أبو موسى الأشعري
- عبد الله بن قيس بن سليم ، الإمام الكبير. صاحب الرسول صلى الله عليه وسلم. أبو موسى الأشعري التميمي الفقيه المقرئ.
- وهو معدود فيمن قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم.
- أقرأ أهل البصرة ، وفقههم في الدين.
- ففي (الصحيحين) ، عن أبي بردة أبي موسى ، عن أبيه : أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : (اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه ، وأدخله يوم
القيامة مدخلاً كريماً).
- وقد استعمله النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذاً على زبيد ، وعدن.
- وولي إمرة الكوفة لعمر ، وإمرة البصرة.
- وقدم ليالي فتح خير ، وغزا ، وجاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وحمل عنه علماً كثيراً.
- قال سعيد بن عبد العزيز : حدثني أبو يوسف ، حاجب معاوية : أن أبا موسى
الأشعري قدم على معاوية ، فنزل في بعض الدور بدمشق ، فخرج معاوية في الليل
ليستمع قراءته.
- وقال العجلي : بعثه عمر أميراً على البصرة ، فأقرأهم وفقههم ، وهو فتح تستر ، ولم يكن في الصحابة أحد أحسن صوتاً منه.
- قال حسين المعلم : سمعت ابن بريدة يقول : كان الأشعري قصيراً ، أثط – قليل شعر اللحية - خفيف الجسم.
- عن أبي موسى ، قال : خرجنا من اليمن في بضع وخمسين من قومي ، ونحن ثلاثة
إخوة ، أنا وأبو رهم ، وأبو عامر : فأخرجتنا سفينتنا إلى النجاشي ، وعنده
جعفر وأصحابه ، فاقبلنا حين افتتحت خيبر ، فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ( لكم الهجرة مرتين ، هاجرتم إلى النجاشي ، وهاجرتم إلي ).
- عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يقدم عليكم غداً
قوم هم أرق قلوباً للإسلام منكم) فقدم الأشعريون ، فلما دنوا جعلوا
يرتجزون:
غداً نلقى الأحبة ****** محمد وحزبه
فلما أن قدموا تصافحوا ، فكانوا أول من أحدث المصافحة.
- عن عياض الأشعري ، قال : لما نزلت { فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه}
(المائدة 57). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (هم قومك يا أبا موسى ،
وأومأ إليه).
- عن أبي موسى قال : لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين ، بعث
أبا عامر الأشعري على جيش أوطاس ، فلقي دريد بن الصمة. فقتل دريد ، وهزم
أصحابه ، فرمى رجل أبا عامر في ركبته بسهم ، فأثبته. فقلت: يا عم ، من رماك
؟ فأشار إليه ، فقصدت له ، فلحقته ، فلما رآني ، ولي ذاهباً. فجعلت أقول
له : ألا تستحي ؟ ألست عربياً ؟ ألا تثبت ؟ قال : فكف ، فالتقيت أنا وهو ،
فاختلفنا ضربتين ، فقتلته. ثم رجعت إلى أبي عامر ، فقلت : قد قتل الله
صاحبك. قال : فانزع هذا السهم. فنزعته ، فنزا منه الماء. فقال : ابن أخي ،
انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأقره مني السلام ، وقل له :
يستغفر لي. واستخلفني أبو عامر على الناس ، فمكث يسيراً ، ثم مات. فلما
قدمنا ، وأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم ، توضأ ، ثم رفع يديه ، ثم قال :
(اللهم اغفر لعبيد أبي عامر) حتى رأيت بياض إبطيه. ثم قال : (اللهم اجعله
يوم القيامة فوق كثير من خلقك). فقلت : ولي يا رسول الله ؟ فقال : (اللهم
اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه ، وأدخله يوم القيامة مدخلاً كريماً).
- عن أبي موسى ، قال : كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجعرانة ،
فأتى أعرابي فقال : ألا تنجز لي ما وعدتني ؟ قال : (أبشر). قال : قد أكثرتَ
من البشرى. فأقبل رسول الله علي وعلى بلال ، فقال : (إن هذا قد رد البشرى
فاقبلا أنتما) : فقالا : قبلنا يا رسول الله. فدعا بقدح ، فغسل يديه ووجهه
فيه ، ومج فيه ، ثم قال : (اشربا منه ، وأفرغا على رؤوسكما ونحوركما) ففعلا
! فنادت أم سلمة من وراء الستر أن فضّلا لأمكما ، فأفضلا لها منه.
