أبو الدرداء عويمر بن زيد
- الإمام القدوة. قاضي دمشق ، وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أبو الدرداء عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري الخزرجي.
- حكيم هذه الأمة. وسيد القراء بدمشق.
- وهو معدود فيمن تلا على النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يبلغنا أبداً أنه
قرأ على غيره. وهو معدود فيمن جمع القرآن في حياة الرسول صلى الله عليه
وسلم.
- وتصدر للإقراء بدمشق في خلافة عثمان ، وقبل ذلك.
- مات قبل عثمان بثلاث سنين.
- عن خيثمة : قال أبو الدرداء ، كنت تاجراً قبل المبعث ، فلما جاء الإسلام ،
جمعت التجارة والعبادة ، فلم يجتمعا ، فتركت التجارة ، ولزمت العبادة.
- قلت [ أي الذهبي ] : الأفضل جمع الأمرين مع الجهاد ، وهذا الذي قاله هو
طريق جماعة من السلف والصوفية ، ولا ريب أن أمزجة الناس ، تختلف في ذلك ،
فبعضهم يقوى على الجمع ، كالصديق ، وعبد الرحمن بن عوف. وكما كان ابن
المبارك ، وبعضهم يعجز ، ويقتصر على العبادة ، وبعضهم يقوى في بدايته ، ثم
يعجز ، وبالعكس ، وكل سائغ. لكن لا بد من النهضة بحقوق الزوجة والعيال.
- قال أبو الزاهرية : كان أبو الدرداء من آخر الأنصار إسلاماً ، وكان يعبد
صنماً ، فدخل ابن رواحة ، ومحمد بن مسلمة بيته فكسرا صمنه ، فرجع فجعل يجمع
الصنم ، ويقول : ويحك ! هلا امتنعت ! ألا دفعت عن نفسك ، فقالت أم الدرداء
: لو كان ينفع أو يدفع عن أحد ، دفع عن نفسه ، ونفعها ! فقال أبو الدرداء :
اعدي لي ماء في المغتسل. فاغتسل ، ولبس حلته ، ثم ذهب إلى النبي صلى الله
عليه وسلم ، فنظر إليه ابن رواحه مقبلاً ، فقال : يا رسول الله ، هذا أبو
الدرداء ، وما أراه إلا جاء في طلبنا ؟ فقال: (إنما جاء ليسلم ، إن ربي
وعدني بأبي الدرداء أن يسلم).
- عن مكحول: كانت الصحابة يقولون: أرحمنا بنا أبو بكر، وأنطقنا بالحق عمر ،
وأميننا أبو عبيدة ، وأعلمنا بالحرام والحلال معاذ ، وأقرأنا أبي ، ورجل
عنده علم ابن مسعود ، وتبعهم عويمر أبو الدرداء بالعقل.
- وقال ابن إسحاق: كان الصحابة يقولون: أتبعنا للعلم والعمل أبو الدرداء.
- وروى عون بن أبي جحيفة، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى
بين سلمان وأبي الدرداء ، فجاءه سلمان يزوره ، فإذا أم الدرداء متبذلة ،
فقال : ما شأنك ؟ قالت: إن أخاك لا حاجة له في الدنيا ، يقوم الليل ، ويصوم
النهار. فجاء أبو الدرداء فرحب به ، وقرب إليه طعاماً. فقال له سلمان: كل.
قال: إني صائم ، قال : أقسمت عليك لتفطرن. فأكل معه. ثم بات عنده ، فلما
كان من الليل ، أراد أبو الدرداء أن يقوم ، فمنعه سلمان وقال : إن لجسدك
عليك حقاً ولربك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاً ، وصم وافطر ، وصل ، وائت أهلك
، وأعط كل ذي حق حقه. فلما كان وجه الصبح ، قال : قم الآن إن شئت ، فقاما ،
فتوضآ ، ثم ركعا ، ثم خرجا إلى الصلاة ، فدنا أبو الدرداء ليخبر رسول الله
بالذي أمره سلمان : فقال له : ( يا أبا الدرداء ، إن لجسدك عليك حقاً ،
مثل ما قال لك سلمان).
- وقال خالد بن معدان: كان ابن عمر يقول: حدثونا عن العاقلين. فيقال : من العاقلان ؟ فيقول: معاذ ، وأبو الدرداء.
