فذكر من له رواية عنه في كتب الأئمة الستة
وهم..............................
قال البخاري روى عنه ثمان مئة أو أكثر وقال غيره كان مقدمه وإسلامه في أول سنة سبع عام خيبر
وقال الواقدي كان ينزل ذا الحليفة وله بها دار فتصدق بها على مواليه
فباعوها من عمرو بن مربع وقال بلد الرحمن بن لبينة رأيت أبا هريرة رجلا آدم
بعيد ما بين المنكبين أفرق الثنيتين ذا ضفيرتين وقال ابن سيرين كان أبو
هريرة أبيض لينا لحيته حمراء وقد حدث بدمشق فروى محمد بن كثير عن الأوزاعي
عن إسماعيل بن عبيد الله عن كريمة بنت الحسحاس قالت سمعت أبا هريرة في بيت
أم الدرداء يقول ثلاث هن كفر النياحة وشق الجيب والطعن في النسب
587 ومحمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عبد شمس قواه ابن خزيمة وقال
هذه دلالة أن اسمه كان عبد شمس وهو أحسن إسنادا من حديث سفيان بن حسين عن
الزهري إلا أن يكون له اسمان قبل عمر بن علي حدثنا سفيان بن حسين عن الزهري
عن المحرر قال كان اسم أبي عبد عمرو بن عبد غنم وقال الذهلي هذا أوقع
الروايات عندي على القلب واعتمده النسائي أبو إسماعيل المؤدب عن الأعمش عن
أبي صالح عن أبي هريرة واسمه عبد الرحمن بن صخر أبو معشر نجيح عن محمد بن
قيس قال كان أبو هريرة يقول لا تكنوني أبا هريرة كناني رسول الله صلى الله
عليه وسلم أبا هر فقال ثكلتك أمك أبا هر والذكر خير من الأنثى وعن كثير بن
زيد عن الوليد بن رباح أن أبا هريرة كان يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم
يدعوني أبا هر روح بن عبادة حدثنا أسامة بن زيد عن عبد الله بن رافع قلت
لأبي
588 هريرة لم كنوك أبا هريرة قال أما تفرق مني قلت بلى إني لأهابك قال كنت
أرعى غنما لأهلي فكانت لي هريرة ألعب بها فكنوني بها وقال عبد الله بن
عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن لبينة الطائفي أنه وصف لي أبا هريرة فقال
كان رجلا آدم بعيد المنكبين أفرق الثنيتين ذا ضفيرتين وقال قرة بن خالد قلت
لابن سيرين أكان أبو هريرة مخشوشنا قال بل كان لينا وكان أبيض لحيته حمراء
يخضب
وروى أبو العالية عن أبي هريرة قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ممن أنت
قلت من دوس قال ما كنت أرى أن في دوس أحدا فيه خير وقال أبو هريرة شهدت
خيبر هذه رواية ابن المسيب وروى عنه قيس بن أبي حازم جئت يوم خيبر بعد ما
فرغوا من القتال
589 الدراوردي حدثنا خثيم بن عراك عن أبيه عن أبي هريرة قال خرج النبي صلى
الله عليه وسلم إلى خيبر وقدمت المدينة مهاجرا فصليت الصبح خلف سباع بن
عرفطة كان استخلفه فقرأ في السجدة الأولى بسورة مريم وفي الأخرة ^ ويل
للمطففين ^ فقلت ويل لأبي قل رجل كان بأرض الأزد إلا وكان له مكيالان مكيال
لنفسه وآخر يبخس به الناس وقال ابن أبي خالد حدثنا قيس قال لنا أبو هريرة
صحبت رسول الله ثلاث سنين وأما حميد بن عبد الرحمن الحميري فقال صحب أربع
سنين
590 وهذا أصح فمن فتوح خيبر إلى الوفاة أربعة أعوام وليال
وقد جاع أبو هريرة واحتاج ولزم المسجد ولما هاجر كان معه مملوك له فهرب منه
قال ابن سيرين قال أبو هريرة لقد رأيتني أصرع بين القبر والمنبر من الجوع
حتى يقولوا مجنون
هشام عن محمد قال كنا عند أبي هريرة فتمخط فمسح بردائه وقال الحمد لله الذي
تمخط أبو هريرة في الكتان لقد رأيتني وإني لأخر فيما بين منزل عائشة
والمنبر مغشيا علي من الجوع فيمر الرجل فيجلس على صدري فأرفع رأسي فأقول
ليس الذي ترى إنما هو الجوع
591 قلت كان يظنه من يراه مصروعا فيجلس فوقه ليرقيه أو نحو ذلك عطاء بن
السائب عن عامر عن أبي هريرة قال كنت في الصفة فبعث إلينا رسول الله بتمر
عجوة فكنا نقرن التمرتين من الجوع وكان أحدنا إذا قرن يقول لصاحبه قد قرنت
فاقرنوا عمر بن ذر حدثنا مجاهد عن أبي هريرة قال والله إن كنت لأعتمد على
الأرض من الجوع وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ولقد قعدت على طريقهم
فمر بي أبو بكر فسألته عن آية في كتاب الله ما أسأله إلا ليستتبعني فمر
ولم يفعل فمر عمر فكذلك حتى مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف ما في
وجهي من الجوع فقال أبو هريرة قلت لبيك يا رسول الله فدخلت معه البيت فوجد
لبنا في قدح فقال من أين لكم هذا قيل أرسل به إليك فلان فقال يا أبا هريرة
انطلق إلى أهل الصفة فادعهم وكان أهل الصفة أضياف الإسلام لا أهل ولا مال
إذا أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة أرسل بها إليهم ولم يصب منها
شيئا وإذا جاءته هدية أصاب منها وأشركهم فيها
592 فساءني إرساله إياي فقلت كنت أرجو أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها
وما هذا اللبن في أهل الصفة ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله بد فأتيتهم
فأقبلوا مجيبين فلما جلسوا قال خذ يا أبا هريرة فأعطهم فجعلت أعطي الرجل
فيشرب حتى يروى حتى أتيت على جميعهم وناولته رسول الله صلى الله عليه وسلم
فرفع رأسه إلي متبسما وقال بقيت أنا وأنت قلت صدقت يا رسول الله قال فاشرب
فشربت فقال اشرب فشربت فما زال يقول اشرب فأشرب حتى قلت والذي بعثك بالحق
ما أجد له مساغا فأخذ فشرب من الفضلة القعنبي حدثنا محمد بن هلال عن أبيه
عن أبي هريرة قال خرجت يوما من بيتى إلى المسجد فوجدت نفرا فقالوا ما أخرجك
قلت الجوع فقالوا ونحن والله ما أخرجنا إلا الجوع فقمنا فدخلنا على رسول
الله فقال ما جاء بكم هذه الساعة فأخبرناه فدعا بطبق فيه تمر فأعطى كل رجل
منا تمرتين فقال كلوا هاتين التمرتين واشربوا عليهما من الماء فإنهما
ستجزيانكم يومكم هذا فأكلت تمرة وخبأت الأخرى فقال يا أبا هريرة لم رفعتها
593 قلت لأمي قال كلها فسنعطيك لها تمرتين عكرمة بن عمار حدثنا أبو كثير
السحيمي واسمه يزيد بن عبد الرحمن حدثني أبو هريرة قال والله ما خلق الله
مؤمنا يسمع بي إلا أحبني قلت وما علمك بذلك قال إن أمي كانت مشركة وكنت
أدعوها إلى الإسلام وكانت تأبى علي فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى
الله عليه وسلم ما أكره فأتيت رسول الله وأنا أبكي فأخبرته وسألته أن يدعو
لها فقال اللهم اهد أم أبي هريرة فخرجت أعدوا أبشرها فأتيت فإذا الباب
مجاف وسمعت خضخضة الماء وسمعت حسي فقالت كما أنت ثم فتحت وقد لبست درعها
وعجلت عن خمارها فقالت أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وقال
فرجعت إلى رسول الله أبكي من الفرح كما بكيت من الحزن فأخبرته وقلت ادع
الله أن يحببني وأمي إلى عباده المؤمنين فقال اللهم حبب عبيدك هذا وأمه إلى
عبادك المؤمنين وحببهم إليهما إسناده حسن الجريري عن أبي نضرة عن الطفاوي
قال نزلت على أبي هريرة بالمدينة ستة أشهر فلم أر من أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم رجلا أشد تشميرا ولا
594 أقوم على ضيف من أبي هريرة فدخلت عليه ذات يوم وهو على سريره ومعه كيس
فيه نوى أو حصى أسفل منه سوداء فيسبح ويلقي إليها فإذا فرغ منها ألقى إليها
الكيس فأوعته فيه ثم ناولته فيعيد ذلك وقيل إن النبي صلى الله عليه وسلم
أمر العلاء بن الحضرمي وبعث معه أبا هريرة مؤذنا
وكان حفظ أبي هريرة الخارق من معجزات النبوة
قال محمد بن المثنى الزمن حدثنا أبو بكر الحنفي حدثنا عبد الله بن أبي يحيى
سمعت سعيد بن أبي هند عن أبي هريرة أن رسول الله صلىالله عليه وسلم قال
ألا تسألني من هذه الغنائم التي يسألني أصحابك قلت أسألك أن تعلمني مما
علمك الله فنزع نمرة كانت على ظهري فبسطها بيني وبينه حتى كأني أنظر إلى
النمل يدب عليها فحدثني حتى إذا استوعبت حديثه قال اجمعها فصرها إليك
فأصبحت لا أسقط حرفا مما حدثني
ابن شهاب عن سعيد وأبي سلمة أن أبا هريرة قال إنكم تقولون إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون ما
595 للمهاجرين والأنصار لايحدثون مثله وإن إخواني المهاجرين كان يشغلهم
الصفق بالأسواق وكان إخواني من الأنصار يشغلهم عمل أموالهم وكنت امرأ
مسكينا من مساكين الصفة ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني
فأحضر حين يغيبون وأعي حين ينسون وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في
حديث يحدثه يوما إنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي جميع مقالتي ثم يجمع إليه
ثوبه إلا وعى ما أقول فبسطت نمرة علي حتى إذا قضى مقالته جمعتها إلى صدري
فما نسيت من مقالة رسول الله صلىالله عليه وسلم تلك من شيء الزهري أيضا عن
الأعرج عن أبي هريرة قال تزعمون أني أكثر الرواية عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم والله الموعد إني كنت امرأ مسكينا أصحب رسول الله على ملء بطني
وإنه حدثنا يوما وقال من يبسط ثوبه حتى أقضي مقالتي ثم قبضه إليه لم ينس
شيئا سمع مني أبدا ففعلت فوالذي بعثه بالحق ما نسيت شيئا سمعته منه
والحديثان صحيحان محفوظان
596 قرأت على ابن عساكر عن أبي روح أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا أبو مضر
محلم بن إسماعيل أخبرنا الخليل بن أحمد حدثنا السراج حدثنا قتيبة حدثنا عبد
العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي عمرو عن المقبري عن أبي هريرة قلت يا رسول
الله من أسعد الناس بشفاعتك قال لقد ظننت يا أبا هريرة لا يسألني عن هذا
الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث إن أسعد الناس بشفاعتي يوم
القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من نفسه
أبو الأحوص عن زيد العمي عن أبي الصديق عن أبي سعيد الخدري قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أبو هريرة وعاء من العلم ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي
هريرة قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين فأما أحدهما فبثثة
في الناس وأما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم
597 الأعمش عن أبي صالح قال كان أبو هريرة من أحفظ الصحابة
محمد بن راشد عن مكحول قال كان أبو هريرة يقول رب كيس عند أبي هريرة لم
يفتحه يعني من العلم قلت هذا دال على جواز كتمان بعض الأحاديث التي تحرك
فتنة في الأصول أو الفروع أو المدح والذم أما حديث يتعلق بحل أو حرام فلا
يحل كتمانه بوجه فإنه من البينات والهدى وفي صحيح البخاري قول الإمام علي
رضي الله عنه حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون أتحبون أن يكذب الله
ورسوله وكذا لو بث أبو هريرة