- عن أبي بريدة ، عن أبيه ، قال : خرجت ليلة من المسجد ، فإذا النبي صلى
الله عليه وسلم عند باب المسجد قائم ، وإذ رجل يصلي ، فقال لي : ( يا بريدة
أتراه يرائي) ؟ قلت : الله ورسوله أعلم. قال: (بل هو مؤمن منيب ، لقد أعطي
مزماراً من مزامير آل داود). فأتيته ، فإذا أبو موسى ، فأخبرته.
- عن مالك بن مغول : حدثنا ابن بريدة ، عن أبيه ، قال : جاء رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى المسجد ، وأنا على باب المسجد ، فأخذ بيدي فأدخلني
المسجد ، فإذا رجل يصلي ، يدعو ، يقول : اللهم ، إني أسالك ، بأني أشهد أنك
الله ، لا إله إلا أنت الأحد الصمد ،الذي لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له
كفواً أحد. قال : (والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم ، الذي إذا
سئل به أعطى ، وإذا دعي أجاب). وإذا رجل يقرأ ، فقال : (لقد أعطى هذا
مزماراً من مزامير آل داود). قلت : يا رسول الله ، أخبره ؟ قال : (نعم).
فأخبرته. فقال لي : لا تزال صديقاً. وإذا هو أبو موسى.
- عن أنس : أن أبا موسى قرأ ليلة ، فقمن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
يستمعن لقراءته. فلما أصبح ، أخبر بذلك. فقال : لو علمت ، لحبرت تجبيراً ،
ولشوقت تشويقاً.
- عن أبي البختري ، قال : أتينا علياً ، فسألناه عن أصحاب محمد صلى الله
عليه وسلم. قال : عن أيهم تسألوني ؟ قلنا : عن ابن مسعود. قال : علم القرآن
والسنة ، ثم انتهي ، وكفى به علماً. قلنا : أبو موسى ؟ قال : صبغ في العلم
صبغة ، ثم خرج منه. قلنا : حذيفة ؟ قال : أعلم أصحاب محمد بالمنافقين.
قالوا : سلمان ؟ قال : أدرك العلم الأول ، والعلم الآخر ، بحر لا يدرك قعره
، وهو منا أهل البيت. قالوا : أبو ذر ؟ قال : وعي علماً عجز عنه. فسئل عن
نفسه. قال: كنت إذا سألت أعطيت ، وإذا سكت ابتديت.
- وقال مسروق : كان القضاء في الصحابة إلى ستة : عمر ، وعلي ، وابن مسعود ، وأبي ، وزيد ، وأبي موسى.
- عن صفوان بن سليم ، قال : لم يكن يفتي في المسجد زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، غير هؤلاء : عمر وعلي ، ومعاذ وأبي موسى.
- أيوب ، عن محمد ، قال عمر : بالشام أربعون رجلاً ، ما منهم رجل كان يلي
أمر الأمة إلا أجزأه ، فأرسل إليهم. فجاء رهط ، فيهم أبو موسى. فقال : إني
أرسلك إلى قوم عسكر الشيطان بين أظهرهم. قال : فلا ترسلني، قال : إن بها
جهاداً ورباطاً. فأرسله إلى البصرة.
- عن أنس : بعثني الأشعري إلى عمر ، فقال لي : كيف تركت الأشعري ؟ قلت :
تركته يعلم الناس القرآن. فقال : أما إنه كيس ! ولا تسمعها إياه.
- عن أبي سلمة : كان عمر إذا جلس عنده موسى ، ربما قال له : ذكرنا يا أباموسى فيقرأ.
- قال أبو عثمان النهدي : ما سمعت مزماراً ولا طنبوراً ولا صنجاً أحسن من
صوت أبي موسى الأشعري ، إن كان ليصلي بنا فنود أنه قرأ البقرة ، من حسن
صوته.
- عن مسروق ، قال : خرجنا مع أبي موسى في غزاة ، فجننا الليل في بستان خرب ،
فقام أبو موسى يصلي ، وقرأ قراءة حسنة ، وقال : اللهم ، أنت المؤمن تحب
المؤمن ، وأنت المهيمن تحب المهيمن ، وأنت السلام تحب السلام.