- عن محمد بن كعب ، قال : جمع القرآن خمسة : معاذ ، وعبادة بن الصامت ،
وأبو الدرداء ، وأبيّ ، وأبو أيوب. فلما كان زمن عمر ، كتب إليه يزيد بن
أبي سفيان : إن أهل الشام قد كثروا ، وملؤوا المدائن ، واحتاجوا إلى من
يعلمهم القرآن ويفقههم. فأعني برجال يعلمونهم.
فدعا عمر الخمسة، فقال: إن إخوانكم قد استعانوني من يعلمهم القرآن ،
ويفقههم في الدين ، فأعينوني يرحمكم الله بثلاثة منكم إن أحببتم ، وإن
انتدب ثلاثة منكم فليخرجوا. فقالوا: ما كنا لنتساهم ، هذا شيخ كبير – لأبي
أيوب – ، وأما هذا فسقيم – لأبي، فخرج معاذ وعبادة وأبو الدرداء.
فقال عمر : ابدؤوا بحمص ، فإنكم ستجدون الناس على وجوه مختلفة ، منهم من
يلقن ، فإذا رأيتم ذلك ، فوجهوا إليه طائفة من الناس ، فإذا رضيتم منهم ،
فليقم بها واحد ، وليخرج واحد إلى دمشق ، والآخر إلى فلسطين. قال : فقدموا
حمص فكانوا بها ، حتى إذا رضوا من الناس ، أقام بها عبادة بن الصامت ، وخرج
أبو الدرداء إلى دمشق ، ومعاذ إلى فلسطين ، فمات في طاعون عمواس. ثم صار
عبادة بعد إلى فلسطين وبها مات. ولم يزل أبو الدرداء بدمشق حتى مات.
- عن ابن أبي ليلى ، قال : كتب أبو الدرداء إلى مسلمة بن مخلد : سلام عليك.
أما بعد ، فإن العبد إذا عمل بمعصية الله ، أبغضه الله ، فإذا أبغضه الله ،
بغضه إلى عباده.
- عن أبي الدرداء: إني لآمركم بالأمر وما أفعله ، ولكن لعل الله يأجرني فيه.
- عن مسلم بن مشكم : قال لي أبو الدرداء : اعدد من في مجلسنا. قال : فجاءوا
ألفاً وست مئة ونيفاً. فكانوا يقرؤون ويتسابقون عشرة عشرة ، فإذا صلى
الصبح ، انفتل وقرأ جزءاً ، فيحدقون به يسمعون ألفاظه. وكان ابن عامر
مقدماً فيهم.
- وقال هشام بن عمار : حدثنا يزيد بن أبي مالك ، عن أبيه ، قال : كان أبو
الدرداء يصلي ، ثم يقرئ ويقرأ ، حتى إذا أردا القيام ، قال لأصحابه : هل من
وليمة أو عقيقة نشهدها ؟ فإن قالوا : نعم ، وإلا قال : اللهم إني أشهدك
أني صائم. هو الذي سن هذه الحلق للقراءة.
- وعن يزيد بن معاوية ، قال : إن أبا الدرداء من العلماء الفقهاء ، الذين
يشفون من الداء. عن سالم بن أبي الجعد ، قال أبو الدرداء : ما لي أرى
علماءكم يذهبون ، وجهالكم لا يتعلمون ! تعلموا ، فإن العالم والمتعلم
شريكان في الأجر.
- عن ميمون بن مهران ، قال أبو الدرداء : ويل للذي لا يعلم مرة ، وويل للذي يعلم ولا يعمل سبع مرات.
- عن عون بن عبدالله : قلت لأم الدرداء : أي عبادة أبي الدرداء كانت أكثر؟ قالت : التفكر والاعتبار.
- وعن أبي الدرادء : تفكر ساعة خير من قيام ليلة.
- عن ابن حليس : قيل لأبي الدرداء – وكان لا يفتر من الذكر – : كم تسبح في كل يوم ؟ قال : مائة ألف ، إلا أن تخطئ الأصابع.
- عن أبي البختري ، قال : بينا أبو الدرداء يوقد تحت قدر له ، إذ سمعت في
القدر صوتاً ينشج ، كهيئة صوت الصبي ، ثم انكفأت القدر ، ثم رجعت إلى
مكانها ، لم ينصب منها شيء. فجعل أبو الدرداء ينادي : يا سلمان ، انظر إلى
ما لم تنظر إلى مثله أنت ولا أبوك ! فقال له سلمان: أما أنك لو سكت ، لسمعت
من آيات ربك الكبرى.