598 ذلك الوعاء لأوذي بل لقتل ولكن العالم قد يؤديه اجتهاده إلى أن ينشر
الحديث الفلاني إحياء للسنة فله ما نوى وله أجر وإن غلط في اجتهاده روى عوف
الأعرابي عن سعيد بن أبي الحسن قال لم يكن أحد من أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم أكثر حديثا من أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن
مروان زمن هو على المدينة أراد أن يكتب حديثه كله فأبى وقال ارو كما روينا
فلما أبى عليه تغفله مروان وأقعد له كاتبا ثقفا ودعاه فجعل أبو هريرة يحدثه
ويكتب ذاك الكاتب حتى استفرغ حديثه أجمع ثم قال مروان تعلم أنا قد كتبنا
حديثك أجمع قال وقد فعلت قال نعم قال فاقرؤوه علي فقرؤوه فقال أبو هريرة
أما إنكم قد حفظتم وإن تطعني تمحه قال فمحاه سمعه هوذة بن حليفة منه حماد
بن زيد حدثني عمرو بن عبيد الأنصاري حدثني أبو الزعيزعة كاتب مروان أن
مروان أرسل إلى أبي هريرة فجعل يسأله وأجلسني خلف السرير وأنا أكتب حتى إذا
كان رأس الحول دعا به فأقعده من وراء الحجاب فجعل يسأله عن ذلك الكتاب فما
زاد ولا نقص ولا قدم ولا أخر قلت هكذا فليكن الحفظ
599 قال الشافعي أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره الوليد حدثنا سعيد
بن عبد العزيز عن مكحول قال تواعد الناس ليلة إلى قبة من قباب معاوية
فاجتمعوا فيها فقام فيهم أبو هريرة يحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى أصبح كهمس بن الحسن عن عبد الله بن شقيق قال قال أبو هريرة لا أعرف
أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحفظ لحديثه مني سفيان بن
عيينة عن عمرو عن وهب بن منبه عن أخيه همام سمعت أبا هريرة يقول ما أحد من
أصحاب رسول الله أكثر حديثا مني عنه إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه
كان يكتب وكنت لا أكتب
600 الطيالسي حدثنا عمران القطان عن بكر بن عبد الله عن أبي رافع عن أبي
هريرة أنه لقي كعبا فجعل يحدثه ويسأله فقال كعب ما رأيت أحدا لم يقرأ
التوراة أعلم بما فيها من أبي هريرة حماد بن شعيب عن إسماعيل بن أمية عن
محمد بن قيس بن مخرمة أن رجلا جاء إلى زيد بن ثابت فسأله عن شيء فقال عليك
بأبي هريرة فإنه بينا أنا وهو وفلان في المسجد ندعو خرج علينا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فجلس وقال عودوا إلى ما كنتم قال زيد فدعوت أنا وصاحبي
ورسول الله يؤمن ثم دعا أبو هريرة فقال اللهم إني أسألك مثل ما سألاك
وأسألك علما لا ينسى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم آمين فقلنا ونحن
نسأل الله علما لا ينسى فقال سبقكما بها الدوسي أخرجه الحاكم في مستدركه
لكن حماد ضعيف سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله عن السائب بن
يزيد سمع عمر يقول لأبي هريرة لتتركن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم
601 أو لألحقنك بأرض دوس وقال لكعب لتتركن الحديث أو لألحقنك بأرض القردة
يحيى بن أيوب عن ابن عجلان أن أبا هريرة كان يقول إني لأحدث أحاديث لو
تكلمت بها في زمن عمر لشج رأسي قلت هكذا هو كان عمر رضي الله عنه يقول
أقلوا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وزجر غير واحد من الصحابة عن
بث الحديث وهذا مذهب لعمر ولغيره فبالله عليك إذا كان الإكثار من الحديث
في دولة عمر كانوا يمنعون منه مع صدقهم وعدالتهم وعدم الأسانيد بل هو غض لم
يشب فما
602 ظنك بالأكثار من رواية الغرائب والمناكير في زماننا مع طول الأسانيد
وكثرة الوهم والغلط فبالحري أن نزجر القوم عنه فيا ليتهم يقتصرون على رواية
الغريب والضعيف بل يروون والله الموضوعات والأباطيل والمستحيل في الأصول
والفروع والملاحم والزهد نسأل الله العافية فمن روى ذلك مع علمه ببطلانه
وغر المؤمنين فهذا ظالم لنفسه جان على السنن والآثار يستتاب من ذلك فإن
أناب وأقصر وإلا فهو فاسق كفى به إثما أن يحدث بكل ما سمع وإن هو لم يعلم
فليتورع وليستعن بمن يعينه على تنقية مروياته نسأل الله العافية فلقد عم
البلاء وشملت الغفلة ودخل الداخل على المحدثين الذين يركن إليهم المسلمون
فلا عتبى على الفقهاء وأهل الكلام قال محمد بن يحيى الذهلي حدثنا محمد بن
عيسى أخبرنا يزيد بن يوسف عن صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن أبي سلمة عن
أبي هريرة قال ما كنا نستطيع أن نقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
قبض عمر
603 رضي الله عنه كنا نخاف السياط خالد بن عبد الله حدثنا يحيى بن عبيد
الله عن أبيه عن أبي هريرة قال بلغ عمر حديثي فأرسل إلي فقال كنت معنا يوم
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت فلان قلت نعم وقد علمت لأي شيء
سألتني قال ولم سألتك قلت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يومئذ من
كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار قال أما لا فاذهب فحدث يحيى ضعيف
عبد الواحد بن زياد وغيره حدثنا عاصم بن كليب حدثنا أبي سمع أبا هريرة وكان
يبتدىء حديثه بأن يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كذب علي
متعمدا فليتبوأ مقعده من النار مغيرة عن الشعبي قال حدث أبو هريرة فرد عليه
سعد حديثا فوقع بينهما كلام حتى أرتجت الأبواب بينهما هشيم عن يعلى بن
عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن ابن عمر أنه قال يا أبا هريرة كنت ألزمنا
لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلمنا
604 بحديثه وعن نافع كنت مع ابن عمر في جنازة أبي هريرة فبقي يكثر الترحم
عليه ويقول كان ممن يحفظ حديث رسول الله على المسلمين في إسنادها الواقدي
محمد بن كناسة الأسدي عن إسحاق بن سعيد عن أبيه قال دخل أبو هريرة على
عائشة فقالت له أكثرت يا أبا هريرة عن رسول الله قال إي والله يا أماه ما
كانت تشغلني عنه المرآة ولا المكحلة ولا الدهن قالت لعله ورواه بشر بن
الوليد عن إسحاق وفيه ولكني أرى ذلك شغلك
605 عما استكثرت من حديثي قاتل لعله ولما أرادوا أن يدفنوا الحسن في الحجرة
النبوية وقع خصام قال محمد بن سعد أخبرنا محمد بن عمر حدثنا كثير بن زيد
عن الوليد بن رباح سمعت أبا هريرة يقول لمروان والله ما أنت وال وإن الوالي
لغيرك فدعه يعني حين أرادوا دفن الحسن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولكنك تدخل فيما لا يعنيك إنما تريد بها إرضاء من هو غائب عنك يعني معاوية
فأقبل عليه مروان مغضبا وقال يا أبا هريرة إن الناس قد قالوا أكثر الحديث
عن رسول الله وإنما قدم قبل وفاته بيسير فقال قدمت والله ورسول الله صلى
الله عليه وسلم بخيبر وأنا يومئذ قد زدت على الثلاثين سنة سنوات وأقمت معه
حتى توفي أدور معه في بيوت نسائه وأخدمه وأغزو وأحج معه وأصلي خلفه فكنت
والله أعلم الناس بحديثه ابن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن أبي أنس مالك بن
أبي عامر قال جاء رجل إلى طلحة بن عبيد الله فقال يا أبا محمد أرأيت
هذااليماني يعني أبا هريرة أهو أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
منكم نسمع منه أشياء لا نسمعها منكم أم هو يقول على رسول الله ما لم يقل
606 قال أما أن يكون سمع ما لم نسمع فلا أشك سأحدثك عن ذلك إنا كنا أهل
بيوتات وغنم وعمل كنا نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار وكان
مسكينا ضيفا على باب رسول الله يده مع يده فلا نشك أنه سمع ما لم نسمع ولا
تجد أحدا فيه خير يقول على رسول الله ما لم يقل شعبة عن أشعث بن سليم عن
أبيه قال أتيت المدينة فإذا أبو أيوب يحدث عن أبي هريرة عن النبى الله عليه
وسلم فقلت وأنت صاحب رسول الله قال إنه قد سمع وأن أحدث عنه عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أحب إلي من أن أحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم بكير
بن الأشج عن بسر بن سعيد قال اتقوا الله وتحفظوا من الحديث فوالله لقد
رأيتنا نجالس أبا هريرة فيحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحدثنا عن
كعب ثم يقوم فأسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسول الله عن كعب ويجعل حديث
كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن سعد حدثنا محمد بن عمر حدثنا عبد
الحميد بن جعفر عن أبيه عن زياد بن مينا قال كان ابن عباس وابن عمر وأبو
سعيد
607 وأبو هريرة وجابر مع أشباه لهم يفتون بالمدينة ويحدثون عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم من لدن توفي عثمان إلى أن توفوا قال وهؤلاء الخمسة
إليهم صارت الفتوى الشافعي أخبرنا مالك عن يحيى بن سعيد عن بكير بن الأشج
عن معاوية بن أبي عياش الأنصاري أنه كان جالسا مع ابن الزبير فجاء محمد بن
إياس بن البكير فسأل عن رجل طلق ثلاثا قبل الدخول فبعثه إلى أبي هريرة وابن
عباس وكانا عند عائشة فذهب فسألهما فقال ابن عباس لأبي هريرة أفته يا أبا
هريرة فقد جاءتك معضلة فقال الواحدة تبينها والثلاث تحرمها وقال ابن عباس
مثله وقد كان أبو هريرة يجلس إلى حجرة عائشة فيحدث ثم يقول يا صاحبة الحجرة
أتنكرين مما أقول شيئا فلما قضت صلاتها لم تنكر ما رواه لكن قالت لم يكن
رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد الحديث سردكم
608 وكذلك قيل لابن عمر هل تنكر مما يحدث به أبو هريرة شيئا فقال لا ولكنه
اجترأ وجبنا فقال أبو هريرة فما ذنبي إن كنت حفظت ونسوا قال يزيد بن هارون
سمعت شعبة يقول كان أبو هريرة يدلس قلت تدليس الصحابة كثير ولا عيب فيه فإن
تدليسهم عن صاحب أكبر منهم والصحابة كلهم عدول شريك عن مغيرة عن إبراهيم
قال كان أصحابنا يدعون من حديث أبي هريرة وروى حسين بن عياش عن الأعمش عن
إبراهيم نحوه
609 الثوري عن منصور عن إبراهيم قال ما كانوا يأخذون من حديث أبي هريرة إلا
ما كان حديث جنة أو نار قلت هذا لا شيء بل احتج المسلمون قديما وحديثا
بحديثه لحفظه وجلالته وإتقانه وفقهه وناهيك أن مثل ابن عباس يتأدب معه
ويقول أفت يا أبا هريرة وأصح الأحاديث ما جاء عن الزهري عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة وما جاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة وما جاء عن ابن
عون وأيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة وأين مثل أبي هريرة في حفظه وسعة
علمه حماد بن زيد عن عباس الجريري سمعت أبا عثمان النهدي قال تضيفت أبا
هريرة سبعا فكان هو وامرأته وخادمه يعتقبون الليل أثلاثا يصلي هذا ثم يوقظ