- وروى صالح بن موسى الطلحي ، عن أبيه ، قال : اجتهد الأشعري قبل موته
اجتهاداً شديداً ، فقيل له : لو أمسكت ورفقت بنفسك ؟ قال : إن الخيل إذا
أرسلت فقاربت رأس مجراها ، أخرجت جميع ما عندها ، والذي بقي من أجلي أقل من
ذلك.
- عن أنس : أن أبا موسى كان له سراويل يلبسه مخافة أن يكتشف.
- لا ريب أن غلاة الشيعة يبغضون أبا موسى رضي الله عنه ، لكونه ما قاتل مع
علي ، ثم لما حكمه علي على نفسه ، عزله ، وعزل معاوية ، وأشار بابن عمر ،
فما انتظم من ذلك حال.
- عن أبي موسى : أن معاوية كتب إليه : أما بعد : فإن عمرو بن العاص قد
بايعني على ما أريد ، وأقسم بالله ، لئن بايعتني على الذي بايعني ،
لأستعملن أحد ابنيك على الكوفة ، والآخر على البصرة ، ولا يغلق دونك باب ،
ولا تقضى دونك حاجة.
وقد كتبت إليك بخطي ، فاكتب إلي بخط يدك. فكتب إليه : أما بعد : فإنك كتبت
إلي في جسيم أمر الأمة ، فماذا أقول لربي إذا قدمت عليه ، وليس لي فيما
عرضت من حاجة ، والسلام عليك.
- قال أبو بردة : فلما ولي معاوية أتيته ، فما أغلق دوني باباً ، ولا كانت لي حاجة إلا قضيت.
- قلت : قد كان أبو موسى صواماً قواماً ربانياً زاهداً عابداً ، ممن جمع
العلم والعمل والجهاد وسلامة الصدر ، لم تغيره الإمارة ، ولا اغتر بالدنيا.
- توفي سنة اثنتين وأربعين.
- عن أبي نضرة : قال عمر لأبي موسى : شوقنا إلى ربنا. فقرأ. فقالوا : الصلاة. فقال : أو لسنا في صلاة.
- روى الزبير بن الخريت ، عن أبي لبيد ، قال : ما كنا نشبه كلام أبي موسى إلا بالجزار الذي ما يخطئ المفصل.
- عن أبي عمرو الشيباني ، قال : قال أبو موسى : لأن يمتلئ منخري من ريح جيفة أحب إلى من أن يمتلئ من ريح امرأة.
- عن عبد الرحمن ابن مولى أم برثن ، قال : قدم أبو موسى الأشعري وزياد على
عمر رضي الله عنه. فرأى في يد زياد خاتماً من ذهب ، فقال : اتخذتم حلق
الذهب ، فقال أبو موسى ، أما أنا فخاتمي من حديد. فقال عمر : ذاك أنتن ، أو
أخبث ، من كان متختماً فليتختم بخاتم من فضة.
- وقال أبو بردة : قال أبي : ائتني بكل شيء كتبته ، فمحاه ، ثم قال : احفظ كما حفظت.
- عن الحسن : قال : كان الحكمان : أبا موسى ، وعمراً ، وكان أحدهما يبتغي الدنيا ، والآخر يبتغي الآخرة.
- عن أبي مجلز : أن أبا موسى قال : إني لأغتسل في البيت المظلم ، فأحني ظهري حياء من ربي.
==
نزهة الفضلاء تهذيب سير أعلام النبلاء ، للدكتور محمد موسى 1/165
- عبد الله بن قيس بن سليم ، الإمام الكبير. صاحب الرسول صلى الله عليه وسلم. أبو موسى الأشعري التميمي الفقيه المقرئ.
- وهو معدود فيمن قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم.
- أقرأ أهل البصرة ، وفقههم في الدين.
- ففي (الصحيحين) ، عن أبي بردة أبي موسى ، عن أبيه : أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : (اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه ، وأدخله يوم
القيامة مدخلاً كريماً).
- وقد استعمله النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذاً على زبيد ، وعدن.
- وولي إمرة الكوفة لعمر ، وإمرة البصرة.
- وقدم ليالي فتح خير ، وغزا ، وجاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وحمل عنه علماً كثيراً.