- عن بلال بن سعد ، أن أبا الدرادء قال : أعوذ بالله من تفرقة القلب. قيل : وما تفرقة القلب ؟ قال : أن يجعل لي في كل واد مال.
- روي عن أبي الدرداء ، قال : لولا ثلاث ما أحببت البقاء : ساعة ظمأ
الهواجر ، والسجود بالليل ، ومجالسة أقوام ينتقون جيد الكلام كما ينتقى
أطايب الثمر.
- حريز بن عثمان : حدثنا راشد بن سعد ، قال : جاء رجل إلى أبي الدرداء ،
فقال : أوصني. قال : اذكر الله في السراء يذكرك في الضراء ، وإذا ذكرت
الموتى ، فاجعل نفسك كأحدهم ، وإذا أشرفت نفسك على شيء من الدنيا ، فانظر
إلى ما يصير.
- عن عبد الله بن مرة ، أن أبا الدرداء قال : اعبد الله كأنك تراه ، وعد
نفسك في الموتى ، وإياك دعوة المظلوم ، واعلم أن قليلاً يغنيك خير من كثير
يلهيك ، وأن البر لا يبلى ، وأن الإثم لا ينسى.
- عن أبي الدرداء : إياك دعوات المظلوم ، فإنهن يصعدن إلى الله كأنهن شرارت من نار.
- وروى لقمان بن عامر ، أن أبا الدرداء قال : أهل الأموال يأكلون ونأكل ،
ويشربون ونشرب ، ويلبسون ونلبس ، ويركبون ونركب ، ولهم فضول أموال ينظرون
إليها وننظر إليها معهم ، وحسابهم عليها ونحن منها براء.
- عن ابن جبير ، عن أبيه ، قال : لما فتحت قبرس مر بالسبي على أبي الدرداء ،
فبكى ، فقلت له : تبكي في مثل هذا اليوم الذي أعز الله فيه الإسلام وأهله ؟
قال : يا جبير ، بينا هذه الأمة قاهرة ظاهرة إذ عصوا الله ، فلقوا ما ترى .
ما أهون العباد على الله إذا هم عصوه.
- عن أم الدرداء ، قالت : كان لأبي الدراء ستون وثلاث مئة خليل في الله.
يدعو لهم في الصلاة ، فقلت له في ذلك ، فقال : إنه ليس رجل يدعو لأخيه في
الغيب ، إلا وكل الله به ملكين يقولان : ولك بمثل . أفلا أرغب أن تدعو لي
الملائكة.
- قالت أم الدراء : لما احتضر أبو الدرداء ، جعل يقول : من يعمل لمثل يومي هذا ؟ من يعمل لمثل مضجعي هذا ؟
- مات أبو الدرداء اثنتين وثلاثين.
- لما جاء نعي يعني ابن مسعود إلى أبي الدرداء قال : أما إنه لم يخلف بعده مثله.
وقيل : الذين في حلقة إقراء أبي الدرداء كانوا أزيد من ألف رجل ، ولكل عشرة
منهم ملقن ، وكان أبو الدرداء يطوف عليهم قائماً ، فإذا أحكم الرجل منهم ،
تحول إلى أبي الدرداء يعني يعرض عليه.
- وعن أبي الدرداء قال: من أكثر ذكر الموت قل فرحه وقل حسده.
==
نزهة الفضلاء 1/157
- الإمام القدوة. قاضي دمشق ، وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أبو الدرداء عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري الخزرجي.
- حكيم هذه الأمة. وسيد القراء بدمشق.
- وهو معدود فيمن تلا على النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يبلغنا أبداً أنه
قرأ على غيره. وهو معدود فيمن جمع القرآن في حياة الرسول صلى الله عليه
وسلم.
- وتصدر للإقراء بدمشق في خلافة عثمان ، وقبل ذلك.
- مات قبل عثمان بثلاث سنين.
- عن خيثمة : قال أبو الدرداء ، كنت تاجراً قبل المبعث ، فلما جاء الإسلام ،
جمعت التجارة والعبادة ، فلم يجتمعا ، فتركت التجارة ، ولزمت العبادة.