هذا ويصلي هذا ثم يوقظ هذا قلت يا أبا هريرة كيف تصوم قال أصوم من أول
الشهر ثلاثا ابن سعد حدثنا يحيى بن عباد حدثنا حماد بن سلمة عن هشام
610 ابن سعيد بن زيد الأنصاري عن شرحبيل أن أبا هريرة كان يصوم الأثنين
والخميس عبد العزيز بن المختار عن خالد عن عكرمة أن أبا هريرة كان يسبح كل
يوم اثني عشر ألف تسبيحة يقول أسبح بقدر ديتي ورواه عبد الوارث عن خالد
أخبرنا أحمد بن هبة الله عن المؤيد الطوسي أخبرنا هبة الله السندي أخبرنا
سعيد بن محمد أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا أبو إسحاق الهاشمي أخبرنا أبو
مصعب الزهري حدثنا مالك عن محمد ابن عمرو بن حلحلة عن حميد بن مالك بن خثيم
قال كنت جالسا عند أبي هريرة في أرضه بالعقيق فأتاه قوم فنزلوا عنده قال
حميد فقال اذهب إلى أمي فقل إن ابنك يقرئك السلام ويقول أطعمينا شيئا قال
فوضعت ثلاثة أقراص في الصحفة وشيئا من زيت وملح ووضعتها على رأسي فحملتها
إليهم فلما وضعته بين أيديهم كبر أبو هريرة وقال الحمد لله الذي أشبعنا من
الخبز بعد أن لم يكن طعامنا إلا الأسودين التمر والماء فلم يصب القوم من
الطعام شيئا فلما انصرفوا قال يا ابن أخي أحسن إلى غنمك وامسح عنها الرعام
وأطب مراحها وصل في ناحيتها فإنها من دواب الجنة والذي نفسي بيده يوشك أن
يأتي على
611 الناس زمان تكون الثلة من الغنم أحب إلى صاحبها من دار مروان أخرجه
البخاري في كتاب الأدب عن ابن أبي أويس عن مالك ووثق النسائي حميدا هشيم عن
يعلى بن عطاء عن ميمون بن ميسرة قال كانت لأبي هريرة صيحتان في كل يوم أول
النهار وآخره يقول ذهب الليل وجاء النهار وعرض آل فرعون على النار فلا
يسمعه أحد إلا استعاذ بالله من النار جعفر بن برقان حدثنا الوليد بن زوران
حدثني عبد الوهاب المدني قال بلغني أن رجلا دخل على معاوية فقال مررت
بالمدينة فإذا أبو هريرة جالس في المسجد حوله حلقة يحدثهم فقال حدثني خليلي
أبو القاسم صلى الله عليه وسلم ثم استعبر فبكى ثم عاد فقال حدثني خليلي
صلى الله عليه وسلم نبي الله أبو القاسم ثم استعبر فبكى ثم قام ابن لهيعة
عن أبي يونس عن أبي هريرة أنه صلى بالناس يوما فلما سلم رفع صوته فقال
الحمد لله الذي جعل الدين قواما وجعل أبا هريرة إماما بعد ان كان أجيرا
لابنة غزوان على شبع بطنه وحمولة رجله
612 ابن علية عن الجريري عن مضارب بن حزن قال بينا أنا أسير تحت الليل إذا
رجل يكبر فألحقه بعيرى فقلت من هذا قال أبو هريرة قلت ما هذا التكبير قال
شكر قلت على مه قال كنت أجيرا لبسرة بنت غزوان بعقبة رجلي وطعام بطني
وكانوا إذا ركبوا سقت بهم وإذا نزلوا خدمتهم فزوجنيها الله فهي امرأتي معمر
عن أيوب عن محمد أن عمر استعمل أبا هريرة على البحرين فقدم بعشرة ألاف
فقال له عمر استأثرت بهذه الأموال يا عدو الله وعدو كتابه فقال أبو هريرة
فقلت لست بعدو الله وعدو كتابه ولكني عدو من عاداهما قال فمن أين هي لك قلت
خيل نتجت وغلة رقيق لي وأعطية تتابعت فنظروا فوجدوه كما قال فلما كان بعد
ذلك دعاه عمر ليوليه فأبى فقال تكره العمل وقد طلب العمل من كان خيرا منك
يوسف عليه السلام فقال يوسف نبي ابن نبي ابن نبي وأنا أبو هريرة بن أميمة
وأخشى ثلاثا واثنتين قال فهلا قلت خمسا قال أخشى أن أقول بغير علم وأقضي
بغير حلم وأن يضرب ظهري وينتزع مالي ويشتم عرضي
613 رواه سعد بن الصلت عن يحيى بن العلاء عن أيوب متصلا بأبي هريرة أخبرني
إبراهيم بن يوسف أخبرنا ابن رواحة أخبرنا السلفي أخبرنا ابن البسري أخبرنا
عبد الله بن يحيى أخبرنا إسماعيل الصفار حدثنا الرمادي حدثنا عبد الرزاق
أخبرنا معمر عن محمد بن زياد قال كان معاوية يبعث أبا هريرة على المدينة
فإذا غضب عليه بعث مروان وعزله قال فلم يلبث أن نزع مروان وبعث أبا هريرة
فقال لغلام أسود قف على الباب فلا تمنع إلا مروان ففعل الغلام ودخل الناس
ومنع مروان ثم جاء نوبة فدخل وقال حجبنا عنك فقال إن أحق من لا أنكر هذا
لأنت
614 رواه الحافظ أبو القاسم في تاريخه عن السلفي إجازة قلت كان أبو هريرة
طيب الأخلاق ربما ناب في المدينة عن مروان أيضا حماد بن سلمة عن ثابت عن
أبي رافع قال كان مروان ربما استخلف أبا هريرة على المدينة فيركب حمارا
ببرذعة وفي رأسه خلبة من ليف فيسير فيلقى الرجل فيقول الطريق قد جاء الأمير
وربما أتى الصبيان وهم يلعبون بالليل لعبة الأعراب فلا يشعرون حتى يلقي
نفسه بينهم ويضرب برجليه فيفزع الصبيان فيفرون وربما دعاني إلى عشائه فيقول
دع العراق للأمير فأنظر فإذا هو ثريدة بزيت عمرو بن الحارث عن يزيد بن
زياد القرظي حدثني ثعلبة بن أبي مالك القرظي قال أقبل أبو هريرة في السوق
يحمل حزمة حطب وهو يومئذ خليفة لمروان فقال أوسع الطريق للأمير
615 يحيى بن سعيد عن ابن المسيب قال كان أبو هريرة إذا أعطاه معاوية سكت
فإذا أمسك عنه تكلم هشام بن عروة عن رجل عن أبي هريرة قال درهم يكون من هذا
وكأنه يمسح العرق عن جبينه أتصدق به أحب إلي من مئة ألف ومئة ألف ومئة ألف
من مال فلان وقال حزم القطعي سمعت الحسن يقول كان أبو هريرة إذا مرت به
جنازة قال اغدوا فإنا رائحون وروحوا فإنا غادون يونس عن ابن شهاب عن ابن
المسيب عن أبي هريرة فذكر حديث بسط ثوبه قال فما نسيت بعد ذلك اليوم شيئا
حدثت به أبو هلال عن الحسن قال أبو هريرة لو حدثتكم بكل ما في كيسي
لرميتموني بالبعر ثم قال الحسن صدق والله لو حدثهم أن
616 بيت الله يهدم أو يحرق ما صدقوه الفضل بن العلاء حدثنا إسماعيل بن أمية
أخبرني محمد بن قيس ( ابن مخرمة ) أن رجلا أتى زيد بن ثابت فسأله عن شيء
فقال عليك بأبي هريرة فإني بينما أنا وهو وفلان في المسجد خرج علينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم ونحن ندعو ونذكر ربنا فجلس إلينا فسكتنا فقال
عودوا للذي كنتم فيه فدعوت أنا وصاحبي قبل أبي هريرة فجعل رسول الله يؤمن
ثم دعا أبو هريرة فقال اللهم إني أسألك ما سألك صاحباي هذان وأسألك علما لا
ينسى فقال النبي صلى الله عليه وسلم آمين فقلنا يا رسول الله ونحن نسأل
الله علما لا ينسى قال سبقكما الغلام الدوسي تفرد به ( الفضل بن ) العلاء
وهو صدوق هشيم عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن ابن عمر أنه مر
بأبي هريرة وهو يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من تبع جنازة فله
قيراط فقال انظر ما تحدث عن رسول الله فقام أبو هريرة فأخذ بيده إلى عائشة
فقال لها أنشدك بالله هل سمعت رسول الله يقول من تبع جنازة الحديث فقالت
اللهم نعم
617 فقال أبو هريرة لم يكن يشغلني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غرس
الودي ولا صفق في الأسواق وإنما كنت أطلب من رسول الله كلمة يعلمنيها أو
أكلة يطعمنيها فقال ابن عمر كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وأعلمنا بحديثه رواته ثقات ابن أبي الزناد عن أبيه عن محمد بن عمارة بن
عمرو بن حزم أنه قعد في مجلس فيه أبو هريرة وفيه مشيخة من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم بضعة عشر رجلا فجعل أبو هريرة يحدثهم عن النبي صلى الله
عليه وسلم بالحديث فلا يعرفه بعضهم ثم يتراجعون فيه فيعرفه بعضهم ثم
يحدثهم بالحديث فلا يعرفه بعضهم ثم يعرفه حتى فعل ذلك مرارا قال فعرفت
يومئذ أنه أحفظ الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه البخاري في
تاريخه همام بن يحيى حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أن عمر قال لأبي
هريرة كيف وجدت الإمارة قال بعثتنى وأنا كاره ونزعتني وقد
618 أحببتها وأتاه بأربع مئة ألف من البحرين فقال ما جئت به لنفسك قال
عشرين ألفا قال من أين أصبتها قال كنت أتجر قال انظر رأس مالك ورزقك فخذه
واجعل الآخر في بيت المال وكان أبو هريرة يجهر في صلاته ببسم الله الرحمن
الرحيم قال الحافظ أبو سعد السمعاني سمعت أبا المعمر المبارك بن أحمد سمعت
أبا القاسم يوسف بن علي الزنجاني الفقيه سمعت الفقيه أبا إسحاق
الفيروزابادي سمعت القاضي أبا الطيب يقول كنا في مجلس النظر بجامع المنصور
فجاء شاب خراساني فسأل عن مسألة المصراة فطالب بالدليل حتى استدل بحديث أبي
هريرة الوارد فيها
619 فقال وكان حنفيا أبو هريرة غير مقبول الحديث فما استتم كلامه حتى سقط
عليه حية عظيمة من سقف الجامع فوثب الناس من أجلها وهرب الشاب منها وهي
تتبعه فقيل له تب تب فقال تبت فغابت الحية فلم ير لها أثر إسنادها أئمة
وأبو هريرة إليه المنتهى في حفظ ما سمعه من الرسول عليه السلام وأدائه
بحروفه وقد أدى حديث المصراة بألفاظه فوجب علينا العمل به وهو أصل برأسه
وقد ولي أبو هريرة البحرين لعمر وأفتى بها في مسألة المطلقة طلقة ثم
620 يتزوج بها آخر ثم بعد الدخول فارقها فتزوجها الأول هل تبقى عنده على
طلقتين كما هو قول عمر وغيره من الصحابة ومالك والشافعي وأحمد في المشهور
عنه أو تلغى تلك التطليقة وتكون عنده على الثلاث كما هو قول ابن عباس وابن
عمر وأبي حنيفة ورواية عن عمر بناء على أن إصابة الزوج تهدم ما دون الثلاث
كما هدمت إصابته لها الثلاث فالأول مبني على أن إصابة الزوج الثاني إنما هي
غاية التحريم الثابت بالطلاق الثلاث فهو الذي يرتفع والمطلقة دون الثلاث
لم تحرم فلا ترفع الإصابة منها شيئا وبهذا أفتى أبو هريرة فقال له عمر لو
أفتيت بغيره لأوجعتك ضربا وكذلك أفتى أبو هريرة في دقاق المسائل مع مثل ابن
عباس وقد عمل الصحابة فمن بعدهم بحديث أبي هريرة في مسائل كثيرة تخالف
القياس كما عملوا كلهم بحديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تنكح
المرأة على عمتها ولا خالتها وعمل أبو حنيفة والشافعي وغيرهما بحديثه أن
من أكل ناسيا فليتم صومه مع أن القياس عند أبي حنيفة أنه يفطر فترك القياس
لخبر أبي هريرة
621 وهذا مالك عمل بحديث أبي هريرة في غسل الإناء سبعا من ولوغ الكلب مع أن
القياس عنده أنه لا يغسل لطهارته عنده بل قد ترك أبو حنيفة القياس لما هو
دون حديث أبي هريرة في مسألة القهقهة لذاك الخبر المرسل وقد كان أبو هريرة
وثيق الحفظ ما علمنا أنه أخطأ في حديث بقي بن مخلد حدثنا أبو كامل حدثنا
عبد الوارث سمعت محمد ابن المنكدر يحدث عن أبي هريرة قال إذا كان أحدكم
جالسا في الشمس فقلصت عنه فليتحول عن مجلسه
622 بقي حدثنا طالوت بن عباد حدثنا أبو هلال حدثنا ابن سيرين عن أبي هريرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو آمن بي عشرة من أحبار يهود لأمن بي كل
يهودي على الأرض إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن أبي هريرة قال لما قدمت