- قال سعيد بن عبد العزيز : حدثني أبو يوسف ، حاجب معاوية : أن أبا موسى
الأشعري قدم على معاوية ، فنزل في بعض الدور بدمشق ، فخرج معاوية في الليل
ليستمع قراءته.
- وقال العجلي : بعثه عمر أميراً على البصرة ، فأقرأهم وفقههم ، وهو فتح تستر ، ولم يكن في الصحابة أحد أحسن صوتاً منه.
- قال حسين المعلم : سمعت ابن بريدة يقول : كان الأشعري قصيراً ، أثط – قليل شعر اللحية - خفيف الجسم.
- عن أبي موسى ، قال : خرجنا من اليمن في بضع وخمسين من قومي ، ونحن ثلاثة
إخوة ، أنا وأبو رهم ، وأبو عامر : فأخرجتنا سفينتنا إلى النجاشي ، وعنده
جعفر وأصحابه ، فاقبلنا حين افتتحت خيبر ، فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ( لكم الهجرة مرتين ، هاجرتم إلى النجاشي ، وهاجرتم إلي ).
- عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يقدم عليكم غداً
قوم هم أرق قلوباً للإسلام منكم) فقدم الأشعريون ، فلما دنوا جعلوا
يرتجزون:
غداً نلقى الأحبة ****** محمد وحزبه
فلما أن قدموا تصافحوا ، فكانوا أول من أحدث المصافحة.
- عن عياض الأشعري ، قال : لما نزلت { فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه}
(المائدة 57). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (هم قومك يا أبا موسى ،
وأومأ إليه).
- عن أبي موسى قال : لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين ، بعث
أبا عامر الأشعري على جيش أوطاس ، فلقي دريد بن الصمة. فقتل دريد ، وهزم
أصحابه ، فرمى رجل أبا عامر في ركبته بسهم ، فأثبته. فقلت: يا عم ، من رماك
؟ فأشار إليه ، فقصدت له ، فلحقته ، فلما رآني ، ولي ذاهباً. فجعلت أقول
له : ألا تستحي ؟ ألست عربياً ؟ ألا تثبت ؟ قال : فكف ، فالتقيت أنا وهو ،
فاختلفنا ضربتين ، فقتلته. ثم رجعت إلى أبي عامر ، فقلت : قد قتل الله
صاحبك. قال : فانزع هذا السهم. فنزعته ، فنزا منه الماء. فقال : ابن أخي ،
انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأقره مني السلام ، وقل له :
يستغفر لي. واستخلفني أبو عامر على الناس ، فمكث يسيراً ، ثم مات. فلما
قدمنا ، وأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم ، توضأ ، ثم رفع يديه ، ثم قال :
(اللهم اغفر لعبيد أبي عامر) حتى رأيت بياض إبطيه. ثم قال : (اللهم اجعله
يوم القيامة فوق كثير من خلقك). فقلت : ولي يا رسول الله ؟ فقال : (اللهم
اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه ، وأدخله يوم القيامة مدخلاً كريماً).
- عن أبي موسى ، قال : كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجعرانة ،
فأتى أعرابي فقال : ألا تنجز لي ما وعدتني ؟ قال : (أبشر). قال : قد أكثرتَ
من البشرى. فأقبل رسول الله علي وعلى بلال ، فقال : (إن هذا قد رد البشرى
فاقبلا أنتما) : فقالا : قبلنا يا رسول الله. فدعا بقدح ، فغسل يديه ووجهه
فيه ، ومج فيه ، ثم قال : (اشربا منه ، وأفرغا على رؤوسكما ونحوركما) ففعلا
! فنادت أم سلمة من وراء الستر أن فضّلا لأمكما ، فأفضلا لها منه.
- عن أبي بريدة ، عن أبيه ، قال : خرجت ليلة من المسجد ، فإذا النبي صلى
الله عليه وسلم عند باب المسجد قائم ، وإذ رجل يصلي ، فقال لي : ( يا بريدة
أتراه يرائي) ؟ قلت : الله ورسوله أعلم. قال: (بل هو مؤمن منيب ، لقد أعطي
مزماراً من مزامير آل داود). فأتيته ، فإذا أبو موسى ، فأخبرته.