- قلت [ أي الذهبي ] : الأفضل جمع الأمرين مع الجهاد ، وهذا الذي قاله هو
طريق جماعة من السلف والصوفية ، ولا ريب أن أمزجة الناس ، تختلف في ذلك ،
فبعضهم يقوى على الجمع ، كالصديق ، وعبد الرحمن بن عوف. وكما كان ابن
المبارك ، وبعضهم يعجز ، ويقتصر على العبادة ، وبعضهم يقوى في بدايته ، ثم
يعجز ، وبالعكس ، وكل سائغ. لكن لا بد من النهضة بحقوق الزوجة والعيال.
- قال أبو الزاهرية : كان أبو الدرداء من آخر الأنصار إسلاماً ، وكان يعبد
صنماً ، فدخل ابن رواحة ، ومحمد بن مسلمة بيته فكسرا صمنه ، فرجع فجعل يجمع
الصنم ، ويقول : ويحك ! هلا امتنعت ! ألا دفعت عن نفسك ، فقالت أم الدرداء
: لو كان ينفع أو يدفع عن أحد ، دفع عن نفسه ، ونفعها ! فقال أبو الدرداء :
اعدي لي ماء في المغتسل. فاغتسل ، ولبس حلته ، ثم ذهب إلى النبي صلى الله
عليه وسلم ، فنظر إليه ابن رواحه مقبلاً ، فقال : يا رسول الله ، هذا أبو
الدرداء ، وما أراه إلا جاء في طلبنا ؟ فقال: (إنما جاء ليسلم ، إن ربي
وعدني بأبي الدرداء أن يسلم).
- عن مكحول: كانت الصحابة يقولون: أرحمنا بنا أبو بكر، وأنطقنا بالحق عمر ،
وأميننا أبو عبيدة ، وأعلمنا بالحرام والحلال معاذ ، وأقرأنا أبي ، ورجل
عنده علم ابن مسعود ، وتبعهم عويمر أبو الدرداء بالعقل.
- وقال ابن إسحاق: كان الصحابة يقولون: أتبعنا للعلم والعمل أبو الدرداء.
- وروى عون بن أبي جحيفة، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى
بين سلمان وأبي الدرداء ، فجاءه سلمان يزوره ، فإذا أم الدرداء متبذلة ،
فقال : ما شأنك ؟ قالت: إن أخاك لا حاجة له في الدنيا ، يقوم الليل ، ويصوم
النهار. فجاء أبو الدرداء فرحب به ، وقرب إليه طعاماً. فقال له سلمان: كل.
قال: إني صائم ، قال : أقسمت عليك لتفطرن. فأكل معه. ثم بات عنده ، فلما
كان من الليل ، أراد أبو الدرداء أن يقوم ، فمنعه سلمان وقال : إن لجسدك
عليك حقاً ولربك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاً ، وصم وافطر ، وصل ، وائت أهلك
، وأعط كل ذي حق حقه. فلما كان وجه الصبح ، قال : قم الآن إن شئت ، فقاما ،
فتوضآ ، ثم ركعا ، ثم خرجا إلى الصلاة ، فدنا أبو الدرداء ليخبر رسول الله
بالذي أمره سلمان : فقال له : ( يا أبا الدرداء ، إن لجسدك عليك حقاً ،
مثل ما قال لك سلمان).
- وقال خالد بن معدان: كان ابن عمر يقول: حدثونا عن العاقلين. فيقال : من العاقلان ؟ فيقول: معاذ ، وأبو الدرداء.
- عن محمد بن كعب ، قال : جمع القرآن خمسة : معاذ ، وعبادة بن الصامت ،
وأبو الدرداء ، وأبيّ ، وأبو أيوب. فلما كان زمن عمر ، كتب إليه يزيد بن
أبي سفيان : إن أهل الشام قد كثروا ، وملؤوا المدائن ، واحتاجوا إلى من
يعلمهم القرآن ويفقههم. فأعني برجال يعلمونهم.
فدعا عمر الخمسة، فقال: إن إخوانكم قد استعانوني من يعلمهم القرآن ،
ويفقههم في الدين ، فأعينوني يرحمكم الله بثلاثة منكم إن أحببتم ، وإن
انتدب ثلاثة منكم فليخرجوا. فقالوا: ما كنا لنتساهم ، هذا شيخ كبير – لأبي
أيوب – ، وأما هذا فسقيم – لأبي، فخرج معاذ وعبادة وأبو الدرداء.