على النبي صلى الله عليه وسلم قلت في الطريق * يا ليلة من طولها وعنائها *
على أنها من دارة الكفر نجت * قال وأبق لي غلام فلما قدمت وبايعت إذ طلع
الغلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا غلامك يا أبا هريرة قلت هو حر
لوجه الله فأعتقته وروى أيوب عن ابن سيرين ان أبا هريرة قال لبنته لا تلبسي
الذهب فإني أخشى عليك اللهب
623 الزهري عن سالم سمع أبا هريرة يقول سألني قوم محرمون عن محلين أهدوا
لهم صيدا فأمرتهم بأكله ثم لقيت عمر بن الخطاب فأخبرته فقال لو أفتيتهم
بغير هذا لأوجعتك زيد بن الحباب عن عبد الواحد بن موسى أخبرنا نعيم بن
المحرر بن أبي هريرة عن جده أنه كان له خيط فيه ألفا عقدة لا ينام حتى يسبح
به شبابة بن سوار حدثنا عاصم بن محمد عن أبيه رأيت أبا هريرة يخرج يوم
الجمعة فيقبض على رمانتي المنبر قائما ويقول حدثنا أبو القاسم صلى الله
عليه وسلم الصادق المصدوق فلا يزال يحدث حتى يسمع فتح باب المقصورة لخروج
الإمامة فيجلس أخبرني أحمد بن إسحاق أخبرنا الفتح بن عبد السلام أخبرنا
محمد ابن علي ومحمد بن أحمد ومحمد بن عمر القاضي قالوا أخبرنا أبو جعفر بن
المسلمة أخبرنا عبيد الله بن عبدالرحمن أخبرنا جعفر بن محمد الفريابي حدثنا
قتيبة بن سعيد حدثنا ابن لهيعة عن أبي يونس
624 عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ويل للعرب
من شر قد اقترب فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا
يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل المتمسك منهم على دينه كالقابض على خبط
الشوك أو جمر الغضى أبو يونس هذا اسمه سليم بن جبير من موالي أبي هريرة
صدوق وهذا أعلى شيء يقع لنا من حديث أبي هريرة أخبرنا أحمد بن سلام والخضر
بن حمويه إجازة عن أبي الفرج بن كليب أخبرنا ابن بيان أخبرنا محمد بن مخلد
أخبرنا إسماعيل الصفار حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا عمار بن محمد عن الصلت بن
قويد الحنفي سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا
تقوم الساعة حتى لا تنطح ذات قرن جماء الصلت هذا كناه النسائي أبا الأحمر
وقال لا أدري كيف هو ثم ذكر له هذا الحديث وقال قاله أحمد بن علي يعني
المروزي حدثنا عبد الله بن عون الخراز عن عمار
625 قلت ويروي عنه علي بن ثابت الجزري وقال بعضهم الصلت عن أبي الأحمر عن
أبي هريرة قال يحيى بن معين الصلت بن قويد يحدث عن أبي هريرة حدثني عنه
عمار بن محمد وعلي بن ثابت الجزري ابن المبارك عن وهيب بن الورد عن سلم بن
بشير أن أبا هريرة بكى في مرضه فقيل ما يبكيك قال ما أبكي على دنياكم هذه
ولكن على بعد سفري وقلة زادي وإني أمسيت في صعود ومهبطة على جنة أو نار فلا
أدري أيهما يؤخذ بي مالك عن المقبري قال دخل مروان على أبي هريرة في شكواه
فقال شفاك الله يا أبا هريرة فقال اللهم إني أحب لقاءك فأحب لقائي قال فما
بلغ مروان أصحاب القطا حتى مات الواقدي حدثنا ثابت بن قيس عن ثابت بن مسحل
قال كتب
626 الوليد إلى معاوية بموت أبي هريرة فكتب إليه انظر من ترك فأعطهم عشرة
ألاف درهم وأحسن جوارهم فإنه كان ممن نصر عثمان وكان معه في الدار قال عمير
بن هانىء العنسي قال أبو هريرة اللهم لا تدركني سنة ستين فتوفي فيها أو
قبلها بسنة قال الواقدي كان ينزل ذا الحليفة وله بالمدينة دار تصدق بها على
مواليه ومات سنة تسع وخمسين وله ثمان وسبعون سنة وهو صلى على عائشة في
رمضان سنة ثمان وخمسين قال وهو صلى على أم سلمة في شوال سنة تسع وخمسين قلت
الصحيح خلاف هذا وروى سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة أن عائشة وأبا هريرة
ماتا سنة سبع وخمسين قبل معاوية بسنتين تابعه يحيى بن بكير وابن المديني
وخليفة والمدائني والفلاس
627 وقال أبو معشر وضمرة وعبد الرحمن بن مغراء والهيثم وغيرهم سنة ثمان
وخمسين وقال ابن إسحاق وأبو عمر الضرير وأبو عبيد ومحمد بن عبد الله ابن
نمير سنة تسع كالواقدي وقيل صلى على أبي هريرة الأمير الوليد بن عتبة بعد
العصر وشيعه ابن عمر وأبو سعيد ودفن بالبقيع وقد ذكرته في طبقات القراء
وأنه قرأ على أبي بن كعب أخذ عنه الأعرج وأبو جعفر وطائفة وذكرته في تذكرة
الحفاظ فهو رأس في القرآن وفي السنة وفي الفقه قال أبو القاسم النحاس سمعت
أبا بكر بن أبي داود يقول رأيت في النوم وأنا بسجستان أصنف حديث أبي هريرة
أبا هريرة كث اللحية أسمر عليه ثياب غلاظ فقلت له إني أحبك فقال أنا أول
صاحب حديث كان في الدنيا في الكنى لأبي أحمد أبو بكير إبراهيم عن رجل أن
أبا هريرة رضي الله عنه كان إذا استثقل رجلا قال اللهم اغفر له وأرحنا
628 منه حدث بهذا بشر بن المفضل عن محمد صاحب الساج عن أبي بكير قال ابن
سيرين تمخط أبو هريرة وعليه ثوب كتان فقال بخ بخ أبو هريرة يتمخط في الكتان
لقد رأيتني أخر فيما بين منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجرة عائشة
يجيء الرجل يظن بي جنونا شعبة عن محمد بن زياد رأيت على أبي هريرة كساء خز
قال أبو هريرة نشأت يتيما وهاجرت مسكينا قيس بن الربيع عن أبي حصين عن خباب
بن عروة رأيت أبا هريرة وعليه عمامة سوداء وفي سنن النسائي أن أبا هريرة
دعا لنفسه اللهم إني أسألك علما لا ينسى فقال النبي صلى الله عليه وسلم
آمين قال الداني عرض أبو هريرة القرآن على أبي بن كعب قرأ عليه الأعرج قال
سليمان بن مسلم بن جماز سمعت أبا جعفر يحكي لنا قراءة
629 أبي هريرة في ^ إذا الشمس كورت ^ يحزنها شبه الرثاء معمر عن أيوب عن
محمد أن أبا هريرة قال لابنته لا تلبسي الذهب فإني أخشى عليك اللهب هذا
صحيح عن أبي هريرة وكأنه كان يذهب إلى تحريم الذهب على النساء أيضا أو أن
المرأة إذا كانت تختال في لبس الذهب وتفخر فإنه يحرم كما فيمن جر ثوبه
خيلاء معاذ بن محمد بن معاذ بن أبي عن أبيه عن جده عن أبي بن كعب قال كان
أبو هريرة جريئا على النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن أشياء لا نسأله
عنها وعن ابن عمر قال يا أبا هريرة كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه
وسلم وأعلمنا بحديثه قال ابن حزم في كتاب الإحكام في أصول الأحكام
المتوسطون فيما روي عنهم من الفتاوي عثمان أبو هريرة عبد الله بن عمرو بن
العاص أم سلمة أني أبو سعيد أبو موسى عبد الله بن الزبير سعد بن أبي وقاص
سلمان جابر معاذ أبو بكر الصديق فهم ثلاثة عشر فقط يمكن أن يجمع من فتيا كل
امرىء منهم جزء صغير
630 ويضاف إليهم الزبير طلحة عبد الرحمن عمران بن حصين أبو بكر الثقفي
عبادة بن الصامت معاوية ثم باقي الصحابة مقلون في الفتيا لا يروى عن الواحد
إلا المسأله والمسألتان ثم سرد ابن حزم عدة من الصحابة منهم أبو عبيدة
وأبو الدرداء وأبو ذر وجرير وحسان مزود أبي هريرة حماد بن زيد حدثنا
المهاجر مولى آل أبي بكرة عن أبي العالية عن أبي هريرة قال أتيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم بتمرات فقلت ادع لي فيهن يا رسول الله بالبركة فقبضهن
ثم دعا فيهن بالبركة ثم قال خذهن فاجعلهن في مزود فإذا أردت أن تأخذ منهن
فأدخل يدك فخذ ولا تنثرهن نثرا فقال فحملت من ذلك التمر كذا وكذا وسقا في
سبيل الله وكنا نأكل نطعم وكان المزود معلقا بحقوي لا يفارق حقوي فلما قتل
عثمان انقطع قال الترمذي حسن غريب أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن أخبرنا أبو
محمد بن قدامة أخبرنا أبو الفضل الطوسي وشهدة وتجني الوهبانية قالوا
أخبرنا طراد
631 الزينبي أخبرنا هلال الحفار حدثنا ابن عياش حدثنا حفص بن عمرو حدثنا
سهل بن زياد أبو زياد حدثنا أيوب السختياني عن محمد عن أبي هريرة قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فأصابهم عوز من الطعام فقال يا أبا
هريرة عندك شيء قلت شيء من تمر في مزود لي قال جىء به فجئت بالمزود فقال
هات نطعا فجئت بالنطع فبسطه فأدخل يده فقبض على التمر فإذا هو إحدى وعشرون
تمرة قال ثم قال بسم الله فجعل يصنع كل تمرة ويسمي حتى أتى على التمر فقال
به هكذا فجمعه فقال ادعوا فلانا وأصحابه فأكلوا حتى شبعوا وخرجوا ثم قال
ادعوا فلانا وأصحابه فأكلوا وشبعوا وخرجوا ثم قال ادعوا فلانا وأصحابه
فأكلوا وشبعوا وخرجوا وفضل تمر فقال لي اقعد فقعدت فأكلت وفضل تمر فأخذه
فأدخله في المزود فقال يا أبا هريرة إذا أردت شيئا فأدخل يدك فخذ ولا تكفأ
فيكفأ عليك قال فما كنت أريد تمرا إلا أدخلت يدي فأخذت منه خمسين وسقا في
سبيل الله عز وجل فكان معلقا خلف رحلي فوقع في زمان عثمان بن عفان فذهب
632 هذا حديث غريب تفرد به سهل وهو صالح إن شاء الله وهو في أمالي ابن
شمعون عن أحمد بن محمد بن سلم عن حفص الربالي مسنده خمسة آلاف وثلاث مئة
وأربعة وسبعون حديثا المتفق في البخاري ومسلم منها ثلاث مئة وستة وعشرون
وانفرد البخاري بثلاثة وتسعين حديثا ومسلم بثمانية وتسعين حديثا
__________________
عبدالرحمن بن عمر الفقيه الغامدي
مكة
وهذه ترجمته رضي الله عنه من سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي
126 أبو هريرة (رضي الله عنه ) الإمام الفقيه المجتهد الحافظ صاحب رسول
الله صلى الله عليه وسلم أبو هريرة الدوسي اليماني سيد الحفاظ الأثبات
اختلف في اسمه على أقوال جمة أرجحها عبد الرحمن بن صخر وقيل ابن غنم وقيل
كان اسمه عبد شمس وعبد الله وقيل سكين وقيل عامر وقيل برير وقيل عبد بن غنم
وقيل عمرو وقيل سعيد وكذا في اسم أبيه أقوال قال هشام بن الكلبي هو عمير
بن عامر بن ذي الشرى ين طريف بن عيان بن أبي صعب بن هنية بن سعد بن ثعلبة
بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن
الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الإزد وهذا بعينه قاله خليفة
بن خياط في نسبه لكنه قال عتاب في عيان وقال منبه في هنية
579 ويقال كان في الجاهلية اسمه عبد شمس أبو الأسود فسماه رسول الله صلى
الله عليه وسلم عبد الله وكناه أبا هريرة والمشهور عنه أنه كني بأولاد هرة
برية قال وجدتها فأخذتها في كمي فكنيت بذلك قال الطبراني وأمه رضي الله
عنها هي ميمونة بنت صبيح
حمل عن النبي صلى الله عليه وسلم علما كثيرا طيبا مباركا فيه لم يلحق في
كثرته وعن أبي وأبي بكر وعمر وأسامة وعائشة والفضل وبصرة بن أبي بصرة وكعب
الحبر حدث عنه خلق كثير من الصحابة والتابعين فقيل بلغ عدد أصحابه ثمان مئة
فاقتصر صاحب التهذيب فذكر من له رواية عنه في كتب الأئمة الستة
وهم..............................