- عن مالك بن مغول : حدثنا ابن بريدة ، عن أبيه ، قال : جاء رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى المسجد ، وأنا على باب المسجد ، فأخذ بيدي فأدخلني
المسجد ، فإذا رجل يصلي ، يدعو ، يقول : اللهم ، إني أسالك ، بأني أشهد أنك
الله ، لا إله إلا أنت الأحد الصمد ،الذي لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له
كفواً أحد. قال : (والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم ، الذي إذا
سئل به أعطى ، وإذا دعي أجاب). وإذا رجل يقرأ ، فقال : (لقد أعطى هذا
مزماراً من مزامير آل داود). قلت : يا رسول الله ، أخبره ؟ قال : (نعم).
فأخبرته. فقال لي : لا تزال صديقاً. وإذا هو أبو موسى.
- عن أنس : أن أبا موسى قرأ ليلة ، فقمن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
يستمعن لقراءته. فلما أصبح ، أخبر بذلك. فقال : لو علمت ، لحبرت تجبيراً ،
ولشوقت تشويقاً.
- عن أبي البختري ، قال : أتينا علياً ، فسألناه عن أصحاب محمد صلى الله
عليه وسلم. قال : عن أيهم تسألوني ؟ قلنا : عن ابن مسعود. قال : علم القرآن
والسنة ، ثم انتهي ، وكفى به علماً. قلنا : أبو موسى ؟ قال : صبغ في العلم
صبغة ، ثم خرج منه. قلنا : حذيفة ؟ قال : أعلم أصحاب محمد بالمنافقين.
قالوا : سلمان ؟ قال : أدرك العلم الأول ، والعلم الآخر ، بحر لا يدرك قعره
، وهو منا أهل البيت. قالوا : أبو ذر ؟ قال : وعي علماً عجز عنه. فسئل عن
نفسه. قال: كنت إذا سألت أعطيت ، وإذا سكت ابتديت.
- وقال مسروق : كان القضاء في الصحابة إلى ستة : عمر ، وعلي ، وابن مسعود ، وأبي ، وزيد ، وأبي موسى.
- عن صفوان بن سليم ، قال : لم يكن يفتي في المسجد زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، غير هؤلاء : عمر وعلي ، ومعاذ وأبي موسى.
- أيوب ، عن محمد ، قال عمر : بالشام أربعون رجلاً ، ما منهم رجل كان يلي
أمر الأمة إلا أجزأه ، فأرسل إليهم. فجاء رهط ، فيهم أبو موسى. فقال : إني
أرسلك إلى قوم عسكر الشيطان بين أظهرهم. قال : فلا ترسلني، قال : إن بها
جهاداً ورباطاً. فأرسله إلى البصرة.
- عن أنس : بعثني الأشعري إلى عمر ، فقال لي : كيف تركت الأشعري ؟ قلت :
تركته يعلم الناس القرآن. فقال : أما إنه كيس ! ولا تسمعها إياه.
- عن أبي سلمة : كان عمر إذا جلس عنده موسى ، ربما قال له : ذكرنا يا أباموسى فيقرأ.
- قال أبو عثمان النهدي : ما سمعت مزماراً ولا طنبوراً ولا صنجاً أحسن من
صوت أبي موسى الأشعري ، إن كان ليصلي بنا فنود أنه قرأ البقرة ، من حسن
صوته.
- عن مسروق ، قال : خرجنا مع أبي موسى في غزاة ، فجننا الليل في بستان خرب ،
فقام أبو موسى يصلي ، وقرأ قراءة حسنة ، وقال : اللهم ، أنت المؤمن تحب
المؤمن ، وأنت المهيمن تحب المهيمن ، وأنت السلام تحب السلام.
- وروى صالح بن موسى الطلحي ، عن أبيه ، قال : اجتهد الأشعري قبل موته
اجتهاداً شديداً ، فقيل له : لو أمسكت ورفقت بنفسك ؟ قال : إن الخيل إذا
أرسلت فقاربت رأس مجراها ، أخرجت جميع ما عندها ، والذي بقي من أجلي أقل من
ذلك.
- عن أنس : أن أبا موسى كان له سراويل يلبسه مخافة أن يكتشف.
- لا ريب أن غلاة الشيعة يبغضون أبا موسى رضي الله عنه ، لكونه ما قاتل مع
علي ، ثم لما حكمه علي على نفسه ، عزله ، وعزل معاوية ، وأشار بابن عمر ،
فما انتظم من ذلك حال.