فقال عمر : ابدؤوا بحمص ، فإنكم ستجدون الناس على وجوه مختلفة ، منهم من
يلقن ، فإذا رأيتم ذلك ، فوجهوا إليه طائفة من الناس ، فإذا رضيتم منهم ،
فليقم بها واحد ، وليخرج واحد إلى دمشق ، والآخر إلى فلسطين. قال : فقدموا
حمص فكانوا بها ، حتى إذا رضوا من الناس ، أقام بها عبادة بن الصامت ، وخرج
أبو الدرداء إلى دمشق ، ومعاذ إلى فلسطين ، فمات في طاعون عمواس. ثم صار
عبادة بعد إلى فلسطين وبها مات. ولم يزل أبو الدرداء بدمشق حتى مات.
- عن ابن أبي ليلى ، قال : كتب أبو الدرداء إلى مسلمة بن مخلد : سلام عليك.
أما بعد ، فإن العبد إذا عمل بمعصية الله ، أبغضه الله ، فإذا أبغضه الله ،
بغضه إلى عباده.
- عن أبي الدرداء: إني لآمركم بالأمر وما أفعله ، ولكن لعل الله يأجرني فيه.
- عن مسلم بن مشكم : قال لي أبو الدرداء : اعدد من في مجلسنا. قال : فجاءوا
ألفاً وست مئة ونيفاً. فكانوا يقرؤون ويتسابقون عشرة عشرة ، فإذا صلى
الصبح ، انفتل وقرأ جزءاً ، فيحدقون به يسمعون ألفاظه. وكان ابن عامر
مقدماً فيهم.
- وقال هشام بن عمار : حدثنا يزيد بن أبي مالك ، عن أبيه ، قال : كان أبو
الدرداء يصلي ، ثم يقرئ ويقرأ ، حتى إذا أردا القيام ، قال لأصحابه : هل من
وليمة أو عقيقة نشهدها ؟ فإن قالوا : نعم ، وإلا قال : اللهم إني أشهدك
أني صائم. هو الذي سن هذه الحلق للقراءة.
- وعن يزيد بن معاوية ، قال : إن أبا الدرداء من العلماء الفقهاء ، الذين
يشفون من الداء. عن سالم بن أبي الجعد ، قال أبو الدرداء : ما لي أرى
علماءكم يذهبون ، وجهالكم لا يتعلمون ! تعلموا ، فإن العالم والمتعلم
شريكان في الأجر.
- عن ميمون بن مهران ، قال أبو الدرداء : ويل للذي لا يعلم مرة ، وويل للذي يعلم ولا يعمل سبع مرات.
- عن عون بن عبدالله : قلت لأم الدرداء : أي عبادة أبي الدرداء كانت أكثر؟ قالت : التفكر والاعتبار.
- وعن أبي الدرادء : تفكر ساعة خير من قيام ليلة.
- عن ابن حليس : قيل لأبي الدرداء – وكان لا يفتر من الذكر – : كم تسبح في كل يوم ؟ قال : مائة ألف ، إلا أن تخطئ الأصابع.
- عن أبي البختري ، قال : بينا أبو الدرداء يوقد تحت قدر له ، إذ سمعت في
القدر صوتاً ينشج ، كهيئة صوت الصبي ، ثم انكفأت القدر ، ثم رجعت إلى
مكانها ، لم ينصب منها شيء. فجعل أبو الدرداء ينادي : يا سلمان ، انظر إلى
ما لم تنظر إلى مثله أنت ولا أبوك ! فقال له سلمان: أما أنك لو سكت ، لسمعت
من آيات ربك الكبرى.
- عن بلال بن سعد ، أن أبا الدرادء قال : أعوذ بالله من تفرقة القلب. قيل : وما تفرقة القلب ؟ قال : أن يجعل لي في كل واد مال.
- روي عن أبي الدرداء ، قال : لولا ثلاث ما أحببت البقاء : ساعة ظمأ
الهواجر ، والسجود بالليل ، ومجالسة أقوام ينتقون جيد الكلام كما ينتقى
أطايب الثمر.