قال البخاري روى عنه ثمان مئة أو أكثر وقال غيره كان مقدمه وإسلامه في أول سنة سبع عام خيبر
وقال الواقدي كان ينزل ذا الحليفة وله بها دار فتصدق بها على مواليه
فباعوها من عمرو بن مربع وقال بلد الرحمن بن لبينة رأيت أبا هريرة رجلا آدم
بعيد ما بين المنكبين أفرق الثنيتين ذا ضفيرتين وقال ابن سيرين كان أبو
هريرة أبيض لينا لحيته حمراء وقد حدث بدمشق فروى محمد بن كثير عن الأوزاعي
عن إسماعيل بن عبيد الله عن كريمة بنت الحسحاس قالت سمعت أبا هريرة في بيت
أم الدرداء يقول ثلاث هن كفر النياحة وشق الجيب والطعن في النسب
587 ومحمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عبد شمس قواه ابن خزيمة وقال
هذه دلالة أن اسمه كان عبد شمس وهو أحسن إسنادا من حديث سفيان بن حسين عن
الزهري إلا أن يكون له اسمان قبل عمر بن علي حدثنا سفيان بن حسين عن الزهري
عن المحرر قال كان اسم أبي عبد عمرو بن عبد غنم وقال الذهلي هذا أوقع
الروايات عندي على القلب واعتمده النسائي أبو إسماعيل المؤدب عن الأعمش عن
أبي صالح عن أبي هريرة واسمه عبد الرحمن بن صخر أبو معشر نجيح عن محمد بن
قيس قال كان أبو هريرة يقول لا تكنوني أبا هريرة كناني رسول الله صلى الله
عليه وسلم أبا هر فقال ثكلتك أمك أبا هر والذكر خير من الأنثى وعن كثير بن
زيد عن الوليد بن رباح أن أبا هريرة كان يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم
يدعوني أبا هر روح بن عبادة حدثنا أسامة بن زيد عن عبد الله بن رافع قلت
لأبي
588 هريرة لم كنوك أبا هريرة قال أما تفرق مني قلت بلى إني لأهابك قال كنت
أرعى غنما لأهلي فكانت لي هريرة ألعب بها فكنوني بها وقال عبد الله بن
عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن لبينة الطائفي أنه وصف لي أبا هريرة فقال
كان رجلا آدم بعيد المنكبين أفرق الثنيتين ذا ضفيرتين وقال قرة بن خالد قلت
لابن سيرين أكان أبو هريرة مخشوشنا قال بل كان لينا وكان أبيض لحيته حمراء
يخضب
وروى أبو العالية عن أبي هريرة قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ممن أنت
قلت من دوس قال ما كنت أرى أن في دوس أحدا فيه خير وقال أبو هريرة شهدت
خيبر هذه رواية ابن المسيب وروى عنه قيس بن أبي حازم جئت يوم خيبر بعد ما
فرغوا من القتال
589 الدراوردي حدثنا خثيم بن عراك عن أبيه عن أبي هريرة قال خرج النبي صلى
الله عليه وسلم إلى خيبر وقدمت المدينة مهاجرا فصليت الصبح خلف سباع بن
عرفطة كان استخلفه فقرأ في السجدة الأولى بسورة مريم وفي الأخرة ^ ويل
للمطففين ^ فقلت ويل لأبي قل رجل كان بأرض الأزد إلا وكان له مكيالان مكيال
لنفسه وآخر يبخس به الناس وقال ابن أبي خالد حدثنا قيس قال لنا أبو هريرة
صحبت رسول الله ثلاث سنين وأما حميد بن عبد الرحمن الحميري فقال صحب أربع
سنين
590 وهذا أصح فمن فتوح خيبر إلى الوفاة أربعة أعوام وليال
وقد جاع أبو هريرة واحتاج ولزم المسجد ولما هاجر كان معه مملوك له فهرب منه
قال ابن سيرين قال أبو هريرة لقد رأيتني أصرع بين القبر والمنبر من الجوع
حتى يقولوا مجنون
هشام عن محمد قال كنا عند أبي هريرة فتمخط فمسح بردائه وقال الحمد لله الذي
تمخط أبو هريرة في الكتان لقد رأيتني وإني لأخر فيما بين منزل عائشة
والمنبر مغشيا علي من الجوع فيمر الرجل فيجلس على صدري فأرفع رأسي فأقول
ليس الذي ترى إنما هو الجوع
591 قلت كان يظنه من يراه مصروعا فيجلس فوقه ليرقيه أو نحو ذلك عطاء بن
السائب عن عامر عن أبي هريرة قال كنت في الصفة فبعث إلينا رسول الله بتمر
عجوة فكنا نقرن التمرتين من الجوع وكان أحدنا إذا قرن يقول لصاحبه قد قرنت
فاقرنوا عمر بن ذر حدثنا مجاهد عن أبي هريرة قال والله إن كنت لأعتمد على
الأرض من الجوع وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ولقد قعدت على طريقهم
فمر بي أبو بكر فسألته عن آية في كتاب الله ما أسأله إلا ليستتبعني فمر
ولم يفعل فمر عمر فكذلك حتى مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف ما في
وجهي من الجوع فقال أبو هريرة قلت لبيك يا رسول الله فدخلت معه البيت فوجد
لبنا في قدح فقال من أين لكم هذا قيل أرسل به إليك فلان فقال يا أبا هريرة
انطلق إلى أهل الصفة فادعهم وكان أهل الصفة أضياف الإسلام لا أهل ولا مال
إذا أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة أرسل بها إليهم ولم يصب منها
شيئا وإذا جاءته هدية أصاب منها وأشركهم فيها
592 فساءني إرساله إياي فقلت كنت أرجو أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها
وما هذا اللبن في أهل الصفة ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله بد فأتيتهم
فأقبلوا مجيبين فلما جلسوا قال خذ يا أبا هريرة فأعطهم فجعلت أعطي الرجل
فيشرب حتى يروى حتى أتيت على جميعهم وناولته رسول الله صلى الله عليه وسلم
فرفع رأسه إلي متبسما وقال بقيت أنا وأنت قلت صدقت يا رسول الله قال فاشرب
فشربت فقال اشرب فشربت فما زال يقول اشرب فأشرب حتى قلت والذي بعثك بالحق
ما أجد له مساغا فأخذ فشرب من الفضلة القعنبي حدثنا محمد بن هلال عن أبيه
عن أبي هريرة قال خرجت يوما من بيتى إلى المسجد فوجدت نفرا فقالوا ما أخرجك
قلت الجوع فقالوا ونحن والله ما أخرجنا إلا الجوع فقمنا فدخلنا على رسول
الله فقال ما جاء بكم هذه الساعة فأخبرناه فدعا بطبق فيه تمر فأعطى كل رجل
منا تمرتين فقال كلوا هاتين التمرتين واشربوا عليهما من الماء فإنهما
ستجزيانكم يومكم هذا فأكلت تمرة وخبأت الأخرى فقال يا أبا هريرة لم رفعتها
593 قلت لأمي قال كلها فسنعطيك لها تمرتين عكرمة بن عمار حدثنا أبو كثير
السحيمي واسمه يزيد بن عبد الرحمن حدثني أبو هريرة قال والله ما خلق الله
مؤمنا يسمع بي إلا أحبني قلت وما علمك بذلك قال إن أمي كانت مشركة وكنت
أدعوها إلى الإسلام وكانت تأبى علي فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى
الله عليه وسلم ما أكره فأتيت رسول الله وأنا أبكي فأخبرته وسألته أن يدعو
لها فقال اللهم اهد أم أبي هريرة فخرجت أعدوا أبشرها فأتيت فإذا الباب
مجاف وسمعت خضخضة الماء وسمعت حسي فقالت كما أنت ثم فتحت وقد لبست درعها
وعجلت عن خمارها فقالت أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وقال
فرجعت إلى رسول الله أبكي من الفرح كما بكيت من الحزن فأخبرته وقلت ادع
الله أن يحببني وأمي إلى عباده المؤمنين فقال اللهم حبب عبيدك هذا وأمه إلى
عبادك المؤمنين وحببهم إليهما إسناده حسن الجريري عن أبي نضرة عن الطفاوي
قال نزلت على أبي هريرة بالمدينة ستة أشهر فلم أر من أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم رجلا أشد تشميرا ولا
594 أقوم على ضيف من أبي هريرة فدخلت عليه ذات يوم وهو على سريره ومعه كيس
فيه نوى أو حصى أسفل منه سوداء فيسبح ويلقي إليها فإذا فرغ منها ألقى إليها
الكيس فأوعته فيه ثم ناولته فيعيد ذلك وقيل إن النبي صلى الله عليه وسلم
أمر العلاء بن الحضرمي وبعث معه أبا هريرة مؤذنا
وكان حفظ أبي هريرة الخارق من معجزات النبوة
قال محمد بن المثنى الزمن حدثنا أبو بكر الحنفي حدثنا عبد الله بن أبي يحيى
سمعت سعيد بن أبي هند عن أبي هريرة أن رسول الله صلىالله عليه وسلم قال
ألا تسألني من هذه الغنائم التي يسألني أصحابك قلت أسألك أن تعلمني مما
علمك الله فنزع نمرة كانت على ظهري فبسطها بيني وبينه حتى كأني أنظر إلى
النمل يدب عليها فحدثني حتى إذا استوعبت حديثه قال اجمعها فصرها إليك
فأصبحت لا أسقط حرفا مما حدثني
ابن شهاب عن سعيد وأبي سلمة أن أبا هريرة قال إنكم تقولون إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون ما
595 للمهاجرين والأنصار لايحدثون مثله وإن إخواني المهاجرين كان يشغلهم
الصفق بالأسواق وكان إخواني من الأنصار يشغلهم عمل أموالهم وكنت امرأ
مسكينا من مساكين الصفة ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني
فأحضر حين يغيبون وأعي حين ينسون وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في
حديث يحدثه يوما إنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي جميع مقالتي ثم يجمع إليه
ثوبه إلا وعى ما أقول فبسطت نمرة علي حتى إذا قضى مقالته جمعتها إلى صدري
فما نسيت من مقالة رسول الله صلىالله عليه وسلم تلك من شيء الزهري أيضا عن
الأعرج عن أبي هريرة قال تزعمون أني أكثر الرواية عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم والله الموعد إني كنت امرأ مسكينا أصحب رسول الله على ملء بطني
وإنه حدثنا يوما وقال من يبسط ثوبه حتى أقضي مقالتي ثم قبضه إليه لم ينس
شيئا سمع مني أبدا ففعلت فوالذي بعثه بالحق ما نسيت شيئا سمعته منه
والحديثان صحيحان محفوظان
596 قرأت على ابن عساكر عن أبي روح أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا أبو مضر
محلم بن إسماعيل أخبرنا الخليل بن أحمد حدثنا السراج حدثنا قتيبة حدثنا عبد
العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي عمرو عن المقبري عن أبي هريرة قلت يا رسول
الله من أسعد الناس بشفاعتك قال لقد ظننت يا أبا هريرة لا يسألني عن هذا
الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث إن أسعد الناس بشفاعتي يوم
القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من نفسه
أبو الأحوص عن زيد العمي عن أبي الصديق عن أبي سعيد الخدري قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أبو هريرة وعاء من العلم ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي
هريرة قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين فأما أحدهما فبثثة
في الناس وأما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم
597 الأعمش عن أبي صالح قال كان أبو هريرة من أحفظ الصحابة
محمد بن راشد عن مكحول قال كان أبو هريرة يقول رب كيس عند أبي هريرة لم
يفتحه يعني من العلم قلت هذا دال على جواز كتمان بعض الأحاديث التي تحرك
فتنة في الأصول أو الفروع أو المدح والذم أما حديث يتعلق بحل أو حرام فلا
يحل كتمانه بوجه فإنه من البينات والهدى وفي صحيح البخاري قول الإمام علي
رضي الله عنه حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون أتحبون أن يكذب الله
ورسوله وكذا لو بث أبو هريرة