- عن أبي موسى : أن معاوية كتب إليه : أما بعد : فإن عمرو بن العاص قد
بايعني على ما أريد ، وأقسم بالله ، لئن بايعتني على الذي بايعني ،
لأستعملن أحد ابنيك على الكوفة ، والآخر على البصرة ، ولا يغلق دونك باب ،
ولا تقضى دونك حاجة.
وقد كتبت إليك بخطي ، فاكتب إلي بخط يدك. فكتب إليه : أما بعد : فإنك كتبت
إلي في جسيم أمر الأمة ، فماذا أقول لربي إذا قدمت عليه ، وليس لي فيما
عرضت من حاجة ، والسلام عليك.
- قال أبو بردة : فلما ولي معاوية أتيته ، فما أغلق دوني باباً ، ولا كانت لي حاجة إلا قضيت.
- قلت : قد كان أبو موسى صواماً قواماً ربانياً زاهداً عابداً ، ممن جمع
العلم والعمل والجهاد وسلامة الصدر ، لم تغيره الإمارة ، ولا اغتر بالدنيا.
- توفي سنة اثنتين وأربعين.
- عن أبي نضرة : قال عمر لأبي موسى : شوقنا إلى ربنا. فقرأ. فقالوا : الصلاة. فقال : أو لسنا في صلاة.
- روى الزبير بن الخريت ، عن أبي لبيد ، قال : ما كنا نشبه كلام أبي موسى إلا بالجزار الذي ما يخطئ المفصل.
- عن أبي عمرو الشيباني ، قال : قال أبو موسى : لأن يمتلئ منخري من ريح جيفة أحب إلى من أن يمتلئ من ريح امرأة.
- عن عبد الرحمن ابن مولى أم برثن ، قال : قدم أبو موسى الأشعري وزياد على
عمر رضي الله عنه. فرأى في يد زياد خاتماً من ذهب ، فقال : اتخذتم حلق
الذهب ، فقال أبو موسى ، أما أنا فخاتمي من حديد. فقال عمر : ذاك أنتن ، أو
أخبث ، من كان متختماً فليتختم بخاتم من فضة.
- وقال أبو بردة : قال أبي : ائتني بكل شيء كتبته ، فمحاه ، ثم قال : احفظ كما حفظت.
- عن الحسن : قال : كان الحكمان : أبا موسى ، وعمراً ، وكان أحدهما يبتغي الدنيا ، والآخر يبتغي الآخرة.
- عن أبي مجلز : أن أبا موسى قال : إني لأغتسل في البيت المظلم ، فأحني ظهري حياء من ربي.
==
نزهة الفضلاء تهذيب سير أعلام النبلاء ، للدكتور محمد موسى 1/165
الأربعاء 20 نوفمبر 2024, 12:41 pm من طرف عادل محمد عبده
» روضة الأنوار في سيرة النبي المختار كتاب الكتروني رائع
الأحد 03 نوفمبر 2024, 8:56 pm من طرف عادل محمد عبده
» خلاصة الجامع في أحكام صفة الصلاة كتاب الكتروني رائع
السبت 12 أكتوبر 2024, 9:44 pm من طرف عادل محمد عبده
» تلبيس إبليس كتاب الكتروني رائع
الجمعة 20 سبتمبر 2024, 7:56 pm من طرف عادل محمد عبده
» التقوى تعريفها وفضلها ومحذوراتها كتاب الكتروني رائع
الأربعاء 28 أغسطس 2024, 10:37 pm من طرف عادل محمد عبده
» الموسوعة العربية العالمية
السبت 17 أغسطس 2024, 12:09 pm من طرف mostafaa
» شكرا
السبت 17 أغسطس 2024, 12:07 pm من طرف mostafaa
» تسلية نفوس النساء والرجال عند فقد الأطفال كتاب الكتروني رائع
الأربعاء 14 أغسطس 2024, 7:09 pm من طرف عادل محمد عبده
» موسوعة الفقه الإسلامي 5 كتاب الكتروني رائع
الجمعة 26 يوليو 2024, 5:40 pm من طرف عادل محمد عبده
» موسوعة الفقه الإسلامي 4 كتاب الكتروني رائع
الخميس 11 يوليو 2024, 5:18 pm من طرف عادل محمد عبده