- حريز بن عثمان : حدثنا راشد بن سعد ، قال : جاء رجل إلى أبي الدرداء ،
فقال : أوصني. قال : اذكر الله في السراء يذكرك في الضراء ، وإذا ذكرت
الموتى ، فاجعل نفسك كأحدهم ، وإذا أشرفت نفسك على شيء من الدنيا ، فانظر
إلى ما يصير.
- عن عبد الله بن مرة ، أن أبا الدرداء قال : اعبد الله كأنك تراه ، وعد
نفسك في الموتى ، وإياك دعوة المظلوم ، واعلم أن قليلاً يغنيك خير من كثير
يلهيك ، وأن البر لا يبلى ، وأن الإثم لا ينسى.
- عن أبي الدرداء : إياك دعوات المظلوم ، فإنهن يصعدن إلى الله كأنهن شرارت من نار.
- وروى لقمان بن عامر ، أن أبا الدرداء قال : أهل الأموال يأكلون ونأكل ،
ويشربون ونشرب ، ويلبسون ونلبس ، ويركبون ونركب ، ولهم فضول أموال ينظرون
إليها وننظر إليها معهم ، وحسابهم عليها ونحن منها براء.
- عن ابن جبير ، عن أبيه ، قال : لما فتحت قبرس مر بالسبي على أبي الدرداء ،
فبكى ، فقلت له : تبكي في مثل هذا اليوم الذي أعز الله فيه الإسلام وأهله ؟
قال : يا جبير ، بينا هذه الأمة قاهرة ظاهرة إذ عصوا الله ، فلقوا ما ترى .
ما أهون العباد على الله إذا هم عصوه.
- عن أم الدرداء ، قالت : كان لأبي الدراء ستون وثلاث مئة خليل في الله.
يدعو لهم في الصلاة ، فقلت له في ذلك ، فقال : إنه ليس رجل يدعو لأخيه في
الغيب ، إلا وكل الله به ملكين يقولان : ولك بمثل . أفلا أرغب أن تدعو لي
الملائكة.
- قالت أم الدراء : لما احتضر أبو الدرداء ، جعل يقول : من يعمل لمثل يومي هذا ؟ من يعمل لمثل مضجعي هذا ؟
- مات أبو الدرداء اثنتين وثلاثين.
- لما جاء نعي يعني ابن مسعود إلى أبي الدرداء قال : أما إنه لم يخلف بعده مثله.
وقيل : الذين في حلقة إقراء أبي الدرداء كانوا أزيد من ألف رجل ، ولكل عشرة
منهم ملقن ، وكان أبو الدرداء يطوف عليهم قائماً ، فإذا أحكم الرجل منهم ،
تحول إلى أبي الدرداء يعني يعرض عليه.
- وعن أبي الدرداء قال: من أكثر ذكر الموت قل فرحه وقل حسده.
==
نزهة الفضلاء 1/157
الأربعاء 20 نوفمبر 2024, 12:41 pm من طرف عادل محمد عبده
» روضة الأنوار في سيرة النبي المختار كتاب الكتروني رائع
الأحد 03 نوفمبر 2024, 8:56 pm من طرف عادل محمد عبده
» خلاصة الجامع في أحكام صفة الصلاة كتاب الكتروني رائع
السبت 12 أكتوبر 2024, 9:44 pm من طرف عادل محمد عبده
» تلبيس إبليس كتاب الكتروني رائع
الجمعة 20 سبتمبر 2024, 7:56 pm من طرف عادل محمد عبده
» التقوى تعريفها وفضلها ومحذوراتها كتاب الكتروني رائع
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 10:37 pm من طرف عادل محمد عبده
» الموسوعة العربية العالمية
السبت 17 أغسطس 2024, 12:09 pm من طرف mostafaa
» شكرا
السبت 17 أغسطس 2024, 12:07 pm من طرف mostafaa
» تسلية نفوس النساء والرجال عند فقد الأطفال كتاب الكتروني رائع
الأربعاء 14 أغسطس 2024, 7:09 pm من طرف عادل محمد عبده
» موسوعة الفقه الإسلامي 5 كتاب الكتروني رائع
الجمعة 26 يوليو 2024, 5:40 pm من طرف عادل محمد عبده
» موسوعة الفقه الإسلامي 4 كتاب الكتروني رائع
الخميس 11 يوليو 2024, 5:18 pm من طرف عادل محمد عبده