598 ذلك الوعاء لأوذي بل لقتل ولكن العالم قد يؤديه اجتهاده إلى أن ينشر
الحديث الفلاني إحياء للسنة فله ما نوى وله أجر وإن غلط في اجتهاده روى عوف
الأعرابي عن سعيد بن أبي الحسن قال لم يكن أحد من أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم أكثر حديثا من أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن
مروان زمن هو على المدينة أراد أن يكتب حديثه كله فأبى وقال ارو كما روينا
فلما أبى عليه تغفله مروان وأقعد له كاتبا ثقفا ودعاه فجعل أبو هريرة يحدثه
ويكتب ذاك الكاتب حتى استفرغ حديثه أجمع ثم قال مروان تعلم أنا قد كتبنا
حديثك أجمع قال وقد فعلت قال نعم قال فاقرؤوه علي فقرؤوه فقال أبو هريرة
أما إنكم قد حفظتم وإن تطعني تمحه قال فمحاه سمعه هوذة بن حليفة منه حماد
بن زيد حدثني عمرو بن عبيد الأنصاري حدثني أبو الزعيزعة كاتب مروان أن
مروان أرسل إلى أبي هريرة فجعل يسأله وأجلسني خلف السرير وأنا أكتب حتى إذا
كان رأس الحول دعا به فأقعده من وراء الحجاب فجعل يسأله عن ذلك الكتاب فما
زاد ولا نقص ولا قدم ولا أخر قلت هكذا فليكن الحفظ
599 قال الشافعي أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره الوليد حدثنا سعيد
بن عبد العزيز عن مكحول قال تواعد الناس ليلة إلى قبة من قباب معاوية
فاجتمعوا فيها فقام فيهم أبو هريرة يحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى أصبح كهمس بن الحسن عن عبد الله بن شقيق قال قال أبو هريرة لا أعرف
أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحفظ لحديثه مني سفيان بن
عيينة عن عمرو عن وهب بن منبه عن أخيه همام سمعت أبا هريرة يقول ما أحد من
أصحاب رسول الله أكثر حديثا مني عنه إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه
كان يكتب وكنت لا أكتب
600 الطيالسي حدثنا عمران القطان عن بكر بن عبد الله عن أبي رافع عن أبي
هريرة أنه لقي كعبا فجعل يحدثه ويسأله فقال كعب ما رأيت أحدا لم يقرأ
التوراة أعلم بما فيها من أبي هريرة حماد بن شعيب عن إسماعيل بن أمية عن
محمد بن قيس بن مخرمة أن رجلا جاء إلى زيد بن ثابت فسأله عن شيء فقال عليك
بأبي هريرة فإنه بينا أنا وهو وفلان في المسجد ندعو خرج علينا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فجلس وقال عودوا إلى ما كنتم قال زيد فدعوت أنا وصاحبي
ورسول الله يؤمن ثم دعا أبو هريرة فقال اللهم إني أسألك مثل ما سألاك
وأسألك علما لا ينسى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم آمين فقلنا ونحن
نسأل الله علما لا ينسى فقال سبقكما بها الدوسي أخرجه الحاكم في مستدركه
لكن حماد ضعيف سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله عن السائب بن
يزيد سمع عمر يقول لأبي هريرة لتتركن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم
601 أو لألحقنك بأرض دوس وقال لكعب لتتركن الحديث أو لألحقنك بأرض القردة
يحيى بن أيوب عن ابن عجلان أن أبا هريرة كان يقول إني لأحدث أحاديث لو
تكلمت بها في زمن عمر لشج رأسي قلت هكذا هو كان عمر رضي الله عنه يقول
أقلوا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وزجر غير واحد من الصحابة عن
بث الحديث وهذا مذهب لعمر ولغيره فبالله عليك إذا كان الإكثار من الحديث
في دولة عمر كانوا يمنعون منه مع صدقهم وعدالتهم وعدم الأسانيد بل هو غض لم
يشب فما
602 ظنك بالأكثار من رواية الغرائب والمناكير في زماننا مع طول الأسانيد
وكثرة الوهم والغلط فبالحري أن نزجر القوم عنه فيا ليتهم يقتصرون على رواية
الغريب والضعيف بل يروون والله الموضوعات والأباطيل والمستحيل في الأصول
والفروع والملاحم والزهد نسأل الله العافية فمن روى ذلك مع علمه ببطلانه
وغر المؤمنين فهذا ظالم لنفسه جان على السنن والآثار يستتاب من ذلك فإن
أناب وأقصر وإلا فهو فاسق كفى به إثما أن يحدث بكل ما سمع وإن هو لم يعلم
فليتورع وليستعن بمن يعينه على تنقية مروياته نسأل الله العافية فلقد عم
البلاء وشملت الغفلة ودخل الداخل على المحدثين الذين يركن إليهم المسلمون
فلا عتبى على الفقهاء وأهل الكلام قال محمد بن يحيى الذهلي حدثنا محمد بن
عيسى أخبرنا يزيد بن يوسف عن صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن أبي سلمة عن
أبي هريرة قال ما كنا نستطيع أن نقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
قبض عمر
603 رضي الله عنه كنا نخاف السياط خالد بن عبد الله حدثنا يحيى بن عبيد
الله عن أبيه عن أبي هريرة قال بلغ عمر حديثي فأرسل إلي فقال كنت معنا يوم
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت فلان قلت نعم وقد علمت لأي شيء
سألتني قال ولم سألتك قلت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يومئذ من
كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار قال أما لا فاذهب فحدث يحيى ضعيف
عبد الواحد بن زياد وغيره حدثنا عاصم بن كليب حدثنا أبي سمع أبا هريرة وكان
يبتدىء حديثه بأن يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كذب علي
متعمدا فليتبوأ مقعده من النار مغيرة عن الشعبي قال حدث أبو هريرة فرد عليه
سعد حديثا فوقع بينهما كلام حتى أرتجت الأبواب بينهما هشيم عن يعلى بن
عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن ابن عمر أنه قال يا أبا هريرة كنت ألزمنا
لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلمنا
604 بحديثه وعن نافع كنت مع ابن عمر في جنازة أبي هريرة فبقي يكثر الترحم
عليه ويقول كان ممن يحفظ حديث رسول الله على المسلمين في إسنادها الواقدي
محمد بن كناسة الأسدي عن إسحاق بن سعيد عن أبيه قال دخل أبو هريرة على
عائشة فقالت له أكثرت يا أبا هريرة عن رسول الله قال إي والله يا أماه ما
كانت تشغلني عنه المرآة ولا المكحلة ولا الدهن قالت لعله ورواه بشر بن
الوليد عن إسحاق وفيه ولكني أرى ذلك شغلك
605 عما استكثرت من حديثي قاتل لعله ولما أرادوا أن يدفنوا الحسن في الحجرة
النبوية وقع خصام قال محمد بن سعد أخبرنا محمد بن عمر حدثنا كثير بن زيد
عن الوليد بن رباح سمعت أبا هريرة يقول لمروان والله ما أنت وال وإن الوالي
لغيرك فدعه يعني حين أرادوا دفن الحسن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولكنك تدخل فيما لا يعنيك إنما تريد بها إرضاء من هو غائب عنك يعني معاوية
فأقبل عليه مروان مغضبا وقال يا أبا هريرة إن الناس قد قالوا أكثر الحديث
عن رسول الله وإنما قدم قبل وفاته بيسير فقال قدمت والله ورسول الله صلى
الله عليه وسلم بخيبر وأنا يومئذ قد زدت على الثلاثين سنة سنوات وأقمت معه
حتى توفي أدور معه في بيوت نسائه وأخدمه وأغزو وأحج معه وأصلي خلفه فكنت
والله أعلم الناس بحديثه ابن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن أبي أنس مالك بن
أبي عامر قال جاء رجل إلى طلحة بن عبيد الله فقال يا أبا محمد أرأيت
هذااليماني يعني أبا هريرة أهو أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
منكم نسمع منه أشياء لا نسمعها منكم أم هو يقول على رسول الله ما لم يقل
606 قال أما أن يكون سمع ما لم نسمع فلا أشك سأحدثك عن ذلك إنا كنا أهل
بيوتات وغنم وعمل كنا نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار وكان
مسكينا ضيفا على باب رسول الله يده مع يده فلا نشك أنه سمع ما لم نسمع ولا
تجد أحدا فيه خير يقول على رسول الله ما لم يقل شعبة عن أشعث بن سليم عن
أبيه قال أتيت المدينة فإذا أبو أيوب يحدث عن أبي هريرة عن النبى الله عليه
وسلم فقلت وأنت صاحب رسول الله قال إنه قد سمع وأن أحدث عنه عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أحب إلي من أن أحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم بكير
بن الأشج عن بسر بن سعيد قال اتقوا الله وتحفظوا من الحديث فوالله لقد
رأيتنا نجالس أبا هريرة فيحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحدثنا عن
كعب ثم يقوم فأسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسول الله عن كعب ويجعل حديث
كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن سعد حدثنا محمد بن عمر حدثنا عبد
الحميد بن جعفر عن أبيه عن زياد بن مينا قال كان ابن عباس وابن عمر وأبو
سعيد
607 وأبو هريرة وجابر مع أشباه لهم يفتون بالمدينة ويحدثون عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم من لدن توفي عثمان إلى أن توفوا قال وهؤلاء الخمسة
إليهم صارت الفتوى الشافعي أخبرنا مالك عن يحيى بن سعيد عن بكير بن الأشج
عن معاوية بن أبي عياش الأنصاري أنه كان جالسا مع ابن الزبير فجاء محمد بن
إياس بن البكير فسأل عن رجل طلق ثلاثا قبل الدخول فبعثه إلى أبي هريرة وابن
عباس وكانا عند عائشة فذهب فسألهما فقال ابن عباس لأبي هريرة أفته يا أبا
هريرة فقد جاءتك معضلة فقال الواحدة تبينها والثلاث تحرمها وقال ابن عباس
مثله وقد كان أبو هريرة يجلس إلى حجرة عائشة فيحدث ثم يقول يا صاحبة الحجرة
أتنكرين مما أقول شيئا فلما قضت صلاتها لم تنكر ما رواه لكن قالت لم يكن
رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد الحديث سردكم
608 وكذلك قيل لابن عمر هل تنكر مما يحدث به أبو هريرة شيئا فقال لا ولكنه
اجترأ وجبنا فقال أبو هريرة فما ذنبي إن كنت حفظت ونسوا قال يزيد بن هارون
سمعت شعبة يقول كان أبو هريرة يدلس قلت تدليس الصحابة كثير ولا عيب فيه فإن
تدليسهم عن صاحب أكبر منهم والصحابة كلهم عدول شريك عن مغيرة عن إبراهيم
قال كان أصحابنا يدعون من حديث أبي هريرة وروى حسين بن عياش عن الأعمش عن
إبراهيم نحوه
609 الثوري عن منصور عن إبراهيم قال ما كانوا يأخذون من حديث أبي هريرة إلا
ما كان حديث جنة أو نار قلت هذا لا شيء بل احتج المسلمون قديما وحديثا
بحديثه لحفظه وجلالته وإتقانه وفقهه وناهيك أن مثل ابن عباس يتأدب معه
ويقول أفت يا أبا هريرة وأصح الأحاديث ما جاء عن الزهري عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة وما جاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة وما جاء عن ابن
عون وأيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة وأين مثل أبي هريرة في حفظه وسعة
علمه حماد بن زيد عن عباس الجريري سمعت أبا عثمان النهدي قال تضيفت أبا
هريرة سبعا فكان هو وامرأته وخادمه يعتقبون الليل أثلاثا يصلي هذا ثم يوقظ
هذا ويصلي هذا ثم يوقظ هذا قلت يا أبا هريرة كيف تصوم قال أصوم من أول
الشهر ثلاثا ابن سعد حدثنا يحيى بن عباد حدثنا حماد بن سلمة عن هشام
610 ابن سعيد بن زيد الأنصاري عن شرحبيل أن أبا هريرة كان يصوم الأثنين
والخميس عبد العزيز بن المختار عن خالد عن عكرمة أن أبا هريرة كان يسبح كل
يوم اثني عشر ألف تسبيحة يقول أسبح بقدر ديتي ورواه عبد الوارث عن خالد
أخبرنا أحمد بن هبة الله عن المؤيد الطوسي أخبرنا هبة الله السندي أخبرنا
سعيد بن محمد أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا أبو إسحاق الهاشمي أخبرنا أبو
مصعب الزهري حدثنا مالك عن محمد ابن عمرو بن حلحلة عن حميد بن مالك بن خثيم
قال كنت جالسا عند أبي هريرة في أرضه بالعقيق فأتاه قوم فنزلوا عنده قال
حميد فقال اذهب إلى أمي فقل إن ابنك يقرئك السلام ويقول أطعمينا شيئا قال
فوضعت ثلاثة أقراص في الصحفة وشيئا من زيت وملح ووضعتها على رأسي فحملتها
إليهم فلما وضعته بين أيديهم كبر أبو هريرة وقال الحمد لله الذي أشبعنا من
الخبز بعد أن لم يكن طعامنا إلا الأسودين التمر والماء فلم يصب القوم من
الطعام شيئا فلما انصرفوا قال يا ابن أخي أحسن إلى غنمك وامسح عنها الرعام
وأطب مراحها وصل في ناحيتها فإنها من دواب الجنة والذي نفسي بيده يوشك أن
يأتي على
611 الناس زمان تكون الثلة من الغنم أحب إلى صاحبها من دار مروان أخرجه
البخاري في كتاب الأدب عن ابن أبي أويس عن مالك ووثق النسائي حميدا هشيم عن
يعلى بن عطاء عن ميمون بن ميسرة قال كانت لأبي هريرة صيحتان في كل يوم أول
النهار وآخره يقول ذهب الليل وجاء النهار وعرض آل فرعون على النار فلا
يسمعه أحد إلا استعاذ بالله من النار جعفر بن برقان حدثنا الوليد بن زوران
حدثني عبد الوهاب المدني قال بلغني أن رجلا دخل على معاوية فقال مررت
بالمدينة فإذا أبو هريرة جالس في المسجد حوله حلقة يحدثهم فقال حدثني خليلي
أبو القاسم صلى الله عليه وسلم ثم استعبر فبكى ثم عاد فقال حدثني خليلي
صلى الله عليه وسلم نبي الله أبو القاسم ثم استعبر فبكى ثم قام ابن لهيعة
عن أبي يونس عن أبي هريرة أنه صلى بالناس يوما فلما سلم رفع صوته فقال
الحمد لله الذي جعل الدين قواما وجعل أبا هريرة إماما بعد ان كان أجيرا
لابنة غزوان على شبع بطنه وحمولة رجله
612 ابن علية عن الجريري عن مضارب بن حزن قال بينا أنا أسير تحت الليل إذا
رجل يكبر فألحقه بعيرى فقلت من هذا قال أبو هريرة قلت ما هذا التكبير قال
شكر قلت على مه قال كنت أجيرا لبسرة بنت غزوان بعقبة رجلي وطعام بطني
وكانوا إذا ركبوا سقت بهم وإذا نزلوا خدمتهم فزوجنيها الله فهي امرأتي معمر
عن أيوب عن محمد أن عمر استعمل أبا هريرة على البحرين فقدم بعشرة ألاف
فقال له عمر استأثرت بهذه الأموال يا عدو الله وعدو كتابه فقال أبو هريرة
فقلت لست بعدو الله وعدو كتابه ولكني عدو من عاداهما قال فمن أين هي لك قلت
خيل نتجت وغلة رقيق لي وأعطية تتابعت فنظروا فوجدوه كما قال فلما كان بعد
ذلك دعاه عمر ليوليه فأبى فقال تكره العمل وقد طلب العمل من كان خيرا منك
يوسف عليه السلام فقال يوسف نبي ابن نبي ابن نبي وأنا أبو هريرة بن أميمة
وأخشى ثلاثا واثنتين قال فهلا قلت خمسا قال أخشى أن أقول بغير علم وأقضي
بغير حلم وأن يضرب ظهري وينتزع مالي ويشتم عرضي
613 رواه سعد بن الصلت عن يحيى بن العلاء عن أيوب متصلا بأبي هريرة أخبرني
إبراهيم بن يوسف أخبرنا ابن رواحة أخبرنا السلفي أخبرنا ابن البسري أخبرنا
عبد الله بن يحيى أخبرنا إسماعيل الصفار حدثنا الرمادي حدثنا عبد الرزاق
أخبرنا معمر عن محمد بن زياد قال كان معاوية يبعث أبا هريرة على المدينة
فإذا غضب عليه بعث مروان وعزله قال فلم يلبث أن نزع مروان وبعث أبا هريرة
فقال لغلام أسود قف على الباب فلا تمنع إلا مروان ففعل الغلام ودخل الناس
ومنع مروان ثم جاء نوبة فدخل وقال حجبنا عنك فقال إن أحق من لا أنكر هذا
لأنت
614 رواه الحافظ أبو القاسم في تاريخه عن السلفي إجازة قلت كان أبو هريرة
طيب الأخلاق ربما ناب في المدينة عن مروان أيضا حماد بن سلمة عن ثابت عن
أبي رافع قال كان مروان ربما استخلف أبا هريرة على المدينة فيركب حمارا
ببرذعة وفي رأسه خلبة من ليف فيسير فيلقى الرجل فيقول الطريق قد جاء الأمير
وربما أتى الصبيان وهم يلعبون بالليل لعبة الأعراب فلا يشعرون حتى يلقي
نفسه بينهم ويضرب برجليه فيفزع الصبيان فيفرون وربما دعاني إلى عشائه فيقول
دع العراق للأمير فأنظر فإذا هو ثريدة بزيت عمرو بن الحارث عن يزيد بن
زياد القرظي حدثني ثعلبة بن أبي مالك القرظي قال أقبل أبو هريرة في السوق
يحمل حزمة حطب وهو يومئذ خليفة لمروان فقال أوسع الطريق للأمير
615 يحيى بن سعيد عن ابن المسيب قال كان أبو هريرة إذا أعطاه معاوية سكت
فإذا أمسك عنه تكلم هشام بن عروة عن رجل عن أبي هريرة قال درهم يكون من هذا
وكأنه يمسح العرق عن جبينه أتصدق به أحب إلي من مئة ألف ومئة ألف ومئة ألف
من مال فلان وقال حزم القطعي سمعت الحسن يقول كان أبو هريرة إذا مرت به
جنازة قال اغدوا فإنا رائحون وروحوا فإنا غادون يونس عن ابن شهاب عن ابن
المسيب عن أبي هريرة فذكر حديث بسط ثوبه قال فما نسيت بعد ذلك اليوم شيئا
حدثت به أبو هلال عن الحسن قال أبو هريرة لو حدثتكم بكل ما في كيسي
لرميتموني بالبعر ثم قال الحسن صدق والله لو حدثهم أن
616 بيت الله يهدم أو يحرق ما صدقوه الفضل بن العلاء حدثنا إسماعيل بن أمية
أخبرني محمد بن قيس ( ابن مخرمة ) أن رجلا أتى زيد بن ثابت فسأله عن شيء
فقال عليك بأبي هريرة فإني بينما أنا وهو وفلان في المسجد خرج علينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم ونحن ندعو ونذكر ربنا فجلس إلينا فسكتنا فقال
عودوا للذي كنتم فيه فدعوت أنا وصاحبي قبل أبي هريرة فجعل رسول الله يؤمن
ثم دعا أبو هريرة فقال اللهم إني أسألك ما سألك صاحباي هذان وأسألك علما لا
ينسى فقال النبي صلى الله عليه وسلم آمين فقلنا يا رسول الله ونحن نسأل
الله علما لا ينسى قال سبقكما الغلام الدوسي تفرد به ( الفضل بن ) العلاء
وهو صدوق هشيم عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن ابن عمر أنه مر
بأبي هريرة وهو يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من تبع جنازة فله
قيراط فقال انظر ما تحدث عن رسول الله فقام أبو هريرة فأخذ بيده إلى عائشة
فقال لها أنشدك بالله هل سمعت رسول الله يقول من تبع جنازة الحديث فقالت
اللهم نعم
617 فقال أبو هريرة لم يكن يشغلني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غرس
الودي ولا صفق في الأسواق وإنما كنت أطلب من رسول الله كلمة يعلمنيها أو
أكلة يطعمنيها فقال ابن عمر كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وأعلمنا بحديثه رواته ثقات ابن أبي الزناد عن أبيه عن محمد بن عمارة بن
عمرو بن حزم أنه قعد في مجلس فيه أبو هريرة وفيه مشيخة من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم بضعة عشر رجلا فجعل أبو هريرة يحدثهم عن النبي صلى الله
عليه وسلم بالحديث فلا يعرفه بعضهم ثم يتراجعون فيه فيعرفه بعضهم ثم
يحدثهم بالحديث فلا يعرفه بعضهم ثم يعرفه حتى فعل ذلك مرارا قال فعرفت
يومئذ أنه أحفظ الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه البخاري في
تاريخه همام بن يحيى حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أن عمر قال لأبي
هريرة كيف وجدت الإمارة قال بعثتنى وأنا كاره ونزعتني وقد
618 أحببتها وأتاه بأربع مئة ألف من البحرين فقال ما جئت به لنفسك قال
عشرين ألفا قال من أين أصبتها قال كنت أتجر قال انظر رأس مالك ورزقك فخذه
واجعل الآخر في بيت المال وكان أبو هريرة يجهر في صلاته ببسم الله الرحمن
الرحيم قال الحافظ أبو سعد السمعاني سمعت أبا المعمر المبارك بن أحمد سمعت
أبا القاسم يوسف بن علي الزنجاني الفقيه سمعت الفقيه أبا إسحاق
الفيروزابادي سمعت القاضي أبا الطيب يقول كنا في مجلس النظر بجامع المنصور
فجاء شاب خراساني فسأل عن مسألة المصراة فطالب بالدليل حتى استدل بحديث أبي
هريرة الوارد فيها
619 فقال وكان حنفيا أبو هريرة غير مقبول الحديث فما استتم كلامه حتى سقط
عليه حية عظيمة من سقف الجامع فوثب الناس من أجلها وهرب الشاب منها وهي
تتبعه فقيل له تب تب فقال تبت فغابت الحية فلم ير لها أثر إسنادها أئمة
وأبو هريرة إليه المنتهى في حفظ ما سمعه من الرسول عليه السلام وأدائه
بحروفه وقد أدى حديث المصراة بألفاظه فوجب علينا العمل به وهو أصل برأسه
وقد ولي أبو هريرة البحرين لعمر وأفتى بها في مسألة المطلقة طلقة ثم
620 يتزوج بها آخر ثم بعد الدخول فارقها فتزوجها الأول هل تبقى عنده على
طلقتين كما هو قول عمر وغيره من الصحابة ومالك والشافعي وأحمد في المشهور
عنه أو تلغى تلك التطليقة وتكون عنده على الثلاث كما هو قول ابن عباس وابن
عمر وأبي حنيفة ورواية عن عمر بناء على أن إصابة الزوج تهدم ما دون الثلاث
كما هدمت إصابته لها الثلاث فالأول مبني على أن إصابة الزوج الثاني إنما هي
غاية التحريم الثابت بالطلاق الثلاث فهو الذي يرتفع والمطلقة دون الثلاث
لم تحرم فلا ترفع الإصابة منها شيئا وبهذا أفتى أبو هريرة فقال له عمر لو
أفتيت بغيره لأوجعتك ضربا وكذلك أفتى أبو هريرة في دقاق المسائل مع مثل ابن
عباس وقد عمل الصحابة فمن بعدهم بحديث أبي هريرة في مسائل كثيرة تخالف
القياس كما عملوا كلهم بحديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تنكح
المرأة على عمتها ولا خالتها وعمل أبو حنيفة والشافعي وغيرهما بحديثه أن
من أكل ناسيا فليتم صومه مع أن القياس عند أبي حنيفة أنه يفطر فترك القياس
لخبر أبي هريرة
621 وهذا مالك عمل بحديث أبي هريرة في غسل الإناء سبعا من ولوغ الكلب مع أن
القياس عنده أنه لا يغسل لطهارته عنده بل قد ترك أبو حنيفة القياس لما هو
دون حديث أبي هريرة في مسألة القهقهة لذاك الخبر المرسل وقد كان أبو هريرة
وثيق الحفظ ما علمنا أنه أخطأ في حديث بقي بن مخلد حدثنا أبو كامل حدثنا
عبد الوارث سمعت محمد ابن المنكدر يحدث عن أبي هريرة قال إذا كان أحدكم
جالسا في الشمس فقلصت عنه فليتحول عن مجلسه
622 بقي حدثنا طالوت بن عباد حدثنا أبو هلال حدثنا ابن سيرين عن أبي هريرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو آمن بي عشرة من أحبار يهود لأمن بي كل
يهودي على الأرض إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن أبي هريرة قال لما قدمت
على النبي صلى الله عليه وسلم قلت في الطريق * يا ليلة من طولها وعنائها *
على أنها من دارة الكفر نجت * قال وأبق لي غلام فلما قدمت وبايعت إذ طلع
الغلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا غلامك يا أبا هريرة قلت هو حر
لوجه الله فأعتقته وروى أيوب عن ابن سيرين ان أبا هريرة قال لبنته لا تلبسي
الذهب فإني أخشى عليك اللهب
623 الزهري عن سالم سمع أبا هريرة يقول سألني قوم محرمون عن محلين أهدوا
لهم صيدا فأمرتهم بأكله ثم لقيت عمر بن الخطاب فأخبرته فقال لو أفتيتهم
بغير هذا لأوجعتك زيد بن الحباب عن عبد الواحد بن موسى أخبرنا نعيم بن
المحرر بن أبي هريرة عن جده أنه كان له خيط فيه ألفا عقدة لا ينام حتى يسبح
به شبابة بن سوار حدثنا عاصم بن محمد عن أبيه رأيت أبا هريرة يخرج يوم
الجمعة فيقبض على رمانتي المنبر قائما ويقول حدثنا أبو القاسم صلى الله
عليه وسلم الصادق المصدوق فلا يزال يحدث حتى يسمع فتح باب المقصورة لخروج
الإمامة فيجلس أخبرني أحمد بن إسحاق أخبرنا الفتح بن عبد السلام أخبرنا
محمد ابن علي ومحمد بن أحمد ومحمد بن عمر القاضي قالوا أخبرنا أبو جعفر بن
المسلمة أخبرنا عبيد الله بن عبدالرحمن أخبرنا جعفر بن محمد الفريابي حدثنا
قتيبة بن سعيد حدثنا ابن لهيعة عن أبي يونس
624 عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ويل للعرب
من شر قد اقترب فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا
يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل المتمسك منهم على دينه كالقابض على خبط
الشوك أو جمر الغضى أبو يونس هذا اسمه سليم بن جبير من موالي أبي هريرة
صدوق وهذا أعلى شيء يقع لنا من حديث أبي هريرة أخبرنا أحمد بن سلام والخضر
بن حمويه إجازة عن أبي الفرج بن كليب أخبرنا ابن بيان أخبرنا محمد بن مخلد
أخبرنا إسماعيل الصفار حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا عمار بن محمد عن الصلت بن
قويد الحنفي سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا
تقوم الساعة حتى لا تنطح ذات قرن جماء الصلت هذا كناه النسائي أبا الأحمر
وقال لا أدري كيف هو ثم ذكر له هذا الحديث وقال قاله أحمد بن علي يعني
المروزي حدثنا عبد الله بن عون الخراز عن عمار
625 قلت ويروي عنه علي بن ثابت الجزري وقال بعضهم الصلت عن أبي الأحمر عن
أبي هريرة قال يحيى بن معين الصلت بن قويد يحدث عن أبي هريرة حدثني عنه
عمار بن محمد وعلي بن ثابت الجزري ابن المبارك عن وهيب بن الورد عن سلم بن
بشير أن أبا هريرة بكى في مرضه فقيل ما يبكيك قال ما أبكي على دنياكم هذه
ولكن على بعد سفري وقلة زادي وإني أمسيت في صعود ومهبطة على جنة أو نار فلا
أدري أيهما يؤخذ بي مالك عن المقبري قال دخل مروان على أبي هريرة في شكواه
فقال شفاك الله يا أبا هريرة فقال اللهم إني أحب لقاءك فأحب لقائي قال فما
بلغ مروان أصحاب القطا حتى مات الواقدي حدثنا ثابت بن قيس عن ثابت بن مسحل
قال كتب
626 الوليد إلى معاوية بموت أبي هريرة فكتب إليه انظر من ترك فأعطهم عشرة
ألاف درهم وأحسن جوارهم فإنه كان ممن نصر عثمان وكان معه في الدار قال عمير
بن هانىء العنسي قال أبو هريرة اللهم لا تدركني سنة ستين فتوفي فيها أو
قبلها بسنة قال الواقدي كان ينزل ذا الحليفة وله بالمدينة دار تصدق بها على
مواليه ومات سنة تسع وخمسين وله ثمان وسبعون سنة وهو صلى على عائشة في
رمضان سنة ثمان وخمسين قال وهو صلى على أم سلمة في شوال سنة تسع وخمسين قلت
الصحيح خلاف هذا وروى سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة أن عائشة وأبا هريرة
ماتا سنة سبع وخمسين قبل معاوية بسنتين تابعه يحيى بن بكير وابن المديني
وخليفة والمدائني والفلاس
627 وقال أبو معشر وضمرة وعبد الرحمن بن مغراء والهيثم وغيرهم سنة ثمان
وخمسين وقال ابن إسحاق وأبو عمر الضرير وأبو عبيد ومحمد بن عبد الله ابن
نمير سنة تسع كالواقدي وقيل صلى على أبي هريرة الأمير الوليد بن عتبة بعد
العصر وشيعه ابن عمر وأبو سعيد ودفن بالبقيع وقد ذكرته في طبقات القراء
وأنه قرأ على أبي بن كعب أخذ عنه الأعرج وأبو جعفر وطائفة وذكرته في تذكرة
الحفاظ فهو رأس في القرآن وفي السنة وفي الفقه قال أبو القاسم النحاس سمعت
أبا بكر بن أبي داود يقول رأيت في النوم وأنا بسجستان أصنف حديث أبي هريرة
أبا هريرة كث اللحية أسمر عليه ثياب غلاظ فقلت له إني أحبك فقال أنا أول
صاحب حديث كان في الدنيا في الكنى لأبي أحمد أبو بكير إبراهيم عن رجل أن
أبا هريرة رضي الله عنه كان إذا استثقل رجلا قال اللهم اغفر له وأرحنا
628 منه حدث بهذا بشر بن المفضل عن محمد صاحب الساج عن أبي بكير قال ابن
سيرين تمخط أبو هريرة وعليه ثوب كتان فقال بخ بخ أبو هريرة يتمخط في الكتان
لقد رأيتني أخر فيما بين منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجرة عائشة
يجيء الرجل يظن بي جنونا شعبة عن محمد بن زياد رأيت على أبي هريرة كساء خز
قال أبو هريرة نشأت يتيما وهاجرت مسكينا قيس بن الربيع عن أبي حصين عن خباب
بن عروة رأيت أبا هريرة وعليه عمامة سوداء وفي سنن النسائي أن أبا هريرة
دعا لنفسه اللهم إني أسألك علما لا ينسى فقال النبي صلى الله عليه وسلم
آمين قال الداني عرض أبو هريرة القرآن على أبي بن كعب قرأ عليه الأعرج قال
سليمان بن مسلم بن جماز سمعت أبا جعفر يحكي لنا قراءة
629 أبي هريرة في ^ إذا الشمس كورت ^ يحزنها شبه الرثاء معمر عن أيوب عن
محمد أن أبا هريرة قال لابنته لا تلبسي الذهب فإني أخشى عليك اللهب هذا
صحيح عن أبي هريرة وكأنه كان يذهب إلى تحريم الذهب على النساء أيضا أو أن
المرأة إذا كانت تختال في لبس الذهب وتفخر فإنه يحرم كما فيمن جر ثوبه
خيلاء معاذ بن محمد بن معاذ بن أبي عن أبيه عن جده عن أبي بن كعب قال كان
أبو هريرة جريئا على النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن أشياء لا نسأله
عنها وعن ابن عمر قال يا أبا هريرة كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه
وسلم وأعلمنا بحديثه قال ابن حزم في كتاب الإحكام في أصول الأحكام
المتوسطون فيما روي عنهم من الفتاوي عثمان أبو هريرة عبد الله بن عمرو بن
العاص أم سلمة أني أبو سعيد أبو موسى عبد الله بن الزبير سعد بن أبي وقاص
سلمان جابر معاذ أبو بكر الصديق فهم ثلاثة عشر فقط يمكن أن يجمع من فتيا كل
امرىء منهم جزء صغير
630 ويضاف إليهم الزبير طلحة عبد الرحمن عمران بن حصين أبو بكر الثقفي
عبادة بن الصامت معاوية ثم باقي الصحابة مقلون في الفتيا لا يروى عن الواحد
إلا المسأله والمسألتان ثم سرد ابن حزم عدة من الصحابة منهم أبو عبيدة
وأبو الدرداء وأبو ذر وجرير وحسان مزود أبي هريرة حماد بن زيد حدثنا
المهاجر مولى آل أبي بكرة عن أبي العالية عن أبي هريرة قال أتيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم بتمرات فقلت ادع لي فيهن يا رسول الله بالبركة فقبضهن
ثم دعا فيهن بالبركة ثم قال خذهن فاجعلهن في مزود فإذا أردت أن تأخذ منهن
فأدخل يدك فخذ ولا تنثرهن نثرا فقال فحملت من ذلك التمر كذا وكذا وسقا في
سبيل الله وكنا نأكل نطعم وكان المزود معلقا بحقوي لا يفارق حقوي فلما قتل
عثمان انقطع قال الترمذي حسن غريب أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن أخبرنا أبو
محمد بن قدامة أخبرنا أبو الفضل الطوسي وشهدة وتجني الوهبانية قالوا
أخبرنا طراد
631 الزينبي أخبرنا هلال الحفار حدثنا ابن عياش حدثنا حفص بن عمرو حدثنا
سهل بن زياد أبو زياد حدثنا أيوب السختياني عن محمد عن أبي هريرة قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فأصابهم عوز من الطعام فقال يا أبا
هريرة عندك شيء قلت شيء من تمر في مزود لي قال جىء به فجئت بالمزود فقال
هات نطعا فجئت بالنطع فبسطه فأدخل يده فقبض على التمر فإذا هو إحدى وعشرون
تمرة قال ثم قال بسم الله فجعل يصنع كل تمرة ويسمي حتى أتى على التمر فقال
به هكذا فجمعه فقال ادعوا فلانا وأصحابه فأكلوا حتى شبعوا وخرجوا ثم قال
ادعوا فلانا وأصحابه فأكلوا وشبعوا وخرجوا ثم قال ادعوا فلانا وأصحابه
فأكلوا وشبعوا وخرجوا وفضل تمر فقال لي اقعد فقعدت فأكلت وفضل تمر فأخذه
فأدخله في المزود فقال يا أبا هريرة إذا أردت شيئا فأدخل يدك فخذ ولا تكفأ
فيكفأ عليك قال فما كنت أريد تمرا إلا أدخلت يدي فأخذت منه خمسين وسقا في
سبيل الله عز وجل فكان معلقا خلف رحلي فوقع في زمان عثمان بن عفان فذهب
632 هذا حديث غريب تفرد به سهل وهو صالح إن شاء الله وهو في أمالي ابن
شمعون عن أحمد بن محمد بن سلم عن حفص الربالي مسنده خمسة آلاف وثلاث مئة
وأربعة وسبعون حديثا المتفق في البخاري ومسلم منها ثلاث مئة وستة وعشرون
وانفرد البخاري بثلاثة وتسعين حديثا ومسلم بثمانية وتسعين حديثا
__________________
عبدالرحمن بن عمر الفقيه الغامدي
مكة
الأربعاء 20 نوفمبر 2024, 12:41 pm من طرف عادل محمد عبده
» روضة الأنوار في سيرة النبي المختار كتاب الكتروني رائع
الأحد 03 نوفمبر 2024, 8:56 pm من طرف عادل محمد عبده
» خلاصة الجامع في أحكام صفة الصلاة كتاب الكتروني رائع
السبت 12 أكتوبر 2024, 9:44 pm من طرف عادل محمد عبده
» تلبيس إبليس كتاب الكتروني رائع
الجمعة 20 سبتمبر 2024, 7:56 pm من طرف عادل محمد عبده
» التقوى تعريفها وفضلها ومحذوراتها كتاب الكتروني رائع
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 10:37 pm من طرف عادل محمد عبده
» الموسوعة العربية العالمية
السبت 17 أغسطس 2024, 12:09 pm من طرف mostafaa
» شكرا
السبت 17 أغسطس 2024, 12:07 pm من طرف mostafaa
» تسلية نفوس النساء والرجال عند فقد الأطفال كتاب الكتروني رائع
الأربعاء 14 أغسطس 2024, 7:09 pm من طرف عادل محمد عبده
» موسوعة الفقه الإسلامي 5 كتاب الكتروني رائع
الجمعة 26 يوليو 2024, 5:40 pm من طرف عادل محمد عبده
» موسوعة الفقه الإسلامي 4 كتاب الكتروني رائع
الخميس 11 يوليو 2024, 5:18 pm من طرف عادل محمد عبده